أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

مثقفو االعراق مستبعدون عن المراكز الثقافية ومعظم مدرائها وموظفيها محسوبون

مصادر: المراكز الثقافية بالخارج حديقة خلفية وملاذ سياحي لمسؤولي الوزارة ورواتب موظفيها 7 ملايين دولار سنويا
110118-feature4photo-650_416

مثقفو الوزارة مستبعدون عن المراكز الثقافية ومعظم مدرائها وموظفيها محسوبون

بغداد جلال عاشور

الأحد 9 تشرين الثاني 2014

في متابعة لتقريرها السابق حول واقع المراكز الثقافية العراقية بالخارج والتابعة لدائرة العلاقات الثقافية بوزارة الثقافة، تتابع "العالم الجديد" رصد حجم الفساد المالي والمهني المتعلق بها عبر التواصل مع مصادرها المختلفة داخل الوزارة، فقد توصلت الصحيفة الى حقائق ستكون صادمة للوسط الثقافي البعيد جدا عن المساهمة في مثل تلك المراكز، كون أغلب موظفيها قد تم تعيينهم حسب العلاقة والقرابة دون أدنى مراعاة للمهنية والكفاءة كما وثقها التقرير السابق بالأسماء.



ويكشف مصدر مسؤول في دائرة العلاقات الثقافية التابعة لوزارة الثقافة في حديث لـ"العالم الجديد" يوم أمس السبت، أن "الميزانية السنوية المخصصة لهذه المراكز كبيرة جدا إذا ما عرفنا أن معدل الراتب الشهري لكل موظف من موظفي الملاك البالغين سبعة أو ستة لكل مركز من المراكز الخمسة (واشنطن، لندن، ستوكهولم، بيروت، طهران) يبلغ نحو خمسة آلاف دولار شهريا، فضلا عن خمسة الاف دولار أخرى كبدل إيجار شهري، هذا غير التأمين الصحي الذي قد يصل الى 1000 دولار، تتبعها مصاريف هاتف تقدر بـ300 دولار، وأكثر منها بقليل للنقل"، مبينا "وبهذا يكون معدل حصة الموظف الواحد 12 ألف دولار شهريا".



ويوضح المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن "الرقم سيكون صادما جدا فيما لو أجرينا حسبة بسيطة لرواتب الموظفين فقط، فهذا المبلغ (12 الف دولار) هو لكل موظف من الموظفين البالغ تعدادهم 35 شخصا، بالاضافة الى رواتب الموظفين المحليين التي تبلغ نحو 20 ألف دولار شهريا لكل مركز، حيث سيكون مجموع ما تنفقه الوزارة على رواتب الموظفين في المراكز الثقافية بالخارج فقط، نحو 500 ألف دولار أي ما يعادل 600 مليون دينار شهريا، أي نحو 7 مليون دولار سنويا".



ويتابع "هذا غير مبالغ الانفاق الأخرى كالتأثيث واستئجار أو استملاك البنايات، والنقل الخارجي، والنشاطات الوهمية والرديئة التي تصل الى أضعاف المبلغ السابق"، مردفا "كل هذه المبالغ تنفق من دون وجود لنشاط يستحق الذكر أو ربما ينافس نشاطات أخرى تقوم به بعض الجمعيات والمراكز العراقية الثقافية الأخرى كالمقهى الثقافي في لندن، او ملتقى الدكتور عباس كاظم في واشنطن، أو مسرح بابل في بيروت".



وينوه المصدر المسؤول الى أن "أيام العراق الثقافية التي يتولى رعايتها مدراء المراكز بالتنسيق مع المدير العام لدائرة العلاقات الثقافية عقيل المندلاوي، والتي تبلغ نفقتها أكثر من نصف مليون دولار ويتم صرفها في غضون شهرين أوأقل هي عبارة عن ولائم لأصحاب ومعارف هؤلاء المدراء في تلك المدن أو الولايات"، مبينا "حتى أنها تحولت الى مادة للسخرية والتندر من قبل الوسط الثقافي الحقيقي في تلك المدن لما تحمله من بذخٍ مُفرط لأنواع المأكولات والحلويات والمقبلات، الغاية منها استقطاب أكبر عدد من أشباه المثقفين الذين اعتادوا حضور هكذا ولائم وفعاليات".



ويختتم كلامه بالقول "هذه المعلومات ليست من وحي الخيال، ولكم أن تعرفوا صحة هذه المعلومات الحسابية والمالية والإدارية من دائرة العلاقات الثقافية ذاتها التي تتولى إدارة هذه المراكز".



وحول المغزى الحقيقي من وراء إنشاء تلك المراكز، يشير مصدر آخر في ديوان وزارة الثقافة، الى أنه "بالاضافة الى الأموال غير المشروعة التي يستحصلها بعض الموظفين الفاسدين المسنودين من قبل مسؤولين كبار بالوزارة، من خلال عملية تأثيث واستئجار وشراء تلك المراكز في الخارج، فقد تحولت الى مرتع سياحي وحديقة خلفية للمسؤولين وموظفي مكاتبهم، يرتادونها متى ما رغبوا بذلك، وتحت أي ذريعة هم يختلقونها، حتى أصبح البعض منهم ضيوفا دائمين لبعض المراكز".



وبشأن أسماء هؤلاء المسؤولين، يشير المصدر الذي رفض الاشارة لاسمه الى "وكيل الوزارة طاهر الحمود الذي يتواجد حاليا في السويد هو وطاقم مكتبه بدعوة من مدير مركز استوكهولم شملت مدير مكتبه ومسؤول حمايته وبعض موظفيه، وتستمر لأسبوعين أي حتى الأربعاء المقبل، وكذلك مستشار الوزارة حامد الراوي الذي يكرر زياراته باستمرار الى بيروت بدعوة من مدير المركز هناك، وتحت عناوين مختلفة، ليحظى بايفاد مدفوع الثمن فيما تكون إقامته في بيت ابنته الموظفة بالمركز الثقافي، وكذلك مدير العلاقات الثقافية والعقل المدبر لكل هذه الصفقات عقيل المندلاوي، والذي عاد تواً من طهران، ويستعد الى سفرات وايفادات أخرى (ستلاحقها "العالم الجديد")، فضلا عن رعد علاوي المدير الاداري والمالي الذي قضى نحو 6 أشهر في لندن، حيث يقيم أخوه الموظف في مركز لندن، بحجة استئجار وتأثيث المركز الثقافي"، لافتا الى أن "الأخير أقام في باريس 3 أشهر لتأثيث مركز باريس الذي سيفتتح قريبا، كما تم الاتفاق على إرسال عدد من الموظفين الذين لا يعرفون جملة واحدة باللغة الفرنسية".



والمؤلم في الأمر بحسب المصدر هو أن "جميع تلك السفرات مدفوعة من قبل الدولة، وتصل مبالغها سنويا الى مئات الآلاف من الدولارات، من دون أن ينتفع البلد وثقافته بها، في وقت نمر فيه بوضع اقتصادي مزرٍ بسبب العجز في الموازنة، والحاجة الى مبالغ اضافية لإنفاقها على قوات الجيش وعناصر الحشد الشعبي الذين يقاتلون أعتى عدو يهدد وجود البلد برمته"، مطالبا بـ"غلق هذه المراكز لأن القائمين عليها يتصفون بدرجة عالية من الفساد وعدم الشعور بالمسؤولية".



وتمضي ثقافة تلك المراكز بالانحدار "مع تمتع مدراء المراكز غير الكفوئين والمعينين بالمحسوبية والمنسوبية بحق ترشيح واختيار مٓن يمثل العراق من الجالية في هذه البلدان المهمة في المحافل والمهرجانات كما حصل في افتتاح مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية، حيث كان التمثيل بائسا ويخلو من أي قامة ثقافية يمكن الاعتداد بها، لالشيء إلا لعلاقة هذه الأسماء بالسادة مدراء المراكز".



سوء الاختيار الذي اتى بمدراء وموظفين لايجيدون لغات البلدان التي أوفدوا اليها، كما هو الحال مع مدير مراكز لندن وواشنطن وطهران الذين لايجيدون اللغات الانكليزية والفارسية، تعداه الى "اختيار موظفين محليين على أساس المحسوبية والمنسوبية أيضا، وتم تعيينهم من قبل مدير دائرة العلاقات العامة حصرا وبالاتفاق مع الوزير السابق ووكيله، حيث لايتمتع أغلبهم بمستوى ثقافي جيد، وتتراوح رواتبهم بحسب درجة الرضا والقرابة من مدير الدائرة، من دون مراعاة الاختصاص المطلوب أو الكفاءة، ومن بين هؤلاء صهران لأحد وكلاء الوزارة في مركز طهران".



ختاما يشير مصدر من داخل مكتب وكيل الوزارة طاهر الحمود الى أن "الإعداد جارٍ لزيارة من العيار الثقيل لواشنطن وتستمر لأسابيع عديدة تضم الحمود ومدير مكتبه ومدير دائرة العلاقات الثقافية عقيل المندلاوي، بالاضافة إلى موظفين آخرين".
 0  0  473