×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

وقفة للتأمل.. بعد «كورونا» د هند الشومر

قلم : هند الشومر

بعد أن هدأت عاصفة ««كورونا» قليلا فإنه من الضروري أن نقف وقفة تأمل موضوعية لاستخلاص الدروس المستفادة على المستويين الوطني والعالمي، فقد عاش العالم أياما حرجة لمجابهة هذا التحدي واتخاذ قرارات تتفاوت مبرراتها وتداعياتها، لكن الجائحة فرضت على الجميع ظروفا استثنائية لها تداعياتها على التعليم والاقتصاد والصحة وعلى أنماط الحياة وعلى الحالة الاجتماعية والنفسية وكأنها حرب عالمية جديدة من نوع لم يعرف من قبل.

وبعد هذه الفترة الصعبة أصبح الحديث عن التعايش معها ما دمنا لا نملك غير ذلك، حيث ان العديد من الصناعات والأنشطة الاقتصادية قد انهارت وتوقف قلب الاقتصاد العالمي عن الخفقان وتأثر التعليم والعمل والترفيه وأدت سطوة وسلطان السلطات الصحية إلى إجراءات أثرت على الحياة اليومية.

وبينما تعكف المؤسسات الدولية على حصر الخسائر وكتابة وصفات تعويضها فإن القرارات ذات العلاقة بالصحة مازالت هي المسيطرة، مهددة بالعودة إلى المربع الأول على الرغم من غياب الشفافية والخبرة والاستجابة المطلوبة عن ذلك المربع.

وأصبح لزاما على كل من شارك بهذه المحنة أن يقوم بالتقييم الموضوعي لكل إجراء أو قرار اتخذ، لأن المستقبل يبنى على دروس الماضي والحاضر.

ولعل أهم عناصر التقييم الواجب الآن هو تقييم أداء النظم الصحية وقدراتها على التأهب والاستجابة للطوارئ المؤثرة على الأمن الصحي وإدارة الأزمات والكوارث ذات العلاقة بالصحة واتخاذ القرارات الحكيمة الرشيدة المرتكزة على أسس علمية ومنطقية دون تهوين أو تهويل.

إن قدرات النظم الصحية في مختلف دول العالم قد أصبحت أمام تحديات غير مسبوقة تعدت أسوار المستشفيات والمراكز الصحية، ومن ثم أصبحت الإدارة الصحية المواكبة للتغييرات ضرورة ملحة فلم يعد مقبولا أن تدار الأزمات المؤثرة على الحياة والصحة والاقتصاد والتعليم بمجاملات أو بحسابات ضيقة ورؤى محدودة وقدرات متواضعة، وقد آن الأوان لميلاد نظم صحية جديدة من أزمة «كورونا»، وإن لم يحدث ذلك فسيكون الثمن باهظا على الجميع.

وإذا لم نقف الآن وقفة تأمل وتقييم موضوعي لحساب المكسب والخسارة وللتخطيط للمستقبل فإن ذلك سيكون مأساة مستقبلا إذا تعرضنا لمثل هذه الجائحة مرة أخرى لا قدر الله.
image
 0  0  129