الناقدة عفاف امين خليل وتحليل قصة بين الجنة والنار للكاتبة امينة خليل
الناقدة عفاف امين خليل وتحليل قصة بين الجنة والنار للكاتبة امينة خليل
جالس على كرسي هزاز، يرتشف كوب شاي، تأرجحه أفكاره بين الجنة والنار... فوجئ بها تأتى من ورائه، بثوبها الأحمر الدموي، تحدق في وجهه بعينيها الناعستين.. جلست بدلال فوق ركبتيه، بيد تتلمس وجنتيه والأخرى تداعب شعره... أشاح بوجهه عنها... أمسكت بذقنه أعادت وجهه إليها، سألته بنبرة مؤكدة، الم تكن تتمنى أن يزورك الجحيم هذا المساء ؟؟ سرح بعينيه في المجهول بعيدا عنها، نهضت غاضبة، قالت، لقد كنت تتوسل لي أن أحضر إليك، أضج مضجعي نداء لوعتك. تود أن تكون سيد العالم وأنت لا تملك سيادة نفسك. صفعها بشدة أرت ضمت بالكرسي، وقع كوب الشاي معها على الأرض، تبعثرت قطع الكريستال المحطة حولها فبدت مثل قطعة حجر ( روبي ) نادر، وسط دائرة من الماس... نظر إليها بعين فوق الرغبة وفوق الغضب قال برفق، آلف سيد غيري يتمناك مكانك ليس هنا، مع رجل سوف يقتلك بكبريائه... أنا رمز العقل والحكمة، والرموز لا تعرف الهوى.. ذاك هو باب بيتي، مثلما جئت بإرادتك، عليك أن تغادري بإرادتك.
نهضت لا منكسرة ولا منفعلة.. دموع تنهمر بلا مشاعر من عينيها.. قالت بهدوء لن ألبي نداءك بعد اليوم.. اتجهت نحو باب الخروج، ذهب ورائها يودعها.. قبل أن تخرج، طبعت قبلة باردة على جبهته.. سمع صوتا من ورائه بغضب ينهر، سئمت تنظيف كل مساء الأرض من الزجاج، قدماك تدمي مرة أخرى يجب أن ترى طبيبا، أعتقد أنك تمشي وانت نائم.
الدراسة النقدية : د. عفاف أمين خليل. مصر
الأديبة برعت في رسم الأحداث لم ترهق القارئ في تحليل الأحداث ورموزها وهنا يكمن الأسلوب الذي تتخذه الأديبة. أسلوب السهل الممتنع وهو أسلوب السرد السينمائي بحيث تجعل القارئ يرى بعينية ويسمع بأذنيه. ترسم المكان وتصف الأشياء وكأن القارئ يعيش الحظة معها. بل يعيشها بألوانها. فالرؤية واضحة المكان الملابس الأثاث من هنا يكمن إبداع القاصة. ثم تلقى الضوء على مشكلة اجتماعية وهي عدم اتفاق بعض الأزواج في رغباتهم وأحلامهم. والذي بالتالي يجعل فجوة ويسبب المشكلات. ونرى إن الأديبة تجعل من هذا الفن وهو القصة القصيرة هدف اجتماعي بليغ لحل بعض مشكلات الأسرة والإنسانية بشكل عام، وعن طريق إلقاء الضوء على بعض المشاكل وفى هذه القصة تلقى الضوء على مشكلة العلاقة الزوجية بين الرحل والمرأة في كثير من الأحيان المرأة تلبي رغبات زوجها ولكن احيانا كثيرة. لا يلبى الزوج رغبات زوجته وكأنه إنسان من حقه فعل مل يريد والزوجة ليس من حقها ذلك فتحية الى الأديبة أمنية التي أخذت على عاتقها مشكلات اجتماعية هامة. الاستقرار في العلاقات العائلية والاجتماعية أو حتى العلاقات الفردية مهم جدا هذه العلاقات تتذبذب بين الجنة وبين النار، بين الهدوء والتسامح والمحبة وغض الطرف عن الأخطاء وأخذ الأمور من وجهها الإيجابي
لقطة من القصة : فوجئ بها من خلفه بثوبها الأحمر الذي يوحي له بلون الدم معبراً عن تصوراته إلا إنسانية وما يضمر في نفسه من أفكار عدائية إلا أن القاصة رسمت لها صورة أكثر صفاء وحباً بعكس ما يفعل هو، جلست على ركبتيه بدلال ورقةٍ ومحبة وتلمست وجنتيه بيد وشعره باليد الأخرى مداعبة له بحب متوقد وبرئ لكنه أشاح بوجهه عنها فأمسكت بذقنه تعيد وجهه إليها، وبهذا رسمت القاصة لنا سلوك الفتاة المحبة ولطف تصرفها وقسوة الرجل وسوء تصرفه بلوحة سينمائية موحية بما تبع ذلك من مناكفة وعصفٍ وتضارب في المواقف.
انعطفت القاصة من حالة الحب والملاطفة إلى حالة المساءلة الجائرة والمناكفة القاسية التي لا تقرَّب ولا تجذب بل تنَفِّر وتغيظ لتبين أسباب الخلاف بينها وبينه فجعلتها تتمنى أن يأتيه جحيم يحترق فيه وتحترق معه بنات أفكاره وأحلامه التي تأخذه منها، وامتلكت القاصة القدرة الفنية اللازمة لإخراج القصة من حضن المرأة الدافئ إلى حومة الرجل القاسي الغائب الذي يسرح بعينيه بعيدا عنها يفكر في أمر يبدو أنه كان يضمره في نفسه مشحون بما يكدره ويغيظه، أو أنه رجل علم يبحث عن معادلة لفكرة تداعب عقله فلا يعطي بالا للمرأة التي أقبلت عليه بمحبة ولطف ولا للنساء وإن كن من الحور العين، لأن فتاته التي أحبَّ ويُحب لا تفارقه ولا تترك له وقتا ليفكر بغيرها هي أميرة العلم التي تستحوذ على كل اهتماماته ومشاعره. وألقت القاصة الخبيرة المبدعة الضوء على منظر الذي ضمّ الفتاة برقتها وهي جالسة على ركبتيه وتداعب وجهه وتعبث بشعره وهو لاهٍ ومشيحٌ بوجهه عنها، فتورد خداها غضبا من تصرفه السيئ مع أنه كان هو يدعوها لتأتيه وينتظرها بشوق، وضعته القاصة الذكية البارعة خارج عالمه الخاص أرادت أن تريه مالم يكن يرى وهو يتوسل الفتاة بلوعة وينتظرها، وأثارت غضب الفتاة التي بادرت بتعييره والاستهزاء منه، ومن تصوره بأنه سيد العالم وهو لا يملك أن يسود نفسه، أو يسعى إلى تحقيق ما يشغله من علمٌ، فكان هذا استفزازاً له كحجر كبير ألقي عليه من الطرف الآخر الفتاة ذات الأحلام الوردية الأنثوية وهي على النقيض منه ولم تفكر بأن العلماء أمثال نيوتن والفنانين والمبدعين الكبار لا يخرجون من عالمهم العلمي والفني ليتزوجوا أو ليعشقوا فقد طغت أحلامهم العلمية والفنية على أي رغبات أخرى وأن عالمهم مختلف عن عالم الرجال الطبيعيين فاغتاظ من الهجوم عليه واعتبره هجوماً على عقله وعلمه وعالمه فصفعها بشدة فارتطمت بالكرسي أ وسقط كأس الشاي الكريستال فتحطم وشظى على الأرض وتبعثرت أجزاؤه حولها فبدت وهي محاطة بقطع الكريستال المتناثرة كأنها قطعة حجر نادر يزدان بما حوله من درر تتلألأ كأنها الماس، وهكذا صورت القاصة المتميزة المنظر الذي أحاط بالفتاة تصويراً جميلا يشد العيون إليه.
image
جالس على كرسي هزاز، يرتشف كوب شاي، تأرجحه أفكاره بين الجنة والنار... فوجئ بها تأتى من ورائه، بثوبها الأحمر الدموي، تحدق في وجهه بعينيها الناعستين.. جلست بدلال فوق ركبتيه، بيد تتلمس وجنتيه والأخرى تداعب شعره... أشاح بوجهه عنها... أمسكت بذقنه أعادت وجهه إليها، سألته بنبرة مؤكدة، الم تكن تتمنى أن يزورك الجحيم هذا المساء ؟؟ سرح بعينيه في المجهول بعيدا عنها، نهضت غاضبة، قالت، لقد كنت تتوسل لي أن أحضر إليك، أضج مضجعي نداء لوعتك. تود أن تكون سيد العالم وأنت لا تملك سيادة نفسك. صفعها بشدة أرت ضمت بالكرسي، وقع كوب الشاي معها على الأرض، تبعثرت قطع الكريستال المحطة حولها فبدت مثل قطعة حجر ( روبي ) نادر، وسط دائرة من الماس... نظر إليها بعين فوق الرغبة وفوق الغضب قال برفق، آلف سيد غيري يتمناك مكانك ليس هنا، مع رجل سوف يقتلك بكبريائه... أنا رمز العقل والحكمة، والرموز لا تعرف الهوى.. ذاك هو باب بيتي، مثلما جئت بإرادتك، عليك أن تغادري بإرادتك.
نهضت لا منكسرة ولا منفعلة.. دموع تنهمر بلا مشاعر من عينيها.. قالت بهدوء لن ألبي نداءك بعد اليوم.. اتجهت نحو باب الخروج، ذهب ورائها يودعها.. قبل أن تخرج، طبعت قبلة باردة على جبهته.. سمع صوتا من ورائه بغضب ينهر، سئمت تنظيف كل مساء الأرض من الزجاج، قدماك تدمي مرة أخرى يجب أن ترى طبيبا، أعتقد أنك تمشي وانت نائم.
الدراسة النقدية : د. عفاف أمين خليل. مصر
الأديبة برعت في رسم الأحداث لم ترهق القارئ في تحليل الأحداث ورموزها وهنا يكمن الأسلوب الذي تتخذه الأديبة. أسلوب السهل الممتنع وهو أسلوب السرد السينمائي بحيث تجعل القارئ يرى بعينية ويسمع بأذنيه. ترسم المكان وتصف الأشياء وكأن القارئ يعيش الحظة معها. بل يعيشها بألوانها. فالرؤية واضحة المكان الملابس الأثاث من هنا يكمن إبداع القاصة. ثم تلقى الضوء على مشكلة اجتماعية وهي عدم اتفاق بعض الأزواج في رغباتهم وأحلامهم. والذي بالتالي يجعل فجوة ويسبب المشكلات. ونرى إن الأديبة تجعل من هذا الفن وهو القصة القصيرة هدف اجتماعي بليغ لحل بعض مشكلات الأسرة والإنسانية بشكل عام، وعن طريق إلقاء الضوء على بعض المشاكل وفى هذه القصة تلقى الضوء على مشكلة العلاقة الزوجية بين الرحل والمرأة في كثير من الأحيان المرأة تلبي رغبات زوجها ولكن احيانا كثيرة. لا يلبى الزوج رغبات زوجته وكأنه إنسان من حقه فعل مل يريد والزوجة ليس من حقها ذلك فتحية الى الأديبة أمنية التي أخذت على عاتقها مشكلات اجتماعية هامة. الاستقرار في العلاقات العائلية والاجتماعية أو حتى العلاقات الفردية مهم جدا هذه العلاقات تتذبذب بين الجنة وبين النار، بين الهدوء والتسامح والمحبة وغض الطرف عن الأخطاء وأخذ الأمور من وجهها الإيجابي
لقطة من القصة : فوجئ بها من خلفه بثوبها الأحمر الذي يوحي له بلون الدم معبراً عن تصوراته إلا إنسانية وما يضمر في نفسه من أفكار عدائية إلا أن القاصة رسمت لها صورة أكثر صفاء وحباً بعكس ما يفعل هو، جلست على ركبتيه بدلال ورقةٍ ومحبة وتلمست وجنتيه بيد وشعره باليد الأخرى مداعبة له بحب متوقد وبرئ لكنه أشاح بوجهه عنها فأمسكت بذقنه تعيد وجهه إليها، وبهذا رسمت القاصة لنا سلوك الفتاة المحبة ولطف تصرفها وقسوة الرجل وسوء تصرفه بلوحة سينمائية موحية بما تبع ذلك من مناكفة وعصفٍ وتضارب في المواقف.
انعطفت القاصة من حالة الحب والملاطفة إلى حالة المساءلة الجائرة والمناكفة القاسية التي لا تقرَّب ولا تجذب بل تنَفِّر وتغيظ لتبين أسباب الخلاف بينها وبينه فجعلتها تتمنى أن يأتيه جحيم يحترق فيه وتحترق معه بنات أفكاره وأحلامه التي تأخذه منها، وامتلكت القاصة القدرة الفنية اللازمة لإخراج القصة من حضن المرأة الدافئ إلى حومة الرجل القاسي الغائب الذي يسرح بعينيه بعيدا عنها يفكر في أمر يبدو أنه كان يضمره في نفسه مشحون بما يكدره ويغيظه، أو أنه رجل علم يبحث عن معادلة لفكرة تداعب عقله فلا يعطي بالا للمرأة التي أقبلت عليه بمحبة ولطف ولا للنساء وإن كن من الحور العين، لأن فتاته التي أحبَّ ويُحب لا تفارقه ولا تترك له وقتا ليفكر بغيرها هي أميرة العلم التي تستحوذ على كل اهتماماته ومشاعره. وألقت القاصة الخبيرة المبدعة الضوء على منظر الذي ضمّ الفتاة برقتها وهي جالسة على ركبتيه وتداعب وجهه وتعبث بشعره وهو لاهٍ ومشيحٌ بوجهه عنها، فتورد خداها غضبا من تصرفه السيئ مع أنه كان هو يدعوها لتأتيه وينتظرها بشوق، وضعته القاصة الذكية البارعة خارج عالمه الخاص أرادت أن تريه مالم يكن يرى وهو يتوسل الفتاة بلوعة وينتظرها، وأثارت غضب الفتاة التي بادرت بتعييره والاستهزاء منه، ومن تصوره بأنه سيد العالم وهو لا يملك أن يسود نفسه، أو يسعى إلى تحقيق ما يشغله من علمٌ، فكان هذا استفزازاً له كحجر كبير ألقي عليه من الطرف الآخر الفتاة ذات الأحلام الوردية الأنثوية وهي على النقيض منه ولم تفكر بأن العلماء أمثال نيوتن والفنانين والمبدعين الكبار لا يخرجون من عالمهم العلمي والفني ليتزوجوا أو ليعشقوا فقد طغت أحلامهم العلمية والفنية على أي رغبات أخرى وأن عالمهم مختلف عن عالم الرجال الطبيعيين فاغتاظ من الهجوم عليه واعتبره هجوماً على عقله وعلمه وعالمه فصفعها بشدة فارتطمت بالكرسي أ وسقط كأس الشاي الكريستال فتحطم وشظى على الأرض وتبعثرت أجزاؤه حولها فبدت وهي محاطة بقطع الكريستال المتناثرة كأنها قطعة حجر نادر يزدان بما حوله من درر تتلألأ كأنها الماس، وهكذا صورت القاصة المتميزة المنظر الذي أحاط بالفتاة تصويراً جميلا يشد العيون إليه.
image