جليلة كريم # القوة الناعمة #
جليلة كريم
# القوة الناعمة #
هل تساءلت يوما عن ما معنى القوة الناعمة
المعنى التقليدي للقوة هو الإجبار و الاكراه و إغراء الاخر بالقيام بامر معين و غالبا ما يستعمل العنف لحصول ذلك
و هذه القوة تسمى بالخشنة او الصلبة ...
لكن هناك قوة اخرى تستعمل في تحقيق اهداف معينة بعيدة عن العنف و الاكراه و هي موضوع مقالتنا ( القوة
الناعمة ) ...
القوة الناعمة اذا هي القدرة على التأثير على الاخر عن طريق الجاذبية !!!
الوصول للهدف المتوخى دون عنف و دون اكراه و دون اطلاق رصاصة و دون اراقة نقطة دم ...
فمثلا و على الصعيد الاسري اذا كنت ترغب في ان يكون اطفالك مرتبين دون ان تنصحهم او تامرهم فيكفي ان
تكون انت مرتبا لتكون القدوة و النموذج الذي يحتدى دون اكراه و لا تعنيف و حتى يمشون على نهجك بحب
و عن طواعية ...
هل هناك علاقة بين القوة الصلبة و القوة الناعمة ???
اكيد ... هناك علاقة بينهما و قد تؤثر سلبا و اخرى ايجابا على القوة الناعمة فمثلا حينما غزت القوات الامريكية
العراق في 2003 تضارب مؤشر الرضا و القبول الجماهيري المحلي و الدولي بالنسبة لامريكا ، و قد يكون عرض
امريكا الاسطوري كقوة يصعب هزمها يجعل من الكثيرين التقرب منها و تأييدها على تحقيق مصالحها بالمنطقة !!!
و قد تؤثر ايضا القوة الناعمة على القوة الصلبة عسكريا و ناخذ مثالا من المانيا ، فجدار برلين الذي كان يفصل بين
الالمانيتين الشرقية و الغربية قد ازيل افتراضيا بسنين قبل ان يزال واقعيا و ذلك بغزو افلام هوليوود و اغانيها
و اعلامها و كتبها المانيا الشرقية ...
فليس بالضروري ان تعتمد القوة الناعمة على القوة الصلبة فبابا الفاتيكان له قوة ناعمة تغزو العالم دون اعتماده على
القوة الصلبة العسكرية ...
فما هي آليات القوة الناعمة التي تطبقها للتاثير في سلوك الاخرين ???
فكيفية تأثيرها من ناحية السلوك فهي كيفية جلب فكر الانسان و تغيير سلوكه دون اكراه او عنف و هذا يعتمد على
كفاءة الملقن و مدى قدرته على التاثير على الاخر دون ان يشعره برغبته في ذلك ...
فمثلا المجتمع الذي يرفضك و لا يتقبلك و لا يتقبل سلوكياتك لا يمكنك التاثير عليه لان قيامك بتصرفات تنفره منك
هو السبب في فقدانك للقوة الناعمة فدونها لا تستطيع استقطابه او التاثير عليه ...
و قد أخذت استطلاعات للراي من اكبر المراكز العالمية لمعرفة مدى تاثير القوة الناعمة فتوصلوا ان النسبة تصل 64% ...
و لكن هناك ملاحظة فمراكز الاستطلاعات هذه كما يمكن ان تكون مقياس للقوة الناعمة ممكن ان تكون مراكز لتزييف
الحقائق ايضا خاصة في فترة الانتخابات حيث تريد توجه انظار الجماهير نحو مرشح معين فتخرج بيانات و إحصائيات
تشير ان الجماهير تؤيد المرشح الفلاني رغم ان ذلك تزييفا و باطلا و بهتانا و انما للتاثير على الراي العام فقط ...
و قد ترى الحكومات ان من الصعب السيطرة على القوة الناعمة و استخدامها احيانا و قد لاحظ وزير خارجية فرنسي
ان الأمريكيين يعتمدون في سياستهم على القوة الناعمة اذ يستطيعون الهام احلام الاخرين و التاثير عليهم بواسطة
الافلام و الاعلام و البرامج التلفزيونية الممنهجة و قد يساعد في ذلك الطلبة ايضا الذين يذهبون للدراسة بامريكا من
كل أنحاء العالم و هذا ما صرح به كولون باول وزير الخارجية الامريكية ( لا استطيع ان اجد رصيد لبلداننا اثمن من
الطلبة الذين يأتون لتلقي دراستهم هنا ) لان هولاء الطلبة سيعودون لبلدانهم في النهاية محملين بتقدير كبير للمؤسسات
الامريكية و لقيمها كالديموقراطية و حقوق الانسان و غيرها و سيشغرون مستقبلا مراكز مهمة في بلدانهم فيطبقون
سياسة امريكا ببلدانهم بكل حذافيرها و بطريقة غير مباشرة و هذا يظهر مدى اهمية تاثير القوة الناعمة ...
هناك أنواع مختلفة للقوة الناعمة يصعب حصرها فنكتفي ببعض النماذج :
العلامات التجارية ( كوكا كولا - مارلبورو - نسكافيه ) مثلا التي تحضى باهتمام وسائل الاعلام و اكبر المؤسسات
العالمية الاشهارية ...
الاغاني - الافلام - الكتب - القنوات التلفزيونية -
دور الأزياء الذين يسهرون على تغيير الموضة و ادوات الجميل و التاثير على الذوق العالمي بوسائل الاعلام المجندة
لذلك ...
القيم السياسية و الشعارات الرنانة ( حقوق الانسان - حرية المرأة - الديموقراطية ) ...
هكذا فالقوة الناعمة هي التي تتحكم في استقطاب الانسان و التاثير عليه و جذبه بهدوء و بحب و عن طواعية ...
فاحذروا تاثير القوة الناعمة
* جليلة كريم *
# القوة الناعمة #
هل تساءلت يوما عن ما معنى القوة الناعمة
المعنى التقليدي للقوة هو الإجبار و الاكراه و إغراء الاخر بالقيام بامر معين و غالبا ما يستعمل العنف لحصول ذلك
و هذه القوة تسمى بالخشنة او الصلبة ...
لكن هناك قوة اخرى تستعمل في تحقيق اهداف معينة بعيدة عن العنف و الاكراه و هي موضوع مقالتنا ( القوة
الناعمة ) ...
القوة الناعمة اذا هي القدرة على التأثير على الاخر عن طريق الجاذبية !!!
الوصول للهدف المتوخى دون عنف و دون اكراه و دون اطلاق رصاصة و دون اراقة نقطة دم ...
فمثلا و على الصعيد الاسري اذا كنت ترغب في ان يكون اطفالك مرتبين دون ان تنصحهم او تامرهم فيكفي ان
تكون انت مرتبا لتكون القدوة و النموذج الذي يحتدى دون اكراه و لا تعنيف و حتى يمشون على نهجك بحب
و عن طواعية ...
هل هناك علاقة بين القوة الصلبة و القوة الناعمة ???
اكيد ... هناك علاقة بينهما و قد تؤثر سلبا و اخرى ايجابا على القوة الناعمة فمثلا حينما غزت القوات الامريكية
العراق في 2003 تضارب مؤشر الرضا و القبول الجماهيري المحلي و الدولي بالنسبة لامريكا ، و قد يكون عرض
امريكا الاسطوري كقوة يصعب هزمها يجعل من الكثيرين التقرب منها و تأييدها على تحقيق مصالحها بالمنطقة !!!
و قد تؤثر ايضا القوة الناعمة على القوة الصلبة عسكريا و ناخذ مثالا من المانيا ، فجدار برلين الذي كان يفصل بين
الالمانيتين الشرقية و الغربية قد ازيل افتراضيا بسنين قبل ان يزال واقعيا و ذلك بغزو افلام هوليوود و اغانيها
و اعلامها و كتبها المانيا الشرقية ...
فليس بالضروري ان تعتمد القوة الناعمة على القوة الصلبة فبابا الفاتيكان له قوة ناعمة تغزو العالم دون اعتماده على
القوة الصلبة العسكرية ...
فما هي آليات القوة الناعمة التي تطبقها للتاثير في سلوك الاخرين ???
فكيفية تأثيرها من ناحية السلوك فهي كيفية جلب فكر الانسان و تغيير سلوكه دون اكراه او عنف و هذا يعتمد على
كفاءة الملقن و مدى قدرته على التاثير على الاخر دون ان يشعره برغبته في ذلك ...
فمثلا المجتمع الذي يرفضك و لا يتقبلك و لا يتقبل سلوكياتك لا يمكنك التاثير عليه لان قيامك بتصرفات تنفره منك
هو السبب في فقدانك للقوة الناعمة فدونها لا تستطيع استقطابه او التاثير عليه ...
و قد أخذت استطلاعات للراي من اكبر المراكز العالمية لمعرفة مدى تاثير القوة الناعمة فتوصلوا ان النسبة تصل 64% ...
و لكن هناك ملاحظة فمراكز الاستطلاعات هذه كما يمكن ان تكون مقياس للقوة الناعمة ممكن ان تكون مراكز لتزييف
الحقائق ايضا خاصة في فترة الانتخابات حيث تريد توجه انظار الجماهير نحو مرشح معين فتخرج بيانات و إحصائيات
تشير ان الجماهير تؤيد المرشح الفلاني رغم ان ذلك تزييفا و باطلا و بهتانا و انما للتاثير على الراي العام فقط ...
و قد ترى الحكومات ان من الصعب السيطرة على القوة الناعمة و استخدامها احيانا و قد لاحظ وزير خارجية فرنسي
ان الأمريكيين يعتمدون في سياستهم على القوة الناعمة اذ يستطيعون الهام احلام الاخرين و التاثير عليهم بواسطة
الافلام و الاعلام و البرامج التلفزيونية الممنهجة و قد يساعد في ذلك الطلبة ايضا الذين يذهبون للدراسة بامريكا من
كل أنحاء العالم و هذا ما صرح به كولون باول وزير الخارجية الامريكية ( لا استطيع ان اجد رصيد لبلداننا اثمن من
الطلبة الذين يأتون لتلقي دراستهم هنا ) لان هولاء الطلبة سيعودون لبلدانهم في النهاية محملين بتقدير كبير للمؤسسات
الامريكية و لقيمها كالديموقراطية و حقوق الانسان و غيرها و سيشغرون مستقبلا مراكز مهمة في بلدانهم فيطبقون
سياسة امريكا ببلدانهم بكل حذافيرها و بطريقة غير مباشرة و هذا يظهر مدى اهمية تاثير القوة الناعمة ...
هناك أنواع مختلفة للقوة الناعمة يصعب حصرها فنكتفي ببعض النماذج :
العلامات التجارية ( كوكا كولا - مارلبورو - نسكافيه ) مثلا التي تحضى باهتمام وسائل الاعلام و اكبر المؤسسات
العالمية الاشهارية ...
الاغاني - الافلام - الكتب - القنوات التلفزيونية -
دور الأزياء الذين يسهرون على تغيير الموضة و ادوات الجميل و التاثير على الذوق العالمي بوسائل الاعلام المجندة
لذلك ...
القيم السياسية و الشعارات الرنانة ( حقوق الانسان - حرية المرأة - الديموقراطية ) ...
هكذا فالقوة الناعمة هي التي تتحكم في استقطاب الانسان و التاثير عليه و جذبه بهدوء و بحب و عن طواعية ...
فاحذروا تاثير القوة الناعمة
* جليلة كريم *