أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

قصة قصيرة للآديبه /فاطمة مندي ( كايوباترا)

image
قصة قصيرة للآديبه /فاطمة مندي ( كايوباترا)
********************************
يتراقص رمشيها كخرقة من قماش الحرير نشرت على حبل الغسيل, تتمتع الريح بشعرها الاسود, تنسل من عينيها العسليتين انوثة تطلق سهاماً عفوية, اتسأل عن شفتيها النديتين, ان كانت تنطق من خلالهما كلمات تسحرني كلما سمعت صوتها عبر كاميرة الحاسوب " الأبتوب". احلم بها, ربما عاشت لخمسة الاف عام, او ربما ولدت كليو باترا من جديد. يحكى ان ابنة انطونيوخوس الثالث قد وضعت الالهة في وجهها الخمري سحراً, اجمعوه من حسناوات فينيقيا ورفح القديمة ومن اديم طيبة قبيل بناء الهول العظيم, فعندما تقدم بطليموس الخامس لخطبتها عام 195ق م , انذهلت النسوة لصفاء وجهها الخمري. العادة ان تقدم الزوجة مهرها الى الزوج, لكنها خرقت ما وضعته القوانين, فثمة شاب بابلي, كان يحلم بلقائها كلما فتح الفيس بوك, لم يكن ذلك المهر سوى قلادة فرعونية رسم على مينائها نهر طويل, لم يكن هو النيل, كان يتكلمان قليلاً عن بطليموس زوجها, وكثيرا ما كانا يتكلمان عن ابداعات اناملها, كان يشعر ان ثمة اسرار لم تبوح بعد. تلك الراقصة برمشيها, او لأسميها كليو باترا, ذات مساء لم يكن في البيت سوى نحن الأثنين, أنا وانا, فقد كنا نقرأ كلماتها عبر مربع صغير, ننتظر اسئلة منها, او كلمات يحلم بها كلانا, لا لا .. لم يكن انا من يحلم بل, بل كنت انا احلم بأن أقرأ كلمات الحب التي اتوسل كل ليلة بأبجديتها, كانت تكنني بالمجنون, كم جميلة تلك الكلمة, فقد غيرت مربع الرسائل. انجبت من بطليموس زوجها الفينيقي, أهرامات من ذهب, لكنها لم تكن كنساء طيبة, فكلما دارة عجلة الزمن كلما ازداد حسنها وبلورة شعرها الذي كانت تغطي فيه تلك الاهرامات القديمة. في صباح عبق قديم , قتل بطليموس الخامس في احدا فتوحاته, قيل انه لم يمت, او ان قتله كان معنويا في قلبها, تضاربت الروايات, لكنها ما زالت تكتب حكايات اتمتع كل مساء بقراءتها. الشاب البابلي لم ينسى حلمه بعد, قتل هو الاخر, لكنه ما يزال يتنفس حروف اسمها العدني, ذات مساء ربط جناحيه الطويلين وطار نحو بلاد الشام واخذ يسبح في سماء الابيض المتوسط, ثم انعطف نحو الشرق, بان جناحيه في مرأت البحر الاحمر, شرب من زرقة النيل, قال لجناحيه لم اقتل, ولكن شبه لهم. كانت نائمة عندما رأى وجهها الخمري عبر النافذة الزجاجية, لم يكن حينها ان بطليموس ميتا كما لو نحن نشاء, فتح شباك النافذة بإحدى جنحيه الفضيين. بهدوء دخل الى غرفتها, ملئت الغرفة من عطره البابلي فغط بطليموس بنوم عميق كما لو انه واحد من اصحاب الرقيم. انشدها شعرا بابلي, اذ كانت القصائد الملقاة اليها وهي نائمة, تتمحور في ايقونة احلامه الجنونية, انشدها الف قصيدة, بل والف شهرزاد وشهريار, لكنها كانت تغط بنوم عميق, قلب وجهها بنظراته الحزينة. لكنها ترفض الكلام, من خلال قنوات الموت المحتومة.
تمت
فاطمه مندى
 0  0  596