تراث الحجه بقلم تيسير مغاصبه تحرير نداء الرؤح
من دفاتري -5- تراث الحجه ------------------------------------------------------------- هذا التراث ماهو سوى أواني الحجة رحمة الله عليها ؛ حافظت عليه وبقي من ايام زواجها من أبي الله يرحمه إلى هذا اليوم، لم نستطيع المحافظة عليه أو ما تبقي منه بسبب ما فعله الزمن به ..بقيت الطنجرة(إناء الطبخ) أخر مايربطنا بذلك الزمن الذي أخذ معه طفولتنا.. و..كبرنا مرة واحدة...كبرنا فجأة، * * * * * * -خليلي (الحجاجه) يمه؟ (وهي مالصق بقعر الإناء من الأرز) لم تكن أواني وطناجر التيفال موجودة في الماضي وعندما وجدت كانت من حظ الأسر الثرية فقط .. كثير مايتردد على اسماعنا عبارة مأخوذة عن أعلانات التلفاز ترددها النساء على سبيل الفخر والتباهي : -تيفال....لاتلصق ابدا؟ حيث كانت جميع اواني امي الحجه من الألمنيوم .. ولازال إناء (المقلوبة) خاصتها موجود إلى اليوم ، وهو من ايام صباها... لازال في متحف الحجه البائد ، ولازال يخدم... بلا كلل...و كانت امي الحجه عندما تقلب طنجرة المقلوبة في السدر.. كنا نسمع صوت أرتطام فوهة الطنجرة في السدر.. نجري إليها كل معه ملعقته يريد أن يحك بواسطتها ما علق في قعر الطنجرة من الأرز المحمص وبقايا البطاطا والبيتنجان واحيانا قطع الدجاج... حيث يرتفع صوت حك الطنجرة..حينها الجيران يعرفون أن أمي قد طهت لنا اليوم مقلوبة... تقول الجارة أم أحمد ضاحكة: -صوت طنجرتك واصل لأخر الحارة؟ اما نحن فننسى سدر المقلوبة الموجود في غرفة الجلوس ونجري إلى الطنجرة وتتعب أمي وهي تنادينا: -يله يااولاد على الغداء..بدل ماانتم في المطبخ مثل القطط؟ وكنا بالفعل مثل القطط... نتشاحن.. ونتصارخ: -الآن دوري؟ بل دوري انا؟ - أنت (حكيتها) مرتين ؟ وكانت الحجه ... الله يرحمها... عندما تريد معاقبتنا على هذه العادة تقوم بدلق الماء والصابون وسفنجة الجلي في الطنجرة لتفسدها... وبذلك تكون الطنجرة جاهزة للتنظيف... اما اذا كان الجميع في الخارج ولم يستطيعوا تحديد موعد نضوج الطعام وقلب الطنجرة. .كنت انا استحوذ عليها وحدي لتفعل ملعقتين بها فعلها.. قبل أن أرى الثقب الكبير في قعر الإناء بسبب التآكل..وبذلك يتم أغلاق ذلك المتحف إلى الأبد . تيسير مغاصبه في 25-7-2016 | ||