· سهام السعودي - الخزّافة التي حوّلت الطين الى قصائد تقديم - ايمان البستاني
Iman Alboustani
·
سهام السعودي - الخزّافة التي حوّلت الطين الى قصائد
تقديم - ايمان البستاني
ولدت الفنانة العراقية سهام السعودي ( خزافة العراق) في بغداد عام ١٩٤١ وبدأت رحلة حلمها في بيت يشغله الفن، بشكل او باخر، و تهتم به ....و عبرت في مدارج حلمها، حتى بلغت قسم السيراميك في اكاديمية الفنون الجميلة ....لتتخرج بشهادة بكالوريوس عام ١٩٦٧، وهي تمتلك العدة والقدرة على صنع اشكال جديدة .....و مضت تعلم و تتعلم ....كانت رحلتها الى ايطاليا و عودتها منها بدبلوم في فن الخزف استمرارا لحلم لا ينتهي.
سهام السعودي في الوظيفة كانت مدرّسة فن ....و في الحياة الفنية كانت فنانة سيراميك من الطراز الاول ....كانت سيدة متزوجة ولها ولدان ....تتعامل مع ابنائها بروح من الصداقة لانه الاسلوب الكفيل بتكوين شخصيتهم على افضل اسس التربية الحديثة الصحية لبناء انسان معتدل مستقل ناجح..
ان فن الفخار دون شك، يرتبط بالخامة الاساسية وعلى الفنان مهما تطرق و جرب الا يخرج على القواعد المتعارف عليها، ولكن اليس هذا هو المنطق المعاكس للابداع ؟ فالفنانة سهام السعودي صاحبة الخبرة الممتازة تدرك ان عليها ان تقدم فناً يوازي تطور فن الرسم اولاً و قبل كل شيء ان تخرج فن الفخار من حدوده الساكنة لهذا نجحت في اعطاء نتيجة جديدة لفن الخزف عامة ولدى الشباب بشكل خاص.
ثم لم لا نربط هذا الاستعمال للمادة، الطين هو الطين تلك المادة الطيعة للاستسلام، مادة حسية ذات خواص مطواعة ولكنه يتطلب تنظيفها من الشوائب والاملاح وهذا ما قامت به الفنانة السعودي بحرية و دون خوف لانها قد خططت لتوظيف عملها خارج حدود التقليد، صحيح انها قدمت عشرات القطع الكلاسيكية; اواني، قدور محورة، مزهريات.... الخ ولكنهالا تكتسب اهميتها لهذا السبب انما في خروجها على هذه القواعد الحرفية فهذا الخروج يؤدي باعمالها الى مجال اوسع واكثر رحابة، فهي تارة تجمل من عملها فكرة واحيانا موقف جمالي، فاذا تأملنا افكارها فانها لن تحددنا في مجال واحد، انها تارة تاخذ من التراث شكله او معناه، و تارة تحور التراث الى شكل معاصر، و في اتجاه اخر نستفيد من الفن المعاصر فمعظم قطعها المستطيلة لا تنتمي الى فن واحد، فهي قطعة نحت وهي لوحة رسم وهي اخيراً نموذج جديد لفن الخزف الذي يحمل دلالة جمالية او فكرية، فضلاً عن دلالة الخزف المتعارف عليه .
ثمة شيء اخر لابد من ذكره، و هو خاصية الفرح او الاحتفال المتجسدة في اعمالها، فمعرضها الذي اقامته على قاعة المتحف الوطني عام ١٩٧٦، يشذ عن عشرات المعارض بل و حتى عن معارض الرسم بهذه الخاصية الفريدة : في معرضها الجديد لفن الخزف ، تكشف سهام السعودي عن بدايات لاسلوبها الفني الخاص , فاذا تذكرنا معرضها الاول، واجرينا مقارنة بينه و بين نتاجها الجديد، فان سهام السعودي تكون قد تجاوزت المرحلة التجريبية الى مرخلة اكثر تكاملاً واكثر ثقة بالنفس،.
حملت تجربتها الفريدة ابنة سومر و اول حضارة في التاريخ للعالم في المعارض العديدة خارج البلد و داخله و هي تتباهى بالطين العراقي الحر النقي الذي لا تزيد نسبة شوائبه عن ١ % في حين النسبة هذه تجدها عالية في الطين الاوربي.
من معارضها العديدة:
المعرض الشخصي الاول - كركوك ١٩٧١
اغلب معارض جمعية الفنانين العراقيين
معرض الفن العراقي المعاصر - نادي الاعلام ١٩٧١
معرض الفن العراقي المعاصر -في الكويت ١٩٧١
المعرض المتنقل للفن العراقي المعاصر في اوربا ١٩٧٢
معرض لايبزك الدولي لسنة ١٩٧٠ و ١٩٧١
تخصصت السعودي بفن الجداريات باحجام مختلفة، جمعت فيها اصالة الحياة البغدادية بالوانها الطبيعية وابعادها القومية من الحرف العربي الاصيل واللمسات الفنية المستمدة من تراثنا العريق.
توفيت رحمها الله بسبب تعرضها لأزمة ربو واختناق ادت الى وفاتها حيث أسلمت روحها الطاهرة لبارئها عز وجل يوم 18/2/1994.
المقال معروض على المواقع ادناه
http://www.alhakikanews.com/index.php/permalink/44625.html
https://www.algardenia.com/asmafealtareck/22112-2016-03-02-16-13-24.html
·
سهام السعودي - الخزّافة التي حوّلت الطين الى قصائد
تقديم - ايمان البستاني
ولدت الفنانة العراقية سهام السعودي ( خزافة العراق) في بغداد عام ١٩٤١ وبدأت رحلة حلمها في بيت يشغله الفن، بشكل او باخر، و تهتم به ....و عبرت في مدارج حلمها، حتى بلغت قسم السيراميك في اكاديمية الفنون الجميلة ....لتتخرج بشهادة بكالوريوس عام ١٩٦٧، وهي تمتلك العدة والقدرة على صنع اشكال جديدة .....و مضت تعلم و تتعلم ....كانت رحلتها الى ايطاليا و عودتها منها بدبلوم في فن الخزف استمرارا لحلم لا ينتهي.
سهام السعودي في الوظيفة كانت مدرّسة فن ....و في الحياة الفنية كانت فنانة سيراميك من الطراز الاول ....كانت سيدة متزوجة ولها ولدان ....تتعامل مع ابنائها بروح من الصداقة لانه الاسلوب الكفيل بتكوين شخصيتهم على افضل اسس التربية الحديثة الصحية لبناء انسان معتدل مستقل ناجح..
ان فن الفخار دون شك، يرتبط بالخامة الاساسية وعلى الفنان مهما تطرق و جرب الا يخرج على القواعد المتعارف عليها، ولكن اليس هذا هو المنطق المعاكس للابداع ؟ فالفنانة سهام السعودي صاحبة الخبرة الممتازة تدرك ان عليها ان تقدم فناً يوازي تطور فن الرسم اولاً و قبل كل شيء ان تخرج فن الفخار من حدوده الساكنة لهذا نجحت في اعطاء نتيجة جديدة لفن الخزف عامة ولدى الشباب بشكل خاص.
ثم لم لا نربط هذا الاستعمال للمادة، الطين هو الطين تلك المادة الطيعة للاستسلام، مادة حسية ذات خواص مطواعة ولكنه يتطلب تنظيفها من الشوائب والاملاح وهذا ما قامت به الفنانة السعودي بحرية و دون خوف لانها قد خططت لتوظيف عملها خارج حدود التقليد، صحيح انها قدمت عشرات القطع الكلاسيكية; اواني، قدور محورة، مزهريات.... الخ ولكنهالا تكتسب اهميتها لهذا السبب انما في خروجها على هذه القواعد الحرفية فهذا الخروج يؤدي باعمالها الى مجال اوسع واكثر رحابة، فهي تارة تجمل من عملها فكرة واحيانا موقف جمالي، فاذا تأملنا افكارها فانها لن تحددنا في مجال واحد، انها تارة تاخذ من التراث شكله او معناه، و تارة تحور التراث الى شكل معاصر، و في اتجاه اخر نستفيد من الفن المعاصر فمعظم قطعها المستطيلة لا تنتمي الى فن واحد، فهي قطعة نحت وهي لوحة رسم وهي اخيراً نموذج جديد لفن الخزف الذي يحمل دلالة جمالية او فكرية، فضلاً عن دلالة الخزف المتعارف عليه .
ثمة شيء اخر لابد من ذكره، و هو خاصية الفرح او الاحتفال المتجسدة في اعمالها، فمعرضها الذي اقامته على قاعة المتحف الوطني عام ١٩٧٦، يشذ عن عشرات المعارض بل و حتى عن معارض الرسم بهذه الخاصية الفريدة : في معرضها الجديد لفن الخزف ، تكشف سهام السعودي عن بدايات لاسلوبها الفني الخاص , فاذا تذكرنا معرضها الاول، واجرينا مقارنة بينه و بين نتاجها الجديد، فان سهام السعودي تكون قد تجاوزت المرحلة التجريبية الى مرخلة اكثر تكاملاً واكثر ثقة بالنفس،.
حملت تجربتها الفريدة ابنة سومر و اول حضارة في التاريخ للعالم في المعارض العديدة خارج البلد و داخله و هي تتباهى بالطين العراقي الحر النقي الذي لا تزيد نسبة شوائبه عن ١ % في حين النسبة هذه تجدها عالية في الطين الاوربي.
من معارضها العديدة:
المعرض الشخصي الاول - كركوك ١٩٧١
اغلب معارض جمعية الفنانين العراقيين
معرض الفن العراقي المعاصر - نادي الاعلام ١٩٧١
معرض الفن العراقي المعاصر -في الكويت ١٩٧١
المعرض المتنقل للفن العراقي المعاصر في اوربا ١٩٧٢
معرض لايبزك الدولي لسنة ١٩٧٠ و ١٩٧١
تخصصت السعودي بفن الجداريات باحجام مختلفة، جمعت فيها اصالة الحياة البغدادية بالوانها الطبيعية وابعادها القومية من الحرف العربي الاصيل واللمسات الفنية المستمدة من تراثنا العريق.
توفيت رحمها الله بسبب تعرضها لأزمة ربو واختناق ادت الى وفاتها حيث أسلمت روحها الطاهرة لبارئها عز وجل يوم 18/2/1994.
المقال معروض على المواقع ادناه
http://www.alhakikanews.com/index.php/permalink/44625.html
https://www.algardenia.com/asmafealtareck/22112-2016-03-02-16-13-24.html