الكاتب بدوي الدقادوسي.. رســالة إلى ابنتــي
[[]SIZE=5[B]
إلى ابنتي
لقد بدأت طريقنا أنا وأمك نحمل مظلة صغيرة لاتكاد تحمينا لفح الشمس وزمهرير البرد فوضعتها فوق رأسها وسرت حاسرا .وحين رزقنا الله بكِ تنازلتْ عنها لأظلك بها .وحين تعثرت قدمي نهضت مسرعا حتى لاتشعرين بلهيب الشمس لحظة .وحين كنتِ تلهين صغيرة واتسخت يدك ظللت ألعق مابها من قاذورات حتى صارت في طهر كف مريم العذراء.ألا تذكرين -حبيبتي -حين جف قلمك ولم تنتهي من آداء واجباتك المنزلية فبريت أصبعي لتكملي واجبك بدمي كي لاتعنفك معلمتك المتجهمة التي كنت تخشينها؟ وحين هاجمك ذئب وأنت يافعة جعلت من يدي مدفعا صوبت رصاصاتي نحوه فأرديته قتيلا.ورزقنا الله بأخيك فخلعت ملابسي لأحميه لفحة الشمس وزمهرير البرد .وسرت أنت ملكة تحت مظلة تحملها يدي المرتعشة من البرد والإعياء .وحين رزقنا الله بأختك خلعت أمك ملابسها لتقيها البرد والقيظ.وتحملت سهام المارة المسمومة وتربت على كتفي مبتسمة لاعليك فقلبك سياج يسترني .واليوم حبيبتي وصلت آمنة لقصرك المنيف وصار زوجك سيف ودرع لك ,فتشبثتي بالمظلة ونحن في مسيس الحاجة لها ,فأهديتك إياها لتزيني بها شرفة قصرك.لقد عجز جسد أمك الهزيل أن يحتمل وعورة الطريق فسلم روحه طواعية لبارئها .وتركني وحيدا .انتظرتك تعوديني في مرضي وتواسيني في وحدتي ولكنك لم تفعلي وتلمست لك ألف عذر ولكن هذه المرة سامحيني لن أعد أنتظرك فالموت بيد الله .
إلى ابنتي
لقد بدأت طريقنا أنا وأمك نحمل مظلة صغيرة لاتكاد تحمينا لفح الشمس وزمهرير البرد فوضعتها فوق رأسها وسرت حاسرا .وحين رزقنا الله بكِ تنازلتْ عنها لأظلك بها .وحين تعثرت قدمي نهضت مسرعا حتى لاتشعرين بلهيب الشمس لحظة .وحين كنتِ تلهين صغيرة واتسخت يدك ظللت ألعق مابها من قاذورات حتى صارت في طهر كف مريم العذراء.ألا تذكرين -حبيبتي -حين جف قلمك ولم تنتهي من آداء واجباتك المنزلية فبريت أصبعي لتكملي واجبك بدمي كي لاتعنفك معلمتك المتجهمة التي كنت تخشينها؟ وحين هاجمك ذئب وأنت يافعة جعلت من يدي مدفعا صوبت رصاصاتي نحوه فأرديته قتيلا.ورزقنا الله بأخيك فخلعت ملابسي لأحميه لفحة الشمس وزمهرير البرد .وسرت أنت ملكة تحت مظلة تحملها يدي المرتعشة من البرد والإعياء .وحين رزقنا الله بأختك خلعت أمك ملابسها لتقيها البرد والقيظ.وتحملت سهام المارة المسمومة وتربت على كتفي مبتسمة لاعليك فقلبك سياج يسترني .واليوم حبيبتي وصلت آمنة لقصرك المنيف وصار زوجك سيف ودرع لك ,فتشبثتي بالمظلة ونحن في مسيس الحاجة لها ,فأهديتك إياها لتزيني بها شرفة قصرك.لقد عجز جسد أمك الهزيل أن يحتمل وعورة الطريق فسلم روحه طواعية لبارئها .وتركني وحيدا .انتظرتك تعوديني في مرضي وتواسيني في وحدتي ولكنك لم تفعلي وتلمست لك ألف عذر ولكن هذه المرة سامحيني لن أعد أنتظرك فالموت بيد الله .