×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

وجهة نظر: الديمقراطية الغربية!!

image
وجهة نظر
الديمقراطية الغربية!!
عن أية ديمقراطية يتحدثون؟ وأين هي الديمقراطية في بلدانهم؟
بقلم: محمود كعوش
التطرق لموضوع الديمقراطية الغربية بشكل عام والأميركية بشكل خاص على خلفية تطويعها لازدواجية المعايير مثلما هو حاصل مع السياسة الغربية بشكل عام والأميركية بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالمسلمين عامة والعرب خاصة، لا يعني في حال من الأحوال التنكر لأهمية الديمقراطية وضرورة إرساء قواعدها في العالم الإسلامي والوطن العربي.
فالمسلمون والعرب كانوا ولا زالوا يناضلون من أجل ردم الهوة بينهم وبين حكامهم، وتمهيد الأرضية الصالحة للديمقراطية وإشاعتها في بلدانهم.
لكنهم يسعون وراء ديمقراطية تتواءم مع واقع حالهم وتعاليم دياناتهم وعاداتهم وتقاليدهم لا وراء ديمقراطية مستوردة من الغرب لم تعد هي بالأصل موجودة فيه أو ديمقراطية تُفرض عليهم فرضاً، وتكون وفق المقاييس الغربية بشكل عام والأميركية بشكل خاص، ووفق ما تفترضه الاستراتيجية الأميركية ـ الإسرائيلية المشتركة.
وعلى مدار أكثر من عقد من الزمن أعقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، تواترت التصريحات الشفهية والخطية وما تزال تتواتر في وسائل الإعلام الغربية المرئية والمسموعة والمكتوبة، الصادرة عن كبار المسؤولين الغربيين، وبالذات الأميركيون، بدءاً بالرؤساء وانتهاءً بصغار موظفي الخارجية والبنتاجون حول إصرار وعزم الولايات المتحدة الأميركية على فَرْض "ديمقراطيتها" على المسلمين بشكل عام والعرب بشكل خاص.
ألديمقراطية هذه التي يريد الغرب وفي مقدمه الولايات المتحدة فرضها علينا بمنطق القوة لا بقوة المنطق هي تلك "التي تأخذ تارةً لغة الدفاع عن حقوق الإنسان كما هو الحال مع الصين وروسيا زوراً وبهتاناً، وتأخذ تارة أخرى لغة مكافحة الإرهاب والدفاع عن حقوق المرأة كما هو الحال مع أفغانستان وباكستان زوراً وبهتاناً، وتأخذ تارة ثالثة لغة مصادرة أسلحة الدمار الشامل المزعومة لتدميرها لخطرها على السلم والاستقرار والأمن في العالم كما كان الحال مع العراق وكما هو اليوم مع إيران زوراً وبهتاناً، وتأخذ تارة رابعة لغة الدعوة إلى تطوير الأنظمة وتغيير بنيتها لتنتج ثقافة التسامح بدلاً من إنتاج ثقافة أصولية تشكل تربة خصبة للإرهاب كما هو الحال مع العديد من الدول العربية والإسلامية زوراً وبهتاناً أيضاً".
وقبل هذه مجتمعة "لا ننسى وجه هذه الديمقراطية" المكشر عن أنيابه باستمرار في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ترى إلى متى سيستمر العرب على ما هم عليه من استسلام وإذلال مُهينين أمام هجمة "الديمقراطية" الغربية وبالأخص الأميركية المزعومة؟
ديمقراطية ماذا؟ وأية ديمقراطية هذه؟
الديمقراطية الغربية!! عن أية ديمقراطية يتحدثون؟ وأين هي الديمقراطية في بلدانهم؟
محمود كعوش - كوبنهاجن
kawashmahmoud@yahoo.co.uk
g
 0  0  607