×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

ليلى البلوشي تكتب أدب الرسائل بروح عصرية--من الاعلاميه هدى الخطيب

[B][SIZE=5]image
[COLOR=#0C0B75]image
حلّت ضيفة على «اتحاد الكتّاب» في أبوظبي
ليلى البلوشي تكتب أدب الرسائل بروح عصرية

المصدر: إيناس محيسن - أبوظبي

البلوشي خاضت مغامرة تقمصت فيها شخصيتين من أكثر الشخصيات الأدبية إثارة للجدل. من المصدرt

شكّلت فكرة أدب الرسائل المتبادلة بين شخصيات أدبية معروفة موضوعاً للعديد من الأعمال الأدبية على مر العصور، وهي الفكرة نفسها التي استلهمتها الكاتبة ليلى البلوشي في كتابها «رسائل حب مفترضة بين هنري ميللر وأناييس نن»، إذ خاضت البلوشي في كتابها مغامرة تقمصت فيها فكراً وإحساساً لشخصيتين من أكثر الشخصيات الأدبية إثارة للجدل والخلاف في القرن الـ20، وهما هنري ميللر وأناييس نن، بحسب ما أوضحت قراءة نقدية في الرواية للناقد الدكتور معن الطائي، وقرأها نيابة عنه الشاعر محمد المزروعي، مساء أول من أمس، في الأمسية التي نظمها اتحاد كتّاب وأدباء أبوظبي في المسرح الوطني.image


ورصدت القراءة النقدية في كتاب البلوشي البعد الإنساني الشمولي، الذي يتجاوز محددات الزمان والمكان، ومحدودية التجربة الفردية لينفتح على الثقافات البشرية بوصف الاختلافات تعبيراً عن حالات إنسانية لها جمالياتها المشتركة، فثمة «كاتبة خليجية شابة في القرن الـ21 تكتب عن رسائل افتراضية بين روائي ورسام أميركي متمرد عاش في باريس في ثلاثينات القرن الماضي، وروائية وكاتبة مذكرات فرنسية شهيرة تنقلت بين فرنسا وكوبا وإسبانيا لتستقر بعدها في الولايات المتحدة».

من المدوّنة إلى الورق

رأى الناقد معن الطائي في ختام قراءته، أن الكاتبة ليلى البلوشي قدمت نمطاً كتابياً غير تقليدي بدأ بالظهور منذ سنوات قليلة فقط، وهو نمط المدونات الإلكترونية التي تتحول في ما بعد إلى كتاب ورقي. ويصعب تصنيف هذا النمط الكتابي ضمن التصنيفات التجنيسية التقليدية الخاصة بالكتابة السردية، وبغض النظر عن التجنيس الكتابي، نجحت الكاتبة في تقديم عمل تميز بالرهافة والحساسية، وكشف عن سعة اطلاع وثقافة تستحق الإشادة. من جانبها، تحدث الكاتبة ليلى البلوشي في الأمسية عن تجربتها في الكتابة، مشيرة إلى أن الكتابة في تجربتها هي ثمرة القراءة.

http://media.emaratalyoum.com/images.../06/156994.jpg

وأضاف الطائي في قراءته: «لم تكن الكاتبة معنية بخصوصية التجربة الفردية للشخصيتين اللتين وظفتهما قناعاً لجماليات البوح الداخلي.. فهي تثبت ذلك في تمهيد سبق نصّ الرسائل الافتراضية: (هذه الرسائل من قلب وفكر ليلى، أما الكاتبان الشهيران هنري ميللر، وأناييس نن، فهما مجرد افتراض).. وفي هذا التمهيد تتجاور الأسماء الثلاثة ليلى وهنري ميللر وأناييس نن، لتوحي ضمنياً بحوارية تفاعلية تمتد على مدى اتساع الكتاب. وهي هنا تفصح، وبوعي، عن حقيقة حضور كل من ميللر ونن، فهما لا يحضران بصفتهما الشخصية، ولكن بصفتهما الرمزية والثقافية».

وأشار إلى أنها نفذت الفكرة، من خلال إطار الحداثة الرقمية وبصيغة المدونات الإلكترونية. ولم تقتصر إعادة الصياغة الإلكترونية للنمط التقليدي لأدب الرسائل على مستوى الشكل فقط، بل تعداه إلى المضمون أيضاً.

ولفت إلى أن الكتاب جاء زاخراً بالإحالات الأدبية والفنية والثقافية المتنوعة، وبأسماء مشاهير الفنانين والكتاب والشعراء الذين عرفوا بتمردهم وتفرد عبقرياتهم الإبداعية، مثل رامبو وبودلير وجان جينيه وسلفادور دالي ودويستوفسكي وإيلوار وماريا لو سالومي، وغيرهم العديد، معتبراً أن طبيعة الأسماء المشار إليها والتناصات الأدبية والإحالات على أعمال روائية وشعرية وفنية، تكشف انحياز الذائقة الجمالية عند الكاتبة إلى نمط معين من أنماط الكتابة الإبداعية والخلق الفني، وهو النمط المتمرد على المألوف والسائد، والمتجه نحو المغامرة والتجريب، الذي لا يضع في حساباته سوى القيمة الجمالية الخالصة للعمل الإبداعي.

وبيّن الناقد أن لغة الكاتبة جاءت منسابة بعفوية البوح وبعيدة عن الافتعال والتكلف، إذ تنوعت النبرة في الكتابة ما بين لغة رجولية قوية وقاسية، ولغة أنثوية عذبة وشفيفة. وفي مواضع معينة تندمج اللغتان في خطاب إنساني يتجاوز الهوية الجنسية لقائله؛ وكأن الكاتبة تريد تأكيد حقيقة الإبداع الجوهرية والمتعالية على الهوية والجنس وعلى الاتفاقات الاجتماعية، فالإبداع هو نتاج خيال خلاق وحساسية جمالية عالية وجرأة على البوح، ومقاربة الأماكن الأكثر هشاشة في الروح الإنسانية، وهو بذلك نشاط يتساوى فيه الرجل والمرأة بعيداً عن محددات الطبيعة والمجتمع.

 0  0  1444