جدوى المؤتمرات الادبية ، ومدى مساهمتها في المشهد الثقافي والأدبي السعودي
جدوى المؤتمرات الادبية ، ومدى مساهمتها في المشهد الثقافي والأدبي السعودي
مؤتمر الأدباء السعوديين مظاهرة ادبية ثقافية متميزة تحظى بعناية ورعاية من اعلى مستويات الدولة وبحضور لافت منذ انطلاقته الأولى عام 1394 هـ بمكة المكرمة حتى اخر مؤتمر والذي عقد بالمدينة المنورة عام 1434 هـ برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين .
وهنا يلح علينا السؤال الذي يطرح نفسه بقوة
مالذي تم وما الذي انجز من توصيات وما تحقق من وعود..؟
فبنظرة سريعة الى توصيات المؤتمر الأول الذي عقدته وزارة الثقافة والإعلام جاء فيها ما يلي /
- إنشاء مجمع علمي سعودي لخدمة اللغة والأدب والثقافة والتراث .
-ترجمة كل ما كتب عن الجزيرة العربية والتراث الإسلامي إلى اللغة العربية .
- دراسة إمكان إصدار مجلة أدبية فكرية وثقافية من قبل المجلس الأعلى للفنون والثقافة مع تشجيع إصدار مثل هذه المجلات .
- تأليف دائرة معارف إسلامية يشترك في تأليفها رجال الفكر والأدب في المملكة والعالم العربي والإسلامي وفق تخصصاتهم وبالتعاون مع الجامعات .
- إصدار وزارة المعارف دليلا سنويا بأسماء المؤلفين والكتاب والمحققين السعوديين بالتعاون مع وزارة الإعلام والجامعات في المملكة .
- إيجاد صلات وروابط علمية وثقافية بين جامعاتنا والجامعات الأجنبية التي تعنى بالدراسات الإسلامية والعربية .
-رصد الجامعات والهيئات العلمية المهتمة بالتراث الإسلامي والعربي بنوداً في ميزانيتها لنشر كتب التراث نشراً علميًّا محققاً .
- مساعدة الجامعات الأجنبية التي تعنى بالدراسات العربية والإسلامية والأدب السعودي وتشجيعها على إنشاء كراس فيها لمادة الأدب السعودي و تقديم المساعدات المادية لها .
- إنشاء مؤسسة تتولى نشر الكتاب السعودي وتعمل على توزيعه داخل المملكة وخارجها .
- اهتمام المجلس الأعلى للفنون والآداب بالأدب الشعبي ليتمكن من دراسة تاريخ المملكة ولهجاتها وفقه لغتها.
- أن تكون اللغة العربية مادة أساسية تدرس في جميع كليات اللغة .
- دراسة إمكانية إنشاء جوائز أدبية وعلمية تمنح سنويًّا باسم المغفور له الملك عبدالعزيز لأفضل إنتاج سعودي علمي وأدبي .
- دعم دار الكتب الوطنية بالرياض حتى تكون خزانة للتراث الفكري في بلادنا ولكي تضم كل ما ينتجه المؤلفون السعوديون من الكتب المطبوعة وفق نظام الإيداع .
- إنشاء مركز للوثائق والمخطوطات العربية الإسلامية وفق أحدث الأساليب العلمية لصيانة التراث تشرف عليه وزارة المعارف .
أما المؤتمر الثاني للأدباء السعوديين عقد بعد انقطاع دام خمسة وعشرين عاماً في نفس العام الذي احتفلت فيه المملكة العربية السعودية بالذكرى المئوية لتأسيسها عام 1419هـ وتبنته جامعة أم القرى بمكة المكرمة وجاء في توصياته /
- الاستمرار في تكريم الأدباء تقديراً لجهودهم في دعم الحركة الأدبية ودعم مسيرتها - التأكيد على توصية المؤتمر الأول للأدباء السعوديين بإنشاء مجمع للغة العربية في المملكة .
- إنشاء مركز للترجمة يُعنى بنقل الأعمال الأدبية من اللغة العربية وإليها مع التركيز على ترجمة الأدب السعودي إلى اللغات الأخرى .
- إصدار مجلة أدبية وثقافية ترتبط بهيئة تتمتع بشخصية اعتبارية وميزانية مستقلة تفسح المجال لحوار الأفكار المتعددة .
- تشجيع الكتاب السعودي نشراً وتسويقاً باتخاذ عدة قنوات لتوزيعه في الداخل والخارج .
- العناية بطباعة الرسائل الجامعية التي تتناول الأدب السعودي .
- إعادة طبع كتب الرواد و العمل على جمع ما تفرق من تراثهم الفكري والأدبي .
انشاء القناة الفضائية الثقافية التي أوصى وزراء الثقافة العرب بتأسيسها أثناء دورة مؤتمرهم الحادية عشرة .
- إيجاد موقع على شبكة الإنترنت لنشر نماذج من الأعمال الإبداعية والدراسات الأدبية والفكرية للأدباء السعوديين .
- إنشاء مركز معلومات عن الأدب والأدباء السعوديين وباستخدام تقنيات الحاسوب على أسس علمية .
و عقد المؤتمر الثالث للأدباء تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض عام /1430هـ والذي خرج بسبع توصيات يقول عنها الناقد المسرحي عباس الحايك :
ما يربو على الأربع سنوات بين المؤتمر الثالث والرابع للأدباء السعوديين، رغم المطالبة أو الإعلان عن إقامته كل سنتين، وهذه السنوات الأربع الفاصلة بين المؤتمرين لم تحمل في طياتها أي تنفيذ لتوصيات المؤتمر الثالث السبع، فلم تر رابطة الأدباء ولا صندوق الدعم النور، ولم يتم تفريغ أدباء ومثقفين وفنانين لأعمالهم الإبداعية، ولا فعلت جائزة الدولة التقديرية رغم قرار مجلس الوزراء، وغيرها من التوصيات التي لا زالت حبراً على الورق، هذا ما يضعنا أمام السؤال حول جدوى مثل هذه المؤتمرات، ومدى مساهمتها في المشهد الثقافي والأدبي السعودي. المثقفون السعوديون وليس الأدباء وحدهم، يحتاجون لقرارات حقيقية تصب في صالح الحركة الثقافية، بدلا من الملتقيات الاستعراضية، والأوراق البحثية النظرية والتي لا يمكنها أن تحل الكم من المشكلات التي تواجه المثقف السعودي الذي يحتاج إلى دعم مالي ومعنوي، ويحتاج لاعتراف ومكانة، فالتوصيات التي خرج بها المؤتمر السابق هي خلاصة ما يحتاجه المثقف، وعدم تنفيذها بحجة إيجاد آلية تنفيذ أو تناسيها يجعل من هذا المؤتمر مجرد لافتة رغم غياب المضمون.
أما عن توصيات المؤتمر الرابع الذي عقد عام 1434هـ بالمدينة المنورة كانت على النحو التالي /
- إنشاء هيئة مستقلة للثقافة تلبي تطلعات الأدباء وتواكب الحراك الثقافي السعودي . - تأسيس رابطة للأدباء .
- تشكيل لجنة لإنشاء صندوق الأدباء ووضع لائحة خاصة به ومنح جائزة الدولة التقديرية للأدب التي صدرت الموافقة السامية بالموافقة عليها.
- ضرورة اهتمام الجهات العلمية والأكاديمية والبحثية بالأدب السعودي وإدراجه ضمن مناهجها .
-الاهتمام بالأدب السعودي الرقمي .
- رصد حركة الأدب المسرحي السعودي ورعايته والاعتناء به .
- تشكيل لجنة علمية لمتابعة تنفيذ مؤتمر الأدباء السعوديين الرابع .
بالتالي :
كم من التوصيات لا تزال حبيسة الادراج ؟؟
وما الذي تم تحقيقه منها ؟؟
وما الأسباب التي تحول دون تحقيق العديد من التوصيات رغم الثقل الذي تنظلق به هذه المؤتمرات التي تحظى بالمشاركات الابداعية و تتناول الطموحات التي لا يزال يطمح اليها الادباء والمفكرون في بلادنا.
جمال السعدي
المصدر
الصحف المحلية ( الرياض - اليوم )
مؤتمر الأدباء السعوديين مظاهرة ادبية ثقافية متميزة تحظى بعناية ورعاية من اعلى مستويات الدولة وبحضور لافت منذ انطلاقته الأولى عام 1394 هـ بمكة المكرمة حتى اخر مؤتمر والذي عقد بالمدينة المنورة عام 1434 هـ برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين .
وهنا يلح علينا السؤال الذي يطرح نفسه بقوة
مالذي تم وما الذي انجز من توصيات وما تحقق من وعود..؟
فبنظرة سريعة الى توصيات المؤتمر الأول الذي عقدته وزارة الثقافة والإعلام جاء فيها ما يلي /
- إنشاء مجمع علمي سعودي لخدمة اللغة والأدب والثقافة والتراث .
-ترجمة كل ما كتب عن الجزيرة العربية والتراث الإسلامي إلى اللغة العربية .
- دراسة إمكان إصدار مجلة أدبية فكرية وثقافية من قبل المجلس الأعلى للفنون والثقافة مع تشجيع إصدار مثل هذه المجلات .
- تأليف دائرة معارف إسلامية يشترك في تأليفها رجال الفكر والأدب في المملكة والعالم العربي والإسلامي وفق تخصصاتهم وبالتعاون مع الجامعات .
- إصدار وزارة المعارف دليلا سنويا بأسماء المؤلفين والكتاب والمحققين السعوديين بالتعاون مع وزارة الإعلام والجامعات في المملكة .
- إيجاد صلات وروابط علمية وثقافية بين جامعاتنا والجامعات الأجنبية التي تعنى بالدراسات الإسلامية والعربية .
-رصد الجامعات والهيئات العلمية المهتمة بالتراث الإسلامي والعربي بنوداً في ميزانيتها لنشر كتب التراث نشراً علميًّا محققاً .
- مساعدة الجامعات الأجنبية التي تعنى بالدراسات العربية والإسلامية والأدب السعودي وتشجيعها على إنشاء كراس فيها لمادة الأدب السعودي و تقديم المساعدات المادية لها .
- إنشاء مؤسسة تتولى نشر الكتاب السعودي وتعمل على توزيعه داخل المملكة وخارجها .
- اهتمام المجلس الأعلى للفنون والآداب بالأدب الشعبي ليتمكن من دراسة تاريخ المملكة ولهجاتها وفقه لغتها.
- أن تكون اللغة العربية مادة أساسية تدرس في جميع كليات اللغة .
- دراسة إمكانية إنشاء جوائز أدبية وعلمية تمنح سنويًّا باسم المغفور له الملك عبدالعزيز لأفضل إنتاج سعودي علمي وأدبي .
- دعم دار الكتب الوطنية بالرياض حتى تكون خزانة للتراث الفكري في بلادنا ولكي تضم كل ما ينتجه المؤلفون السعوديون من الكتب المطبوعة وفق نظام الإيداع .
- إنشاء مركز للوثائق والمخطوطات العربية الإسلامية وفق أحدث الأساليب العلمية لصيانة التراث تشرف عليه وزارة المعارف .
أما المؤتمر الثاني للأدباء السعوديين عقد بعد انقطاع دام خمسة وعشرين عاماً في نفس العام الذي احتفلت فيه المملكة العربية السعودية بالذكرى المئوية لتأسيسها عام 1419هـ وتبنته جامعة أم القرى بمكة المكرمة وجاء في توصياته /
- الاستمرار في تكريم الأدباء تقديراً لجهودهم في دعم الحركة الأدبية ودعم مسيرتها - التأكيد على توصية المؤتمر الأول للأدباء السعوديين بإنشاء مجمع للغة العربية في المملكة .
- إنشاء مركز للترجمة يُعنى بنقل الأعمال الأدبية من اللغة العربية وإليها مع التركيز على ترجمة الأدب السعودي إلى اللغات الأخرى .
- إصدار مجلة أدبية وثقافية ترتبط بهيئة تتمتع بشخصية اعتبارية وميزانية مستقلة تفسح المجال لحوار الأفكار المتعددة .
- تشجيع الكتاب السعودي نشراً وتسويقاً باتخاذ عدة قنوات لتوزيعه في الداخل والخارج .
- العناية بطباعة الرسائل الجامعية التي تتناول الأدب السعودي .
- إعادة طبع كتب الرواد و العمل على جمع ما تفرق من تراثهم الفكري والأدبي .
انشاء القناة الفضائية الثقافية التي أوصى وزراء الثقافة العرب بتأسيسها أثناء دورة مؤتمرهم الحادية عشرة .
- إيجاد موقع على شبكة الإنترنت لنشر نماذج من الأعمال الإبداعية والدراسات الأدبية والفكرية للأدباء السعوديين .
- إنشاء مركز معلومات عن الأدب والأدباء السعوديين وباستخدام تقنيات الحاسوب على أسس علمية .
و عقد المؤتمر الثالث للأدباء تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض عام /1430هـ والذي خرج بسبع توصيات يقول عنها الناقد المسرحي عباس الحايك :
ما يربو على الأربع سنوات بين المؤتمر الثالث والرابع للأدباء السعوديين، رغم المطالبة أو الإعلان عن إقامته كل سنتين، وهذه السنوات الأربع الفاصلة بين المؤتمرين لم تحمل في طياتها أي تنفيذ لتوصيات المؤتمر الثالث السبع، فلم تر رابطة الأدباء ولا صندوق الدعم النور، ولم يتم تفريغ أدباء ومثقفين وفنانين لأعمالهم الإبداعية، ولا فعلت جائزة الدولة التقديرية رغم قرار مجلس الوزراء، وغيرها من التوصيات التي لا زالت حبراً على الورق، هذا ما يضعنا أمام السؤال حول جدوى مثل هذه المؤتمرات، ومدى مساهمتها في المشهد الثقافي والأدبي السعودي. المثقفون السعوديون وليس الأدباء وحدهم، يحتاجون لقرارات حقيقية تصب في صالح الحركة الثقافية، بدلا من الملتقيات الاستعراضية، والأوراق البحثية النظرية والتي لا يمكنها أن تحل الكم من المشكلات التي تواجه المثقف السعودي الذي يحتاج إلى دعم مالي ومعنوي، ويحتاج لاعتراف ومكانة، فالتوصيات التي خرج بها المؤتمر السابق هي خلاصة ما يحتاجه المثقف، وعدم تنفيذها بحجة إيجاد آلية تنفيذ أو تناسيها يجعل من هذا المؤتمر مجرد لافتة رغم غياب المضمون.
أما عن توصيات المؤتمر الرابع الذي عقد عام 1434هـ بالمدينة المنورة كانت على النحو التالي /
- إنشاء هيئة مستقلة للثقافة تلبي تطلعات الأدباء وتواكب الحراك الثقافي السعودي . - تأسيس رابطة للأدباء .
- تشكيل لجنة لإنشاء صندوق الأدباء ووضع لائحة خاصة به ومنح جائزة الدولة التقديرية للأدب التي صدرت الموافقة السامية بالموافقة عليها.
- ضرورة اهتمام الجهات العلمية والأكاديمية والبحثية بالأدب السعودي وإدراجه ضمن مناهجها .
-الاهتمام بالأدب السعودي الرقمي .
- رصد حركة الأدب المسرحي السعودي ورعايته والاعتناء به .
- تشكيل لجنة علمية لمتابعة تنفيذ مؤتمر الأدباء السعوديين الرابع .
بالتالي :
كم من التوصيات لا تزال حبيسة الادراج ؟؟
وما الذي تم تحقيقه منها ؟؟
وما الأسباب التي تحول دون تحقيق العديد من التوصيات رغم الثقل الذي تنظلق به هذه المؤتمرات التي تحظى بالمشاركات الابداعية و تتناول الطموحات التي لا يزال يطمح اليها الادباء والمفكرون في بلادنا.
جمال السعدي
المصدر
الصحف المحلية ( الرياض - اليوم )