علم من أعلام الإذاعة المصرية الدكتور السيد حسن بقلم وفاء أنور
علم من أعلام الإذاعة المصرية الدكتور السيد حسن
بقلم وفاء أنور
عندما تتحدث عن فارس من فرسان الكلمة ، أو أحد أعلام الفكر ، والثقافة فى مجتمعك ستشعر رغمًا عنك بأنك أصبحت خارج منطقة الأمان ؛ فمهما قلت ومهما بحثت فى معاجم اللغة فلن تصل للحد الذى يجعلك آمنًا أبدًا ؛ فأنت تحت المجهر بلا شك ؛ ولابد أنه سينتابك بعض القلق والترقب هل ستكون كلماتك المتواضعة كافية للتعبير عنه بصدق ، وهل ستكون تلك الكلمات قريبة لقلب صاحبها ، أو لقلب قرائه ، ومستمعيه ؟! حديثى اليوم عن قامة إذاعية كبيرة من قامات الإذاعة المصرية العريقة سأحاول أن أصف لكم بعضًا من صفاته لكى تتعرفوا عليه عن قرب أخذ من النسيم رقته . فهو الهادىء كهدوء الليل وصاحب الصوت العذب الذى يمرعبر مسامعك برفق . ينتقى كلماته بعناية ، وكأنه يزنها بميزان دقيق للغاية . له قدر عظيم من الهيبة الممزوجة بالتواضع . عندما تقابله لأول مرة ستشعر أنه بعض منك ستجده ابنًا أصيلًا من أبناء مصر الطيبين . حديثه الآخاذ سيرسل إليك كل رسائل الاطمئنان ؛ لكى تتحدث ببراعة عما تريد الحديث عنه . أذكر لحظة توجهى إلى مكتبه فى مبنى اتحاد الكتاب بحى الزمالك العريق أنى قد لاحظت مدى محبة الجميع له . إن هذا السيد العظيم الدمث الخلق يمتلك صفة القبول التى تشعرك بأنك تعرفه منذ زمن بعيد . لقد كانت تجربة رائعة حقًا ، فأنا من محبى الإذاعة التى تعلمت منها ، وتثقفت بها إلى الحد الذى أكاد أجزم بأنه قد قام بتشكيل وجدانى منذ طفولتى ، وحتى يومنا هذا ؛ فكم تابعت العديد من البرامج ، وكم تعلمت منها كيفية صناعة الخيال ، وأثر ذلك على المتلقى ، أوالمستمع . تتلمذت على أيدى كل مذيعى البرامج الإذاعية واليوم أعبرعن مدى امتنانى لهم جميعًا من خلال حديثى مع هذا الإذاعى الكبير دكتور السيد حسن .
ولد الدكتور السيد حسن في مدينة ميت أبو غالب بمحافظة دمياط في التاسع من نوفمبر عام ألف وتسعمائة وأربعة وستين .
السيد محمد أحمد حسن مدير عام البرامج الثقافية بإذاعة جمهورية مصر العربية ، حاصل على بكالوريوس الإعلام عام ١٩٨٦ م جامعة القاهرة بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف ، إلتحق بالعمل الإذاعي عام ١٩٨٨ م ، وحتى الآن .
لديه موهبة نظم الشعر وهذا ماجعله يتواجد بقوة فى الأوساط والفاعليات الثقافية خاصةً بعد اختياره رئيسًا للجنة الإعلامية بأمانة أدباء مصر .
أسس ملتقًا شعريًا وأطلق عليه اسم ( ملتقى الأربعاء ) كما أسس صالونًا شعريًا باسم "صالون السيد حسن" يعقد بدار الأدباء حتى الآن .
ومن برامجه الإذاعية برنامج (دعاء الكروان) على شبكة البرنامج العام صيغة فريدة في عناق الشعر والإذاعة ، حيث ظل يقدمه لسنوات عديدة وهو يعد ترنيمة شعرية صباحية (أصبحنا وأصبح الملك لله) ، كما يقدم رؤى نقدية حول أهم الشعراء المصريين والعرب عبر برنامجه الأسبوعى (أوراق لها قلوب) والذى استمر لأكثر من عشرة أعوام .
دخل المجال الإذاعى ليفتح منبرًا جديدًا لشعره من خلال تقديم العديد من البرامج التى يتلقاها كل مثقف مصرى وعربى ؛ لذلك تمحورت برامجه حول الشعر إبداعًا أو نقدًا وحول الأدب والأدباء والمفكرين الذين يسعون فى إثراء الساحة الفنية والثقافية على الدوام .
تستهدف برامجه البناء التراكمى الفكرى للعقل العربى . حمل مشعل التنوير الثقافى ليرفع مستوى الوعى لدى المواطن العربى ؛ حيث قدم برنامجًا بعنوان ( سقط عمدًا ) كان يسلط فيه الضوء على الأفكار والشخصيات والمفاهيم التى تعود بنا إلى الوراء فى محاولة ٍ منه لتصحيح هذا .
قدم برنامجًا بعنوان (على من نطلق الكلمات ) كان يجعل من الكلمات المأثورة والحكم والأشعار رصاصات تطلق على كل الفاسدين وكل الأفكار الفاسدة ، كما قدم برنامجًا آخر بعنوان ( سياسة نعم سياسي لا) لعرض رؤى المفكرين والمبدعين والمثقفين الذين هم ليسوا بسياسيين فيما هو مطروح من قضايا السياسة ، وقد كان يدعم دائمًا الرؤية الوطنية على حساب الرؤية السياسية .
من أقواله المأثورة :
إن من أكثر خصائص الإذاعة إدهاشًا تلك القدرة على أن تخاطب كل مستمع ، وكأنه مستمعها الوحيد ، فى الوقت ذاته الذى تفتح فيه أمامه آفاق الخيال والمعايشة ، فيما يسميه الأكاديميون (التقمص الوجدانى) ، وفى الوقت ذاته قدرتها على أن توحد بين قلوب أبناء الأمة ، وعقولهم فى إطار واحد وكيان واحد. فعجبا لإذاعة تخاطب مستمعيها فرادى فتجعلهم متحدين!
وعن الأساتذة الذين تأثر بهم فى رحلته قال :
كثيرون جدًا من أثروا في أدائى الإعلامى سواء بالسماع على البعد ، أو بالاحتكاك من قريب ومنهم فاروق خورشيد ، ومحاضراته المبكرة عن الأدب الإذاعى ، وصبرى سلامه وبرنامجه الرائع "ع الماشى" وأيضا أتوقف أمام جمال وموسيقية العربية وهى تتألق على لسان فاروق شوشة، كما أذكر الدروس المباشرة من "هالة الحديدى" والاحتكاك التلقائي بمثالية من "رجب حسن" والروح الفنانة في أداء الإذاعية "سلوان محمود" والعمل المشترك مع زملائى وزميلاتى من أجيال مختلفة مثل "نادية صالح" "مشيرة كامل" "جلال السيد" وأخيرًا التأثر الخفي غير المتعمد برفيقة رحلتى في "دعاء الكروان" وفي البيت أيضًا الإذاعية "جيهان الريدى ".
بقلم وفاء أنور
عندما تتحدث عن فارس من فرسان الكلمة ، أو أحد أعلام الفكر ، والثقافة فى مجتمعك ستشعر رغمًا عنك بأنك أصبحت خارج منطقة الأمان ؛ فمهما قلت ومهما بحثت فى معاجم اللغة فلن تصل للحد الذى يجعلك آمنًا أبدًا ؛ فأنت تحت المجهر بلا شك ؛ ولابد أنه سينتابك بعض القلق والترقب هل ستكون كلماتك المتواضعة كافية للتعبير عنه بصدق ، وهل ستكون تلك الكلمات قريبة لقلب صاحبها ، أو لقلب قرائه ، ومستمعيه ؟! حديثى اليوم عن قامة إذاعية كبيرة من قامات الإذاعة المصرية العريقة سأحاول أن أصف لكم بعضًا من صفاته لكى تتعرفوا عليه عن قرب أخذ من النسيم رقته . فهو الهادىء كهدوء الليل وصاحب الصوت العذب الذى يمرعبر مسامعك برفق . ينتقى كلماته بعناية ، وكأنه يزنها بميزان دقيق للغاية . له قدر عظيم من الهيبة الممزوجة بالتواضع . عندما تقابله لأول مرة ستشعر أنه بعض منك ستجده ابنًا أصيلًا من أبناء مصر الطيبين . حديثه الآخاذ سيرسل إليك كل رسائل الاطمئنان ؛ لكى تتحدث ببراعة عما تريد الحديث عنه . أذكر لحظة توجهى إلى مكتبه فى مبنى اتحاد الكتاب بحى الزمالك العريق أنى قد لاحظت مدى محبة الجميع له . إن هذا السيد العظيم الدمث الخلق يمتلك صفة القبول التى تشعرك بأنك تعرفه منذ زمن بعيد . لقد كانت تجربة رائعة حقًا ، فأنا من محبى الإذاعة التى تعلمت منها ، وتثقفت بها إلى الحد الذى أكاد أجزم بأنه قد قام بتشكيل وجدانى منذ طفولتى ، وحتى يومنا هذا ؛ فكم تابعت العديد من البرامج ، وكم تعلمت منها كيفية صناعة الخيال ، وأثر ذلك على المتلقى ، أوالمستمع . تتلمذت على أيدى كل مذيعى البرامج الإذاعية واليوم أعبرعن مدى امتنانى لهم جميعًا من خلال حديثى مع هذا الإذاعى الكبير دكتور السيد حسن .
ولد الدكتور السيد حسن في مدينة ميت أبو غالب بمحافظة دمياط في التاسع من نوفمبر عام ألف وتسعمائة وأربعة وستين .
السيد محمد أحمد حسن مدير عام البرامج الثقافية بإذاعة جمهورية مصر العربية ، حاصل على بكالوريوس الإعلام عام ١٩٨٦ م جامعة القاهرة بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف ، إلتحق بالعمل الإذاعي عام ١٩٨٨ م ، وحتى الآن .
لديه موهبة نظم الشعر وهذا ماجعله يتواجد بقوة فى الأوساط والفاعليات الثقافية خاصةً بعد اختياره رئيسًا للجنة الإعلامية بأمانة أدباء مصر .
أسس ملتقًا شعريًا وأطلق عليه اسم ( ملتقى الأربعاء ) كما أسس صالونًا شعريًا باسم "صالون السيد حسن" يعقد بدار الأدباء حتى الآن .
ومن برامجه الإذاعية برنامج (دعاء الكروان) على شبكة البرنامج العام صيغة فريدة في عناق الشعر والإذاعة ، حيث ظل يقدمه لسنوات عديدة وهو يعد ترنيمة شعرية صباحية (أصبحنا وأصبح الملك لله) ، كما يقدم رؤى نقدية حول أهم الشعراء المصريين والعرب عبر برنامجه الأسبوعى (أوراق لها قلوب) والذى استمر لأكثر من عشرة أعوام .
دخل المجال الإذاعى ليفتح منبرًا جديدًا لشعره من خلال تقديم العديد من البرامج التى يتلقاها كل مثقف مصرى وعربى ؛ لذلك تمحورت برامجه حول الشعر إبداعًا أو نقدًا وحول الأدب والأدباء والمفكرين الذين يسعون فى إثراء الساحة الفنية والثقافية على الدوام .
تستهدف برامجه البناء التراكمى الفكرى للعقل العربى . حمل مشعل التنوير الثقافى ليرفع مستوى الوعى لدى المواطن العربى ؛ حيث قدم برنامجًا بعنوان ( سقط عمدًا ) كان يسلط فيه الضوء على الأفكار والشخصيات والمفاهيم التى تعود بنا إلى الوراء فى محاولة ٍ منه لتصحيح هذا .
قدم برنامجًا بعنوان (على من نطلق الكلمات ) كان يجعل من الكلمات المأثورة والحكم والأشعار رصاصات تطلق على كل الفاسدين وكل الأفكار الفاسدة ، كما قدم برنامجًا آخر بعنوان ( سياسة نعم سياسي لا) لعرض رؤى المفكرين والمبدعين والمثقفين الذين هم ليسوا بسياسيين فيما هو مطروح من قضايا السياسة ، وقد كان يدعم دائمًا الرؤية الوطنية على حساب الرؤية السياسية .
من أقواله المأثورة :
إن من أكثر خصائص الإذاعة إدهاشًا تلك القدرة على أن تخاطب كل مستمع ، وكأنه مستمعها الوحيد ، فى الوقت ذاته الذى تفتح فيه أمامه آفاق الخيال والمعايشة ، فيما يسميه الأكاديميون (التقمص الوجدانى) ، وفى الوقت ذاته قدرتها على أن توحد بين قلوب أبناء الأمة ، وعقولهم فى إطار واحد وكيان واحد. فعجبا لإذاعة تخاطب مستمعيها فرادى فتجعلهم متحدين!
وعن الأساتذة الذين تأثر بهم فى رحلته قال :
كثيرون جدًا من أثروا في أدائى الإعلامى سواء بالسماع على البعد ، أو بالاحتكاك من قريب ومنهم فاروق خورشيد ، ومحاضراته المبكرة عن الأدب الإذاعى ، وصبرى سلامه وبرنامجه الرائع "ع الماشى" وأيضا أتوقف أمام جمال وموسيقية العربية وهى تتألق على لسان فاروق شوشة، كما أذكر الدروس المباشرة من "هالة الحديدى" والاحتكاك التلقائي بمثالية من "رجب حسن" والروح الفنانة في أداء الإذاعية "سلوان محمود" والعمل المشترك مع زملائى وزميلاتى من أجيال مختلفة مثل "نادية صالح" "مشيرة كامل" "جلال السيد" وأخيرًا التأثر الخفي غير المتعمد برفيقة رحلتى في "دعاء الكروان" وفي البيت أيضًا الإذاعية "جيهان الريدى ".