Wafaa Anwar Washwasha - وشوشة ١٦ س · البكاء فرحًا
Wafaa Anwar
Washwasha - وشوشة
١٦ س ·
البكاء فرحًا
أحيانًا يستوقفنا مشهد البكاء الذى يأتى بعد سماع كلمة مدح ، أو عبارة شكر أو تلقينا لخبر سار أو حين تقع مفاجأة مذهلة أوعند تحقيق معدلات نجاح عالية فى أمر ما . وقد طرح أحد الأصدقاء يومًا علىّ هذا السؤال : لماذا يبكى البعض عند إحساسه بالفرحة أو بالسعادة الغامرة ؟! لاأدرى حقيقةً ماالذى جعلنى أتأثر بهذا السؤال وأفكر فى عمق معناه ووجدت نفسى أكتب أولى كلماتى لأحكى عن تفسير خاص بى وربما بكم أصدقائى قد مر بخاطركم يومًا . ألم تستوقفكم تلك المواقف فى حياتكم ؟ أعتقد أن جميعنا قد عاش هذا موقف أو مرّ بتلك التجربة عندما لانجد من أبجديات اللغة مايساعدنا على التعبير فنجد ضالتنا فى الدموع ، ونجدها تتحول إلى حروف ومؤثرات فتجعلنا نتنحى جانبًا ، وتتحدث هى وحدها ، وحينها نجد أن تلك الوسيلة التى فرضت نفسها علينا لديها من البلاغة مالم نجده فى كل مفردات اللغة .
كيف لهذه الدموع التى تنساب أن تحمل معها مشاعرنا وأحاسيسنا ؟! هل هذا السائل الشفاف الرقراق هو خير من يعبر عن شفافية أرواحنا ويوضح ماانطوت عليه قلوبنا وكأن أنفسنا أصبحت ثقلًا علينا فحملتها دموعنا كقارب يسرى تجاه من نحبهم بأقصى سرعة ليقول كل ماحالت بيننا وبينه جميع الطرق ليصل إلى أعماق قلوب من يحبوننا فتتولى شكرهم والتعبير عن امتناننا لهم .
من يحسنون إلينا فى زمنٍ أصبحت فيه الكلمات الطيبة سلعة باهظة الثمن أصبحت كالذهب النقى تحتاج لميزان شديد الدقة ولأداة تفرز كل أنواع البشر عسى أن نتعرف على الصادقين منهم ونستبعد المنافقين والمرائين . كم وجدنا فى حياتنا أناسًا يمتلكون مشاعرًا لن تتكرر نجدهم حين يجعلوننا ننسى ثمانية وعشرون حرفًا ونتذكر فقط كلماتهم فنرد عليها بتلك اللغة الجديدة لغة البكاء ونجد فيها كل مانحتاجه لنستعين به لنعبّرعن مايجول بخاطرنا وماتحمله أنفسنا ومع الدموع يتوقف الكلام ونبقى فى حرم الصمت فهنا المتحدث البارع ظهر ، وتكلم فأخذنا من أيدينا كالأطفال لنعبّر بطريقتنا القديمة التى فطرنا الله عليها لقد كنا نفرح ونبتسم والدموع تسيل على وجنتينا أنهارًا .
لاأخفيكم سرًا عندما يصفنى البعض بوصف الطفولة فيقول أنى مازلت طفلة ! أشعر أن هذا أعلى وسام يمكننى الحصول عليه فالطفولة هى البراءة والوضوح والحب والإحساس بالحياة وجمالها نعم أجد نفسى فى تلك المرحلة مازلت عالقة ولم لا فهل هناك مايمنع أن أنفصل عن عالم متغير لعالم لايعرف إلا الثبات على الحب ولايعرف سوى الإنسانية طريقًا وحيدًا وممهدًا ؛ فلماذا نعرض أنفسنا لوعورة الطريق ، ونحن نمتلك بين جوانحنا خارطة أجمل طريق . لو اضطرتنا الحياة أن نختار علينا أن نختار أن نعيش بقلب طفل بابتسامة عذبة ومشاعر رقيقة وبأغنيات مغمغمة نترنم بها كأنشودة حب وسلام ، وهنا فقط سنترك البكاء ليكون وسيلتنا الأولى للتعبير عن الفرح والسعادة .
بقلمى وفاء أنور
Washwasha - وشوشة
١٦ س ·
البكاء فرحًا
أحيانًا يستوقفنا مشهد البكاء الذى يأتى بعد سماع كلمة مدح ، أو عبارة شكر أو تلقينا لخبر سار أو حين تقع مفاجأة مذهلة أوعند تحقيق معدلات نجاح عالية فى أمر ما . وقد طرح أحد الأصدقاء يومًا علىّ هذا السؤال : لماذا يبكى البعض عند إحساسه بالفرحة أو بالسعادة الغامرة ؟! لاأدرى حقيقةً ماالذى جعلنى أتأثر بهذا السؤال وأفكر فى عمق معناه ووجدت نفسى أكتب أولى كلماتى لأحكى عن تفسير خاص بى وربما بكم أصدقائى قد مر بخاطركم يومًا . ألم تستوقفكم تلك المواقف فى حياتكم ؟ أعتقد أن جميعنا قد عاش هذا موقف أو مرّ بتلك التجربة عندما لانجد من أبجديات اللغة مايساعدنا على التعبير فنجد ضالتنا فى الدموع ، ونجدها تتحول إلى حروف ومؤثرات فتجعلنا نتنحى جانبًا ، وتتحدث هى وحدها ، وحينها نجد أن تلك الوسيلة التى فرضت نفسها علينا لديها من البلاغة مالم نجده فى كل مفردات اللغة .
كيف لهذه الدموع التى تنساب أن تحمل معها مشاعرنا وأحاسيسنا ؟! هل هذا السائل الشفاف الرقراق هو خير من يعبر عن شفافية أرواحنا ويوضح ماانطوت عليه قلوبنا وكأن أنفسنا أصبحت ثقلًا علينا فحملتها دموعنا كقارب يسرى تجاه من نحبهم بأقصى سرعة ليقول كل ماحالت بيننا وبينه جميع الطرق ليصل إلى أعماق قلوب من يحبوننا فتتولى شكرهم والتعبير عن امتناننا لهم .
من يحسنون إلينا فى زمنٍ أصبحت فيه الكلمات الطيبة سلعة باهظة الثمن أصبحت كالذهب النقى تحتاج لميزان شديد الدقة ولأداة تفرز كل أنواع البشر عسى أن نتعرف على الصادقين منهم ونستبعد المنافقين والمرائين . كم وجدنا فى حياتنا أناسًا يمتلكون مشاعرًا لن تتكرر نجدهم حين يجعلوننا ننسى ثمانية وعشرون حرفًا ونتذكر فقط كلماتهم فنرد عليها بتلك اللغة الجديدة لغة البكاء ونجد فيها كل مانحتاجه لنستعين به لنعبّرعن مايجول بخاطرنا وماتحمله أنفسنا ومع الدموع يتوقف الكلام ونبقى فى حرم الصمت فهنا المتحدث البارع ظهر ، وتكلم فأخذنا من أيدينا كالأطفال لنعبّر بطريقتنا القديمة التى فطرنا الله عليها لقد كنا نفرح ونبتسم والدموع تسيل على وجنتينا أنهارًا .
لاأخفيكم سرًا عندما يصفنى البعض بوصف الطفولة فيقول أنى مازلت طفلة ! أشعر أن هذا أعلى وسام يمكننى الحصول عليه فالطفولة هى البراءة والوضوح والحب والإحساس بالحياة وجمالها نعم أجد نفسى فى تلك المرحلة مازلت عالقة ولم لا فهل هناك مايمنع أن أنفصل عن عالم متغير لعالم لايعرف إلا الثبات على الحب ولايعرف سوى الإنسانية طريقًا وحيدًا وممهدًا ؛ فلماذا نعرض أنفسنا لوعورة الطريق ، ونحن نمتلك بين جوانحنا خارطة أجمل طريق . لو اضطرتنا الحياة أن نختار علينا أن نختار أن نعيش بقلب طفل بابتسامة عذبة ومشاعر رقيقة وبأغنيات مغمغمة نترنم بها كأنشودة حب وسلام ، وهنا فقط سنترك البكاء ليكون وسيلتنا الأولى للتعبير عن الفرح والسعادة .
بقلمى وفاء أنور