×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

ارفعوا القبعات للأطباء طارق عناني

بقلم : طارق عناني

بينما دخل معظم ساكني الأرض في عزلٍ صحي خلف جدران منازلهم هربًا من وباء الفيروس التاجي "كورونا المستجد"، نذرت فئة من العاملين في القطاع الصحي ومراكز الأبحاث حياتها للتصدي والحدّ من خطورة المرض.

بذلوا جهودًا لا مثيل لها حتى أعياهم التعب، فهم خط الصد الأول أمام الوباء، ووضعوا تحت ضغطٍ لا مثيل له منذ عقودٍ طويلة، فاستحقوا أن يوصفوا بـ"جنود الأرض".

ومنذ أن ظهرت أولى الحالات في "ووهان" وسط الصين، هرع العلماء إلى المختبرات لِكشف أسرار هذا الفيروس وحتى الأن لم يتم اكتشاف اى مصل ضد فيروس كورونا

بالفعل والواقع، فيروس مدمر، استطاع أن ينال من الدول وخططها، واستطاع أن يخلخل الاقتصاد العالمى، بل لم يستطع أكثر الحكومات تطورا في العلم والتكنولوجيا أن تواجهه. اود ان اقول هنا، بإن الأمراض المعدية لن تتوقف عند كوفيد 19، بل ستستمر في الظهور والعودة للظهور، لأنها أصبحت الآن جزء من العالم الذي نعيش فيه. والعالم لن يستطيع تغيير الثقافة الصينية، التي لا تحتمل اختفاء وجبة الخفافيش و الكلاب والقطط والثعابين والسحالي والديدان من موائدهم. بل يرون في دخيلة أنفسهم، بأن على العالم ومنظمة الصحة العالمية، أن تحترم ثقافة الشعوب ورغباتها واختياراتها فيما تتناول من أطعمة !

الشاهد أن وباء كورونا الذي ضرب البشرية في الأشهر الثلاثة الأخيرة، قد أعاد إلى الإنسان قليلًا من تواضعه، وربما لقنه درسًا لن ينساه، وهو أنه لا يزال جرمًا صغيرًا، في منظومة الكون الأكبر، ولهذا فليس عليه سوى أن يتواضع لأنه عرف شيئًا، وغابت عنه أشياء.

لذا علينا أن نعي، بأن حتمية ظهور أمراض وبائية جديدة، قد تكون أكثر تعقيدًا من الأوبئة السابقة، لم يعد احتمالاً بل أحد المخاطر الواردة، والتي ينبغي أن نستعد لخطورة تفاقمها وتداعياتها بخطط أكبر من الحالية، فلا ينبغي أن تتوقف إدارة الأزمات لدى الحكومات، بتوفير حلول مؤقته عند التدابير الوقائية، من احترازات التباعد الاجتماعي، أو التوعية بغسل اليدين، والبقاء في المنازل.
image
 0  0  140