×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

وباء المعلومات وجائحة «كورونا المستجد» .. بقلم : #هند_الشومر

image
بقلم : هند الشومر

عقدت منظمة الصحة العالمية منذ أيام مؤتمرا عن «الوبائية المعلوماتية»، وهو مصطلح جديد لم يظهر إلا أثناء جائحة «كورونا المستجد» وقد أصبحنا نواجه سيلا جارفا من المعلومات الدقيقة وغير الدقيقة عن فيروس كورونا المستجد في جميع دول العالم، لكن وباء هذه المعلومات هو أشد فتكا من وباء الجائحة نظرا لتوافر الأدوات والتقنيات التي تساعد على انتشاره ولا يتوقف انتشاره بسبب استخدام الكمامات أو المطهرات الكحولية أو التباعد الاجتماعي، إذ يتم نشر الأكاذيب عن الوباء ونظريات المؤامرة عبر موجات أثير الانترنت

إن الوباء المعلوماتي قد يستنفر بعض السلطات للتعامل الفظ معه بحجة حماية الأمن الصحي، لذلك فإن الأمم المتحدة حذرت من وباء المعلومات المضللة الخطير ونبهت إلى ضرورة صون حقوق الإنسان وعدم انتهاكها بأي إجراءات تعسفية أثناء التعامل مع الجائحة وهو ما حدث بالفعل في بعض الدول دون مراعاة حقوق الإنسان

وعلى الرغم من أن الوباء المعلوماتي مازال في مراحله الأولى إلا أنه يمثل تحديا لا يجب تهوينه أو تهويله، بل يجب إدراجه ضمن خطط واستراتيجيات احتواء «كورونا المستجد» القصيرة والبعيدة المدى ومن بينها المناهج والبرامج التعليمية والتدريبية للأطباء ومقدمي الرعاية الصحية بجميع التخصصات، فهذا الوباء يمثل نوعا جديدا من أسلحة الحروب النفسية، إذ مات العديد من الأشخاص بسبب المعلومات الخاطئة عن الفيروس سواء كان عن انتقاله أو كيفية علاجه، ولذلك فإننا بحاجة لمواجهة ذلك إلى الفهم العميق والشفافية والوضوح وتشجيع ونشر البحوث الموثوق بها وتنقية الرسائل الإعلامية من الأخبار غير الموثوقة والتصدي للذباب الإلكتروني الذي ينقل المعلومات غير الدقيقة بسرعة البرق ما يؤدي إلى تعثر وسائل احتواء الفيروس ومن ثم انتشاره على نطاق واسع

إنني أجزم بأن هذا الوباء يسهل احتواؤه دون الحاجة إلى القيود وانتهاكات حقوق الإنسان، وذلك بتوفير فريق متعدد الاختصاصات كالطب بجميع أنواعه والصحة العامة والعلوم السلوكية والنفسية وتقنية المعلومات والاتصالات وأمن المعلومات، وهذه التخصصات متاحة والعمل كفريق متكامل قد يغني عن الخسائر المادية التي عانت ولا تزال تعاني منها بعض الدول حتى الآن
 0  0  130