أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

بقلم يوسف القاضيSalah Aldin Salah كرونا والمصير المجهول

Salah Aldin
Salah
كرونا والمصير المجهول

قال تعالى: " وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر "
الآية 31 المدثر.
وقال أيضاً سبحانه وتعالى: " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون واّتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً " الآية 59 الإسراء.
أعزائي:
لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يرفع إلا بتوبة.
هل اشتاق أحد منكم لسماع خطبة الجمعة بالمساجد، وأن يؤدي الصلوات المفروضة خلف الأئمة في المساجد، هل اشتقتم لمقابلة الأصحاب والمعارف ومصافحتهم وعناقهم في المناسبات المختلفة، هل اشتقتم للسمر بمرافقة الأصدقاء والأحبة في هذه الأجواء الليلية الدافئة الجميلة في هذه الأيام.
هل اشتقتم في ضم أطفالكم إلى صدوركم وتقبيلهم بعد عودتكم من العمل دون خوف أو رعب أن تكونوا حاملين لفيروس كرونا من الشارع أو من أماكن العمل وتكونوا سبباً في إصابتهم بالمرض.
هل فكر أحدكم ما نعيش فيه اليوم من خوف وقلق وقلة حيلة ومصير مجهول من جراء تفشي هذا الوباء في العالم أجمع عن أسباب انتشاره وطرق الوقاية منة.
تعالوا معي نفكر رويداً ونسرد بعض السلبيات الموجودة بمجتمعنا وما اقترفتها أيدينا، فعندما نرى السرقة والجشع والتربح من وراء الأزمات الاقتصادية من قبل التجار على حساب الفقراء والمحتاجين، ويأكل القوي منا الضعيف وكأننا في غابة.
فماذا ننتظر من الله ...؟
عندما تنعدم الرحمة من قلوب الناس ويتفشى الظلم والقتل والتخريب، عندما نرى كل مظاهر التلوث والفساد في كل ربوع المحروسة، عندما نرى العري وقلة الحياء والملابس الشفافة التي تكشف أكثر ما تستر، والتي ترتديها نسبة غير قليلة من السيدات والفتيات في الشوارع والطرقات وأماكن العمل وفي كل مكان، وتقوم الدنيا ولا تقعد وتنادي بعض الأبواق العفنة بأقصى عقوبة على المتحرشين بمثل هذه النوعية من السيدات والفتيات العفيفات الطاهرات على حد زعمهم.
ألم يكن بالأحرى عدم خروجهن من منازلهن بمثل هذه الأنواع من الملابس وإثارة الفتنة والسفور في مجتمعنا، ألم يقل رسولنا الكريم " كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته ".
فلماذا لا نعلم بناتنا وزوجاتنا تعاليم ديننا الحنيف، ونعرفهن بأن الاحتشام والعفة والطهارة من أساسيات هذا الدين، وأن الأنثى كقطعة الشكولاتة الجميلة، يجب أن تغلف جيداً كي لا يجتمع فوقها الذباب والأتربة.
عندما نرى هيمنة القوى العظمى والدول الفاشية والصهيونية على مقدرات العالم، ونهب ثروات دول العالم الثالث، ودولنا العربية على وجه الخصوص وإعادة هيكلة دول العالم وتوزيع ثرواته وفق هواهم، وكأنهم هم من خلقوا هذا الكون والعياذ بالله.
عندما نرى الأقليات المسلمة في بورما والهند والصين وأفريقيا الوسطى وهي تنتهك حرماتها، ويقتلون بدمٍ بارد، ليس لذنب اقترفوه، ولكن لأنهم يعبدون الله وحده لا شريك له ولا يشركون به أحداً.
ومع كل ذلك يوجد رب رحيم بعبادة، يمهل ولا يهمل، مع أنه قادر سبحانه وتعالى على أن يفني هذا العالم في طرفه عين، وقد قال مخاطباً ملائكته الكرام عن البشر يا ملائكتي لو خلقتموهم لرحمتموهم.
إلا أن الله سبحانه وتعالى يرسل بعض جنوده لعبادة الذين شردوا عن الحق،واستحوذ عليهم الشيطان ليتوبوا ويرجعوا إليه، وليعلمهم أنهم مهما بلغوا من القوة والعلم، أن الله أقوى وأعلم، " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ".
تعالوا معي ننظر إلى رحمه الله بعبادة في ظل هذا الوباء الذي قيد حريتهم وألزمهم بيوتهم ، فقد أحدث سبحانه وتعالى فلتره لهذا الكون من كل مظاهر التلوث ، فقد أعلنت وكالة ناسا مؤخراً انغلاق ثقب الأوزون فوق القطب الشمالي تماماً ، وبنسبة كبيرة في بعض المناطق الأخرى ، وذلك نتيجة لقلة التلوث والانحباس الحراري لانخفاض معدل العمليات الصناعية في بعض بلدان العالم ، كما لاحظنا بصوره ملموسة اعتدال درجات الحرارة في هذه الآونة الأخيرة عن مثيلتها في الأعوام السابقة ، كما لاحظنا أيضاً صفاء المياه وانخفاض معدل تلوثها في كثير من المسطحات المائية في البحار والأنهار ، بسبب قلة التلوث والمخلفات التي ترمى فيها ، وصدق ربنا سبحانه وتعالى حينما قال في كتابة الكريم " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس " . والكون أصبح في حالة فلترة الاّن من كل هذه الملوثات التي اقترفتها أيدينا من قبل.
والاّن أعزائي الكرام، هل اّن الأوان أن نفلتر أرواحنا ونرجع إلى الله ونتوب توبة صادقة ونعمل ما فيه الخير لديننا ودنيانا، حتى يرفع الله عنا هذا البلاء، ونسلم من الأذى.

بقلم
يوسف القاضي
Youssef22elkady@gmail.com
image
 1  0  201