سيد يوشع.(*).!! بقلم : مهدي الجابري
سيد يوشع.(*).!!
بقلم : مهدي الجابري
كان ياماكان ، من جميل الزمان ، وبساطة الانسان ، يبحث عن الراحة والأمان ..
لفت انتباهي مرسى الزوارق النهرية وهي مصفوفة الى جانبي النهر وعلى شاطئ ناحية الطار ، حيث مياه الفرات العذب يحمل معه الكدرة الطينية الحمراء ، كان يوم جمعة صباحا وصاحب الزورق يعلو صوته سيد يوشع ، سيد يوشع وهو مرتديا ( الدشداشه) والحزام وغطاء رأسه الكوفية المطوية عدة طويات .
قَدمتُ أتعثر بخطواتي حتى وصلت قرابة الزورق في حينها كنت ناجح من الصف السادس الابتدائي ، كان عليه لزاماً كل سنة أذهب الى زيارة سيد يوشع بمعية أهلي ، هذه المرة قررت الزيارة لوحدي ، سألت صاحب الزورق : هل تسمحلي أن أركب معك قال: حباً وكرامتاً أهلا وسهلاً على الرحبِ والسعة ، أمتدت قدمي بحذر وانا أنظر أمرأة جالسة كبيرة جميلة المحيا في وسط الزورق يرافقها صبي،اسمر مدلل يحمل معاني جميلة،يرتدي بزة ورباط ، وبالقرب منهم أمرأة متوسطة في العمر ترافقها صبيّةوديعة.!
عَرفت أن صاحب الزورق أسمه سرحان من منادات رفاقه،انطلق بنا يدفع بـ (المردي ) حتى دخلنا أهوار مترامية الأطراف تتخللها ، باحات كبيرة جداً خالية من البردي والقصب ، وكاد (المردي) لايجدو نفعا تناول المجذاف وأخذ يجوب في الأهوار،صادفتنا أمواج عالية، سرحان كان بارع في قيادة الزوق وهو يشق الأمواج بحذر شديد، أخذ الخوف يراودنا ، لكن الصَبية لم تخف وعلى فطرتها جلست في مقدمة الزورق استدارت نحونا، وهي مبتسمة وتصفق،لتعطي المعنويات لقائد الزورق،وتردد(يايمه ذاك هواي طر الطريدة ، كون أنت ما ترديه بتج تريده ) ..!
وما هي الا لحظات ومن بعيد نشاهد بساتين نخيل ناحية الفهود، فرحنا كثيراً وصلنا نهر (اللعوسية) الكبير،امام منظر جميل، جسر عبور العجلات (الطبگة) وهي سلسلة حديدية، تصعد العجلة في ( الطبگه) تسحبها الزناجيل الحديدة لتوصلها الى الضفة الثانية ، كان منظر جميل حقاً، توقفنا للراحة، وتناول الغداء، أنطلقنا بعدها ونحن نجوب نهر (اللعوسية) والنخيل الشواهق وصلنا فرحين مسرورين، نزلنا من الزورق،قصدنا زيارة مرقد سيد يوشع،كل منا يحمل همومه وما أوصونا به الأهل والأقرباء من دعاء وزيارة وأمانة كان حضور للزائرين واسع وكبير تطوف في اللواوين،اكملنا الزيارة،كان المبيت هناك .
حتى أصبح الصباح، ونحن نودع الزيارة واعناقنا مشدودة الى المشاهد الجميلة،والى الكرامات والتزاحم على تقديم النذور، ركبنا الزورق،مررنا بنفس الطريق وما ان وصلنا الى(طبگة اللعوسية) وفي نهايتها أستوقفونا!! مسلحين أخذت ترعد فرائصنا،والسلاح موجه في صدورنا ..قالوا: سنقتلكم جميعا نساءً ورجالا،تبين فيما بعد انهم يطلبون ثارات عشائرية،عزلونا نحن الصبية الثلاث،أستدرجونا في الأسئلة: من أين والى أين ومن أي عشيرة أنتم وعلى براءتنا تكلمنا بما نعرفه من الأسئلة، الحمد لله كنا غير مقصودين ..
مهدي الجابري 18- 8 - 2020
-----------------------------------------
(*) سيد يوشع ؟
هو سيد يوشع ابن سيد محمد ابن سيد جعفر ابن سيد حمد الموسوي والملقب (سبع الرميض) ويرجع نسبه الشريف الى الأمام باب الحوائج موسى ابن حعفر (ع) وله الكثير من الكرامات الواضحة والبراهين الساطعة في شفاء المرضى وقضاء الحوائج وتسيير الامور لانه باب من ابواب رحمة الله يقع مرقدة الشريف في محافظة ذي قار - ناحية الاصلاح على ضفاف الأهوار وعلى مسافة 45 كم عن المحافظة ، يعتبر من المناطق السياحية في العراق ويؤمه الكثير من الزائرين ..!!
بقلم : مهدي الجابري
كان ياماكان ، من جميل الزمان ، وبساطة الانسان ، يبحث عن الراحة والأمان ..
لفت انتباهي مرسى الزوارق النهرية وهي مصفوفة الى جانبي النهر وعلى شاطئ ناحية الطار ، حيث مياه الفرات العذب يحمل معه الكدرة الطينية الحمراء ، كان يوم جمعة صباحا وصاحب الزورق يعلو صوته سيد يوشع ، سيد يوشع وهو مرتديا ( الدشداشه) والحزام وغطاء رأسه الكوفية المطوية عدة طويات .
قَدمتُ أتعثر بخطواتي حتى وصلت قرابة الزورق في حينها كنت ناجح من الصف السادس الابتدائي ، كان عليه لزاماً كل سنة أذهب الى زيارة سيد يوشع بمعية أهلي ، هذه المرة قررت الزيارة لوحدي ، سألت صاحب الزورق : هل تسمحلي أن أركب معك قال: حباً وكرامتاً أهلا وسهلاً على الرحبِ والسعة ، أمتدت قدمي بحذر وانا أنظر أمرأة جالسة كبيرة جميلة المحيا في وسط الزورق يرافقها صبي،اسمر مدلل يحمل معاني جميلة،يرتدي بزة ورباط ، وبالقرب منهم أمرأة متوسطة في العمر ترافقها صبيّةوديعة.!
عَرفت أن صاحب الزورق أسمه سرحان من منادات رفاقه،انطلق بنا يدفع بـ (المردي ) حتى دخلنا أهوار مترامية الأطراف تتخللها ، باحات كبيرة جداً خالية من البردي والقصب ، وكاد (المردي) لايجدو نفعا تناول المجذاف وأخذ يجوب في الأهوار،صادفتنا أمواج عالية، سرحان كان بارع في قيادة الزوق وهو يشق الأمواج بحذر شديد، أخذ الخوف يراودنا ، لكن الصَبية لم تخف وعلى فطرتها جلست في مقدمة الزورق استدارت نحونا، وهي مبتسمة وتصفق،لتعطي المعنويات لقائد الزورق،وتردد(يايمه ذاك هواي طر الطريدة ، كون أنت ما ترديه بتج تريده ) ..!
وما هي الا لحظات ومن بعيد نشاهد بساتين نخيل ناحية الفهود، فرحنا كثيراً وصلنا نهر (اللعوسية) الكبير،امام منظر جميل، جسر عبور العجلات (الطبگة) وهي سلسلة حديدية، تصعد العجلة في ( الطبگه) تسحبها الزناجيل الحديدة لتوصلها الى الضفة الثانية ، كان منظر جميل حقاً، توقفنا للراحة، وتناول الغداء، أنطلقنا بعدها ونحن نجوب نهر (اللعوسية) والنخيل الشواهق وصلنا فرحين مسرورين، نزلنا من الزورق،قصدنا زيارة مرقد سيد يوشع،كل منا يحمل همومه وما أوصونا به الأهل والأقرباء من دعاء وزيارة وأمانة كان حضور للزائرين واسع وكبير تطوف في اللواوين،اكملنا الزيارة،كان المبيت هناك .
حتى أصبح الصباح، ونحن نودع الزيارة واعناقنا مشدودة الى المشاهد الجميلة،والى الكرامات والتزاحم على تقديم النذور، ركبنا الزورق،مررنا بنفس الطريق وما ان وصلنا الى(طبگة اللعوسية) وفي نهايتها أستوقفونا!! مسلحين أخذت ترعد فرائصنا،والسلاح موجه في صدورنا ..قالوا: سنقتلكم جميعا نساءً ورجالا،تبين فيما بعد انهم يطلبون ثارات عشائرية،عزلونا نحن الصبية الثلاث،أستدرجونا في الأسئلة: من أين والى أين ومن أي عشيرة أنتم وعلى براءتنا تكلمنا بما نعرفه من الأسئلة، الحمد لله كنا غير مقصودين ..
مهدي الجابري 18- 8 - 2020
-----------------------------------------
(*) سيد يوشع ؟
هو سيد يوشع ابن سيد محمد ابن سيد جعفر ابن سيد حمد الموسوي والملقب (سبع الرميض) ويرجع نسبه الشريف الى الأمام باب الحوائج موسى ابن حعفر (ع) وله الكثير من الكرامات الواضحة والبراهين الساطعة في شفاء المرضى وقضاء الحوائج وتسيير الامور لانه باب من ابواب رحمة الله يقع مرقدة الشريف في محافظة ذي قار - ناحية الاصلاح على ضفاف الأهوار وعلى مسافة 45 كم عن المحافظة ، يعتبر من المناطق السياحية في العراق ويؤمه الكثير من الزائرين ..!!