×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

قصه قصيرة عندما عاد رد إلي روحي

image
عندما عاد رد إلي روحي

جميعنا نملك هموما في حياتنا، تملأ سطور أيامنا، تنسكب على القلب لتخنقه. جميعنا نقف أحيانا على حافة من الدمار والانهيار بسبب ما ألمته بنا هذه نظن بأنها النهاية لشيء لم ينتهي، نظن بأنه الوداع لشيء رحل ولن يعود الحياة، نظن بأنها النهاية لشيء لم ينتهي، نظن بأنه الوداع لشيء رحل ولن يعود.
كانَ يوماً بارداً شعرتُ بالبردِ الشديد.. خرجتُ في هذه الليلة الباردة مع أدراج الرياحِ أسيرُ مع النسمات تعانقني حبات المطر وقلبي يرتجف من برد الظلام نظرتُ مِن حولي وأنا في خوفٍ شديد. نبتعد لابعد المسافات لنجلس لوحدنا ونفكر بما صنعته أيدينا وما نحتت، ونترك الجفون لتغرق وتختنق بالدموع، ونتألم ونندم على ما فعلناه ونجهل ما التالي. تتركنا الحياة لنعلق في متاهات من الجروح، تسكب حبرا على الورق لتسطر الآلام,تعيد لنا أصعب الذكريات لتجعلنا نغرق في بحور من الحيرة.
في لحظة حيرتى، بحثتُ عتمة المكان عن أحد ولم أجد سوى الأشجار وصوت الريح.. ضاقت نفسي وأشتدَ بردي..هربتُ من عالمي إلى زمن العجائب..ولكن في لحظة.! شعرتُ بعطر بين شراييني يجري.. شعرتُ بقلب عن بُعدِ ألف ميلٍ يبكي. وسراب من نور قريب بعيد.توقفَ قلبي فجأة.. لم تعد الحياة بالنسبة لي مجرد نزهة..لم أدرك أني خرجتُ عن طوري فجأة.. لم أشعر بوجود عقلي..
قلبي ينبض كالحصان..جسمي تحّول إلى حماة رغم البرد الذي يحيط بالمكان. قررت العودةَ لِحجرتي فاشتَد البرد وشعرت ببرودة المكان.. بوحشة المكان..سمعت رانين الهاتف.
اقتربتُ من الهادف رفعته ويدي ترتعش، سمعت صوته: حبيبتي وحشتيني سوف أصل غداً...لم أرد من المفاجئة وضعت الهاتف وذهبت مع أفكار يا ترى ماذا ارتدى وماذا وماذا اسألة كثيرة تدور بحنايا أفكار غيرت مفاهيم كثيرة. مكلمة تليفونية حَولت مسار حياتي..مسار أفكاري وطموحاتي..صُدفة جعلتني أرى النقطة البيضاء في لوحة حياتي السوداء..صدفة ردت الابتسامة الصادقة..ردتها إلى شفاهي الظمآنة للحظة فرح..في ذلك اليوم وأنا كالعادة غارقة في حزني وأفكاري..قرأتُ كلماته.. عشقتُ الكلام من اللحظة الأولى والهمسة الأولى..أحببتُ الكلام وصاحب الكلام..مكلمة..غريبة لكنها صادقة..وثقت فيه منذ اللحظة الأولى لا أدري ما جذبني إليه..صدقه..حنانه..قلبه الطيب..رقته.. شاءت الظروف أن تضع في طريقي شخصٍ يجعلني بكل عفوية أغامر معه بكل سعادة..جعلني أشعرُ أن للحياة طعمٌ آخر..طعمٌ لم أتذوقه من قبل..بات وجوده في حياتي ضرورة.. أنا الآن أشعرُ أنني طفلة تدللها بكلماتكَ الرقيقة أحياناً..والغريبة أحياناً أخرى..وأشعرُ أنك طفلٌ بحاجة إلى حضن..حضنٍ دافئ وحنون.. إنها قصة حب غريبة وعجيبة..سوف أكتبها بنبضات قلبي وأنثرها بحدائق العشاق..سأكتبُ لكَ أغنية كلماتها نبضات قلبي..ولحنها تدفق الدم بعروقي.. سأكتبُ لكَ أسطورة أنتَ فارسها..سأكتبُ لكَ مسرحية لن تبدأ إلا بابتسامتك..سأكتبُ عن خفوق يجن من حروف اسمك..عن لحظات انتظاري لكَ..من الصعب وصف حياتي بدونك..فأنت الروح ومن دونك أنا جسدٍ بلا روح..سأكتبُ أن اسمك أصبحَ بحياتي أغنية أترنم بها بكل لحظة من لحظات حياتي..فأرضي لا ترتوي إلا بمطرك..ولا تعانق إلا سحابك الممطر..فأنا بدونك ضائعة متشردة..بلا قلب ينبض.. سأكتبُ أني عاشقة وجودك..حتى ولو غبتَ عني أو أحببتَ غيري..سأمضي كل ليلة بسماء العشاق وأنثر حروفي بأرضهم وأخبرهم عن حبيبٍ سلبني العقل والفؤاد..وجعلني طفلة لا ترسم بأوراقها إلا حروف اسمه..وسوف َأخبر الجميع بأنك علمتني كيفَ أرسم البسمة على وجه الحزن..وعلمتني كيف أسمع الفرحة بأنغام الشجن..وعلمتني كيف أكون إنسانة تعرف طريقها..وعلمتني كيف تضحك عيون بدمعها غريقة..فلا تعلمني ما معنى الفراق...ففراقي وبعدي عنكَ فقط وأنا تحتَ حبات التراب... بصمة من الأمل تكفي لأن تزيل دمعة عالقة في جفن العين، وأمرا مجهولا يختبئ في زوايا الفؤاد، مع الوقت يتغير كل شيء، ولا يوجد شيء يبقى كما هو وعلى حاله، لأن بصمة من الأمل تكفي لأن تمحي ما يقلق البال ويتعب العقول.
فعندما عاد رد إلي روحي.
 0  0  697