×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
ابتسام ابراهيم

موج .... ابتسام ابراهيم

عقبَ هذا الصمت الطويل وبعد شجارِ وصراخٍ بين اوردتي , قررتُ ان ابوحَ بأسراري لورقة ونافذة فكلاهما يعرفان حجم انتظاري ومقدار انشغالي بالكتابة عنك و انا اتطلَّع الى بحر عينيك وهو ينثُ الروعة في قلبي ويملأ فؤادي بشيء من الجمال
الموج قربك هادئٌ جداً وتفاصيلك هادئة ايضاً مثل وعاءٍ اسمعُ فيه صوتَ ارتطامي و انا ازجُّ بنظراتي بداخله فلا ارى سوى الانكسار .. و لا ابصرُ فيه سوى جزيئات قلبي وهي تتناثر بين اصابعك المعفرة بكل شيء الآي !
ما تبقى مني ... سيكتبُ اليكَ رسائلي الطويلة وحزني المتسلل تحت وسادتي ففيهما بعض ما لم تعرفهُ يوماً قبل ان يضمحلَ حتما وسط الفوضى
ما تبقى مني .. يكفي لصيرورة البرد دفئا ووحشة الشتاء نسيماً صيفيا سماوي الحضور
فأنا رغم كل ما رأيت منّي وعرفتَ ..بعينين ضالعتين بالتنهد افكُّ سلاسل اسراري واكسرُ طوق الظمأ عن خاصرتي ..لأتلو اسمك واقرأ شفاه الرغبة في فنجاني
مِراراً اقول .. واكررُ اشيائي وخطوي و اكاد اجزم ان الورقة لا يمكنها التسكع في فيء ظلالك وليس باستطاعتِـها خط لهفتي كلها بين السطور
صدقني فانا اعرفُ كيف اتدحرج وابعدُ الخطيئة اميالاً عني لتبقى شعلة الرغبات عفيفة و
وميض قلبك يحرقها فأتقبل بكل امتنان عويلها .. بل وارضى باحتراقي على مهلٍ رغم صدك
دعني اعودُ لإدراجي وأرممُ ذاكرتي .. دعني اسربلُ منها اوتاري وافتح ذراعي للهواء وبكل انطفائي اكرسُ ما تبقى مني للغدِ
ستراني هادئة جداً اخاطب كوباً ظل في يدي يناجي رغبتي في الكلام فتبعده كرامتي عن خوض جدال لا طائل منه و اتقبل مرور طيفك قرب دخانه
دعني العن لحظات السوء التي ابعدت ْمحياك عن خافقي وتركتْ وجوهاً موبوءة بالشك تحاصرُني وتقتل فيّ كلَّ ما يصلح ان يكون حياة .. دعني امرغ راحَ الظن في حضرتك و اسجّل النسماتِ التي تمرُ من هنا على انها سلوى واستنكر وجع الروح إن مرّ بقربي و انا اتنفسك
اعذرني .. لم انتبه حقاً , كيف مرَّ الوقت بسرعة وأنا اجددُ الضوءَ في عتمتي وأكابر لأصل , ولكني مازلتُ اجتر اسراري على هذي الورقة واقلب وجه الدفاتر بكل اصرارٍ على انك مررتَ من هنا وطرقتَ باب خاطرتي فصارتْ شعراً .. مازلتُ ارقبُ حدس الليالي وهي تنجو بفعلتها حين ارغمتني على الصمت وتركتْ وجهي يتوسد اليقظة
ثق بكل شيٍء قدستْـه ذاكرتك .. وكل شيء حالفـهُ الحظ ومرَّ بذهنك .. ان الغيمَ حفرَ في وجهي اخاديداً كثيرة وزرعَ فيها بوصلة الانتظار , بوصلة لا تشير إلا لعينيك ولا تعرف غير خطوك دربا
بل تمقتُ كلَّ جهةٍ لا تحتوي شيئا من اثرك , هكذا روضتني تلك الاخاديد وجعلتني ابدو مثل نفسي , مثل ذاكرتي ومثل كل الظن الذي رافقني و اغتال في قلبي احلاماً صغيرة وتركني اراقبُ موج روحي وهو يركل صخور اسراري فيعود كسيراً يلملم ذاكرتي ويرتبُ لانتظاري موجةً اخرى .. موجة تعرف انك هادئ جداً فتمزق اوراقي الصاخبة بعد كد طويل.
ابتسام ابراهيم
شاعرة , كاتبة صحفية ومترجمة
العراق –بغداد
 0  0  220