السعاده في العطاء بلا منّه مستشارة قانونية تهاني العبيدلي الشمري
السعاده في العطاء بلا منّه مستشارة قانونية
تهاني العبيدلي الشمري
كم هو جميل الشعور بسعادة العطاء والبذل ،بلا مقابل مادي، أو حتى أدبي،
كم هي رائعه مشاعر الغبطة حين العطاء وما أجملها بعد العطاء ، راحة بال وسكينه، وهدوء نفسي، وسعادة منقطة النظير، نعم هذه المشاعر مجتمعه ،يحسها ويعيشها من يتصدق بماله ،او وقته و جهده، ويبذلها للآخرين، خالصة لوجه الله تعالى، منبعها دينه، وقيمه ، وأخلاقه، وإحساسه بالآخرين، كثير من الاشخاص كل سعادته تكمن في أسعاد الآخرين ، بمساعدتهم وإسعادهم، والين هانا احدى هؤلاء الرائعين ،
فعلى مدار 50 عامًا قضت (إلين هانا) أغلب عمرها في قراءة الكتب، وتسجيلها لتحويلها إلى كتب مسموعة من أجل المكفوفين، خلال نصف قرن (إلين) حولت مئات الكتب إلى كتب مسموعة بدون أجر
إلين هانا، سيدة بسيطة. تعمل في وظيفة تقليدية تخرج منها وتعود إلى المنزل. ليس لديها الكثير من النشاطات والإثارة في حياتها. طموحاتها محدودة جدا خلاف صديقاتها. رفيقة دربها جينفر أستاذة جامعية ومستشارة لجهات عدة. لديها منزلان وثلاث سيارات. أما صديقة ماري فلديها مطعم إيطالي زبائنه الذين ينتظرون خارجه أكثر من الذين في داخله من فرط نجاحه وتميزه. أما صاحبتها كاثرين فقد انتقلت للعيش في شقة مطلة على الشاطئ في فلوريدا بعد أن حققت ثروة هائلة إثر عملها في القطاع العقاري.
لم تشعر إلين بأي شعور سلبي تجاه صديقاتها. كانت تدرك أنهن أهل لما حصلن عليه إثر مجهودهن وجديتهن. تؤمن بأن حياتها البسيطة هي نتيجة طبيعية لقرار اتخذته مبكرا بأن تعيش في هدوء وسكينة.
كان الشيء الوحيد المسلي الذي تقوم به هو تسجيل صوتها، على كتب أعجبتها، حتى تتاح للمكفوفين مجانا، رغم السعادة التي تغمرها عند تسجيل صوتها على هذه الكتب، إلا أنها كانت تتلقى عتبا من أقاربها، لأنها تهدر وقتها، وصحتها في شيء لا يعود عليها بالنفع المادي.
ظلت تسجل صوتها وظل الآخرون ينتقدونها، وزاد الأمر عندما أتوا يقارنونها بأقرانها، بصديقاتها جينفر، وماري وكاثرين، اللاتي يلعبن بالمال، بينما بالكاد هي تسدد إيجار منزلها، قتلتها المقارنة داخليا، ظلت تنزف دون أن يشعر بمعاناتها أحد، والأسوأ من المقارنة هو أن صديقاتها لم يعدن يتواصلن معها، اعتبرنها سيدة فاشلة لا تضيف لهن،
بعد فترة طلبت منها الشركة المنتجة للكتب الصوتية التي تسجلها، أن تأتي للمكتب للحصول على شيكها، نظرا لتزايد الإقبال على أعمالها من المكفوفين، وغيرهم لكنها رفضت،أصر المكتب دون جدوى،دهش مدير الشركة من موقف إلين، لأنه يدرك مدى حاجتها إلى المال،فنقل تجربتها إلى قناة “سي بي إس” التي أجرت مقابلة معه، أفصح فيها عن مدى نبلها على رؤوس الأشهاد، وفور أن عرض البرنامج, هطلت على إلين الهدايا والأموال، أحدهم أهداها منزلا.
وشركة سيارات شهيرة، أهدتها سيارة باهظة الثمن، وشركة ساعات سويسرية أهدتها ساعة فريدة مصممة خصيصا لها، ناهيك عن الشهرة التي حصلت عليها، عادت إليها صديقاتها نادمات،تحول عملها المجاني الصامت ، إلى بركان انفجر سعادة عليها وعلى كل من يؤمن بنبلها وسخائها.
عقود من الزمن مضت ،قدمت "إلين هانا" خدماتها لكل المكفوفين حول العالم، وقامت بتسجيل آلاف الكتب دون مقابل، لتنشر من خلال عملها النبيل هذا ثقافة التطوع والعطاء.
إلين هانا، السيدة التي تخطى عمرها الثمانين عاما قضت يوميا ومنذ عام 1963، تقضي ساعات بعد الانتهاء من عملها كمدرسة للرياضيات، بإحدى المدارس في تسجيل الكتب لضعاف البصر و المكفوفين من طلاب الجامعات والمدارس والراغبين في التعلم والمعرفة، وكان ذلك بعد انضمامها إلى منظمة*Learning Ally*غير الهادفة للربح، والتي تعمل على تسجيل جميع أنواع الكتب عبر متطوعين.
انه العمل الطيب، الخيّر و النبيل، الذي تحدث عنها، ودلّ الناس عليها، فحينما رفضت المقابل المادي على عملها المجهد، وهي بأمس الحاجة اليه اتصفت بالغباء، لم يفقهوا معنى عطائها النابع من ذاتها النبيلة وقيمها الرائعه ،لم يستلذوا بشعور السعادة حين العطاء.
كم "الين هانا" بيننا يعملن بصمت وعملهن من تحدث عنهم!
دمتم بود ،،،
تهاني العبيدلي الشمري
كم هو جميل الشعور بسعادة العطاء والبذل ،بلا مقابل مادي، أو حتى أدبي،
كم هي رائعه مشاعر الغبطة حين العطاء وما أجملها بعد العطاء ، راحة بال وسكينه، وهدوء نفسي، وسعادة منقطة النظير، نعم هذه المشاعر مجتمعه ،يحسها ويعيشها من يتصدق بماله ،او وقته و جهده، ويبذلها للآخرين، خالصة لوجه الله تعالى، منبعها دينه، وقيمه ، وأخلاقه، وإحساسه بالآخرين، كثير من الاشخاص كل سعادته تكمن في أسعاد الآخرين ، بمساعدتهم وإسعادهم، والين هانا احدى هؤلاء الرائعين ،
فعلى مدار 50 عامًا قضت (إلين هانا) أغلب عمرها في قراءة الكتب، وتسجيلها لتحويلها إلى كتب مسموعة من أجل المكفوفين، خلال نصف قرن (إلين) حولت مئات الكتب إلى كتب مسموعة بدون أجر
إلين هانا، سيدة بسيطة. تعمل في وظيفة تقليدية تخرج منها وتعود إلى المنزل. ليس لديها الكثير من النشاطات والإثارة في حياتها. طموحاتها محدودة جدا خلاف صديقاتها. رفيقة دربها جينفر أستاذة جامعية ومستشارة لجهات عدة. لديها منزلان وثلاث سيارات. أما صديقة ماري فلديها مطعم إيطالي زبائنه الذين ينتظرون خارجه أكثر من الذين في داخله من فرط نجاحه وتميزه. أما صاحبتها كاثرين فقد انتقلت للعيش في شقة مطلة على الشاطئ في فلوريدا بعد أن حققت ثروة هائلة إثر عملها في القطاع العقاري.
لم تشعر إلين بأي شعور سلبي تجاه صديقاتها. كانت تدرك أنهن أهل لما حصلن عليه إثر مجهودهن وجديتهن. تؤمن بأن حياتها البسيطة هي نتيجة طبيعية لقرار اتخذته مبكرا بأن تعيش في هدوء وسكينة.
كان الشيء الوحيد المسلي الذي تقوم به هو تسجيل صوتها، على كتب أعجبتها، حتى تتاح للمكفوفين مجانا، رغم السعادة التي تغمرها عند تسجيل صوتها على هذه الكتب، إلا أنها كانت تتلقى عتبا من أقاربها، لأنها تهدر وقتها، وصحتها في شيء لا يعود عليها بالنفع المادي.
ظلت تسجل صوتها وظل الآخرون ينتقدونها، وزاد الأمر عندما أتوا يقارنونها بأقرانها، بصديقاتها جينفر، وماري وكاثرين، اللاتي يلعبن بالمال، بينما بالكاد هي تسدد إيجار منزلها، قتلتها المقارنة داخليا، ظلت تنزف دون أن يشعر بمعاناتها أحد، والأسوأ من المقارنة هو أن صديقاتها لم يعدن يتواصلن معها، اعتبرنها سيدة فاشلة لا تضيف لهن،
بعد فترة طلبت منها الشركة المنتجة للكتب الصوتية التي تسجلها، أن تأتي للمكتب للحصول على شيكها، نظرا لتزايد الإقبال على أعمالها من المكفوفين، وغيرهم لكنها رفضت،أصر المكتب دون جدوى،دهش مدير الشركة من موقف إلين، لأنه يدرك مدى حاجتها إلى المال،فنقل تجربتها إلى قناة “سي بي إس” التي أجرت مقابلة معه، أفصح فيها عن مدى نبلها على رؤوس الأشهاد، وفور أن عرض البرنامج, هطلت على إلين الهدايا والأموال، أحدهم أهداها منزلا.
وشركة سيارات شهيرة، أهدتها سيارة باهظة الثمن، وشركة ساعات سويسرية أهدتها ساعة فريدة مصممة خصيصا لها، ناهيك عن الشهرة التي حصلت عليها، عادت إليها صديقاتها نادمات،تحول عملها المجاني الصامت ، إلى بركان انفجر سعادة عليها وعلى كل من يؤمن بنبلها وسخائها.
عقود من الزمن مضت ،قدمت "إلين هانا" خدماتها لكل المكفوفين حول العالم، وقامت بتسجيل آلاف الكتب دون مقابل، لتنشر من خلال عملها النبيل هذا ثقافة التطوع والعطاء.
إلين هانا، السيدة التي تخطى عمرها الثمانين عاما قضت يوميا ومنذ عام 1963، تقضي ساعات بعد الانتهاء من عملها كمدرسة للرياضيات، بإحدى المدارس في تسجيل الكتب لضعاف البصر و المكفوفين من طلاب الجامعات والمدارس والراغبين في التعلم والمعرفة، وكان ذلك بعد انضمامها إلى منظمة*Learning Ally*غير الهادفة للربح، والتي تعمل على تسجيل جميع أنواع الكتب عبر متطوعين.
انه العمل الطيب، الخيّر و النبيل، الذي تحدث عنها، ودلّ الناس عليها، فحينما رفضت المقابل المادي على عملها المجهد، وهي بأمس الحاجة اليه اتصفت بالغباء، لم يفقهوا معنى عطائها النابع من ذاتها النبيلة وقيمها الرائعه ،لم يستلذوا بشعور السعادة حين العطاء.
كم "الين هانا" بيننا يعملن بصمت وعملهن من تحدث عنهم!
دمتم بود ،،،