مقالة جديرة بالقراء للأستاذ رباح آل جعفر اتمنى ان تقرأ فيها اضافة معرفية طيبة ( مقالنا في الزمان .. ) يختلفون حتى وهم في الجنة
مقالة جديرة بالقراء للأستاذ
رباح آل جعفر
اتمنى ان تقرأ فيها اضافة معرفية طيبة
( مقالنا في الزمان .. )
يختلفون حتى وهم في الجنة
أهداني الشيخ جلال الحنفي كتابه "شخصية الرسول الأعظم قرآنياً" وسألني: هل تعتقد أن هذا الكتاب سيدخلني الجنة؟!.
قلت: والله يا مولانا لا أظن.. لأنك أخذت أجرك عن تأليف الكتاب في الدنيا فهل تريد أن تأخذه في الآخرة أيضاً؟!.
والشيخ الحنفي رحمه الله من أذكى وأظرف الشخصيات التي عرفتها في حياتي ولسانه سليط أيضاً. له تعبيرات ساخرة موجعة. لم يسلم من لسانه شاعر ولا ناثر، فهجاه معروف الرصافي بأقسى قصائد الهجاء!.
والشيخ المتصوف عبد الكريم بيارة المدرس أهداني كتابه "مواهب الرحمن في تفسير القرآن" وكان تحفة فكرية من سبعة أجزاء، وقال لي: لعل الله يعطف علينا بصفحات هذا الكتاب فيعطينا وزنها من الحسنات، فننجو يوم اللقاء.
قلت: العاقبة للمتقين يا مولانا.
وكان الأستاذ عباس محمود العقاد يقول عن كتابه "الله": إن في هذا الكتاب عبارة لو أدرك القارئ معناها لاستحق عليها الإعدام.. وقرأ الناس هذا الكتاب من الغلاف إلى الغلاف، لكنهم لم يجدوا شيئاً جديداً يُبهرهم، ولا عبارة واحدة تستحق إعدام العقاد!.
وقرأنا من بعده كتاب "الإسلام وأصول الحكم" للشيخ علي عبد الرازق، و"المنطق الوضعي" لزكي نجيب محمود، و"تاريخ الإلحاد في الإسلام" لعبد الرحمن بدوي، و"أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ، و"عودة الوعي" لتوفيق الحكيم، قرأنأ الألوف من كتب لا تعدو أن تكون مجرد هرطقات من كلام.
والدكتور عبد الرحمن بدوي كان يتمنى في آخر عمره أن يؤلف كتاباً عجيباً ويقول كلاماً جديداً عن أسرار الصوفية والوجودية، فمات بدوي وقطرات الحبر لم تكمل الصفحة الأولى!.
والأديب العربي توفيق الحكيم كان يقول: لو أعطاني الله سنتين إضافيتين إلى عمري لتركت مهنة الكتابة، ثمّ يقاطع نفسه قائلاً: لكنّ الله لن يصدّقني هذه المرة فقد أعطاني عمراً طويلاً ولم أصلح من حالي!.
وكان عميد الأدب العربي طه حسين يقول مازحاً: إذا دخل العقاد وتوفيق الحكيم الجنة، فإني سأدعو الله أن يؤجل في دخولي حتى لا نختلف هناك نحن الثلاثة!.
وعندما أصدر الفيلسوف الألماني شوبنهور كتابه النادر "العالم كإرادة وفكرة" فإنه لم يبع من الكتاب سوى نسخة واحدة اشتراها ناقد بالصدفة، ليكتب: إن هذا الكتاب لا يستحق القراءة، فردّ شوبنهور ممتعضاً: إن الكتاب كالمرآة إذا نظر الحمار فيها رأى شكله حماراً!.
ويوم كتب ابراهيم عبد القادر المازني نقداً ينتقص من أشعار أحمد شوقي، فإن شوقي ردّ عليه بقصيدة هجاء غريبة، يسأله في أحد أبياتها:
إذا ما نَفقتَ وماتَ الحمارْ
أبينـكَ فرقٌ وبينَ الحمارْ؟!.
والشاعر أبو تمّام كان يقول شعراً غريباً في مبانيه ومعانيه ينفر منه الناس، وعندما سألوه: لماذا لا تكتب لنا شعراً نفهمه؟ قال: ولماذا لا يفهمني الناس؟!.
وكان أستاذنا الفيلسوف مدني صالح يستغرب من تدريس الفلسفة في جامعة بغداد، ويرى أن سقراط وأفلاطون وأرسطو وجميع الفلاسفة، لم يضيفوا شيئاً إلى العقل البشري، فالوجود موجود وبالتالي واجب الوجوب موجود. وكنت أقول له: إن القراء لا يفهمون ما تكتب يا أستاذ.. فيقهقه ضاحكاً ملء عبّه، ويضرب كفاً بكف قائلاً: إنهم يفهمون ولكن لا يشعرون!.
رباح آل جعفر
اتمنى ان تقرأ فيها اضافة معرفية طيبة
( مقالنا في الزمان .. )
يختلفون حتى وهم في الجنة
أهداني الشيخ جلال الحنفي كتابه "شخصية الرسول الأعظم قرآنياً" وسألني: هل تعتقد أن هذا الكتاب سيدخلني الجنة؟!.
قلت: والله يا مولانا لا أظن.. لأنك أخذت أجرك عن تأليف الكتاب في الدنيا فهل تريد أن تأخذه في الآخرة أيضاً؟!.
والشيخ الحنفي رحمه الله من أذكى وأظرف الشخصيات التي عرفتها في حياتي ولسانه سليط أيضاً. له تعبيرات ساخرة موجعة. لم يسلم من لسانه شاعر ولا ناثر، فهجاه معروف الرصافي بأقسى قصائد الهجاء!.
والشيخ المتصوف عبد الكريم بيارة المدرس أهداني كتابه "مواهب الرحمن في تفسير القرآن" وكان تحفة فكرية من سبعة أجزاء، وقال لي: لعل الله يعطف علينا بصفحات هذا الكتاب فيعطينا وزنها من الحسنات، فننجو يوم اللقاء.
قلت: العاقبة للمتقين يا مولانا.
وكان الأستاذ عباس محمود العقاد يقول عن كتابه "الله": إن في هذا الكتاب عبارة لو أدرك القارئ معناها لاستحق عليها الإعدام.. وقرأ الناس هذا الكتاب من الغلاف إلى الغلاف، لكنهم لم يجدوا شيئاً جديداً يُبهرهم، ولا عبارة واحدة تستحق إعدام العقاد!.
وقرأنا من بعده كتاب "الإسلام وأصول الحكم" للشيخ علي عبد الرازق، و"المنطق الوضعي" لزكي نجيب محمود، و"تاريخ الإلحاد في الإسلام" لعبد الرحمن بدوي، و"أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ، و"عودة الوعي" لتوفيق الحكيم، قرأنأ الألوف من كتب لا تعدو أن تكون مجرد هرطقات من كلام.
والدكتور عبد الرحمن بدوي كان يتمنى في آخر عمره أن يؤلف كتاباً عجيباً ويقول كلاماً جديداً عن أسرار الصوفية والوجودية، فمات بدوي وقطرات الحبر لم تكمل الصفحة الأولى!.
والأديب العربي توفيق الحكيم كان يقول: لو أعطاني الله سنتين إضافيتين إلى عمري لتركت مهنة الكتابة، ثمّ يقاطع نفسه قائلاً: لكنّ الله لن يصدّقني هذه المرة فقد أعطاني عمراً طويلاً ولم أصلح من حالي!.
وكان عميد الأدب العربي طه حسين يقول مازحاً: إذا دخل العقاد وتوفيق الحكيم الجنة، فإني سأدعو الله أن يؤجل في دخولي حتى لا نختلف هناك نحن الثلاثة!.
وعندما أصدر الفيلسوف الألماني شوبنهور كتابه النادر "العالم كإرادة وفكرة" فإنه لم يبع من الكتاب سوى نسخة واحدة اشتراها ناقد بالصدفة، ليكتب: إن هذا الكتاب لا يستحق القراءة، فردّ شوبنهور ممتعضاً: إن الكتاب كالمرآة إذا نظر الحمار فيها رأى شكله حماراً!.
ويوم كتب ابراهيم عبد القادر المازني نقداً ينتقص من أشعار أحمد شوقي، فإن شوقي ردّ عليه بقصيدة هجاء غريبة، يسأله في أحد أبياتها:
إذا ما نَفقتَ وماتَ الحمارْ
أبينـكَ فرقٌ وبينَ الحمارْ؟!.
والشاعر أبو تمّام كان يقول شعراً غريباً في مبانيه ومعانيه ينفر منه الناس، وعندما سألوه: لماذا لا تكتب لنا شعراً نفهمه؟ قال: ولماذا لا يفهمني الناس؟!.
وكان أستاذنا الفيلسوف مدني صالح يستغرب من تدريس الفلسفة في جامعة بغداد، ويرى أن سقراط وأفلاطون وأرسطو وجميع الفلاسفة، لم يضيفوا شيئاً إلى العقل البشري، فالوجود موجود وبالتالي واجب الوجوب موجود. وكنت أقول له: إن القراء لا يفهمون ما تكتب يا أستاذ.. فيقهقه ضاحكاً ملء عبّه، ويضرب كفاً بكف قائلاً: إنهم يفهمون ولكن لا يشعرون!.