أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

شاهيناز الفقي سعدية فتاة المصنع والحب الأول

شاهيناز الفقي

سعدية فتاة المصنع والحب الأول
تحل ذكرى العندليب ملك الرومانسية و اللي علمتنا أغنياته معنى الحب، من أول ما غنى أغنية خايف احب و عارف ليه انا قلبي خايف و لما استسلم بأمر الحب و في الأخر ياعيني بعد المرمطة و البهدلة غنى بدموع عينيه أغنية جبار، وعلى رأي المثل باب النجار مخلع .
كل قصص الحب في حياة عبد الحليم فشلت، و طبعا كلنا سمعنا عن حبه لسعاد حسني، و لزبيدة ثروت لما اتقدم لها و ابوها رفض، و في مداخلة هاتفية لزبيدة ثروت في ذكرى عبد الحليم من كام سنه كانوا بيسألوها عن فيلم يوم من عمري و أغنية بأمر الحب ضحكت وقالت انا حبيت عبد الحليم من الاغنية دي.
أنا هاحكي لكم عن تجربة يمكن كتير مننا ما سمعش عنها قبل كده، و هي أول قصة حب في حياة عبد الحليم ، وعبد الحليم اتكلم عنها وكتبها بنفسه في مجلة أهل الفن تحت عنوان قصة حبي.
بيقول انه كان وقتها طالب في معهد الموسيقى و كان بيروح المعهد بالترام ، في يوم شاف بنت قاعدة قدامه عينيها خضرا وجميلة لكن اللي لفت نظره فيها مش جمالها هو شاف فيها جمال الروح، بقى كل يوم يركب معاها الترام يزيد حبه و شوقه ليها و يسهر الليل مع قيثارته (الآلة اللي كان بيدرسها في المعهد) و هات يا دموع و شوق ولهفة و طبعا انتوا متخيلين عبد الحليم وهو شاب وبيحب و متشحتف اكيد هيبقى عامل ازاي، و ماكانش لسه مصطلح السهوكة طلع فكانوا بيقولوا حبيب وهى بالمناسبة كلمة الطف.
عبد الحليم مش عارف سر انجذابه للبنت هو حتى ما اتكلمش معاها بس كان عنده شعور إن الحب استعبده و خطف قلبه لكن ما كانش عنده الجرأة انه يكلمها المهم عبده قرر يكتب لها جواب يقولها فيه إنه بيحبها و يسألها إذا كانت بتحبه، و فعلا كتب لها جواب جميل و رومانسي جدًا و ختم الجواب بجملة رائعة بيقول
"انني عشت عمري أبحث عن حب أصنعه وأنا الأن قد صنعت هذا الحب هل أستطيع وبلا مقابل أن أبيعك إياه ولك قلبي "
ايه العظمة دي و الرومانسية الراقيه والرقة في التعبير، قبل محطته ادالها الجواب كان خايف تصده أو توبخه و تلم الناس عليه نزل بسرعة، و تابع الترام وهي فيه و كل أمله يشوفها تاني يوم و تقوله انها بتحبه، لكن للأسف ما جتش و أيام كتير مرت وهو بينتظرها وشويه ياخده اليأس ويجيبه الأمل فضل على الحال ده سنتين بالتمام و الكمال.
بيقول عبد الحليم( مرت الايام و لم تكن من عمري في شئ)، انا عايش و مش عايش على رأي عمرو دياب بس بلغة زمان ، سنتين مروا عليه وهو في كرب لحد في يوم بعد ما نزل من الترام بيبص لقاها قاعدة في نفس مكانها المعتاد جري ورا الترام و لحقه بالعافية و قعد جنبها و قالها حمد الله ع السلامة و طبعا الشجاعة دي ما جتش من فراغ ده من العذاب اللي شافه في بُعدها.
قالها سنتين بحالهم غايبة قالت له كنت في البلد،اتكلم معاها وعرف انها بتركب الترام ده لانها بتشتغل في مصنع قريب وانها السنتين اللي فاتوا كانت في بلدها طنطا عند قرايب ليها بس ما استريحتش عندهم عشان كده رجعت، سألها عبد الحليم على الجواب كان فاكر أنها نسيته أو ما قريتوش ، قالها فاكرة الجواب ردت عليه و قالت وهى دي حاجة تتنسي و مدت له أيدها بالجواب، حكت له أنها ما بتعرفش تقرا ولا تكتب و أن اللي قرالها الجواب الباشكاتب اللي عندها في المصنع، سألها عبد الحليم ليه ما ردتش على الجواب كان عاوز يعرف شعورها قالت له ببساطه جملتين حلوين قوي:
"يا سيدنا الافندي أنا فين وانت فين.. أنت أفندي متعلم وبتكتب كلام حلو وأنا بنت شغالة في مصنع أروح انا فين من قلبك"
قالها انتي في قلبي يا ... قالت له سعدية
عبد الحليم سألها إذا كانت بتحبه سعدية ما ردتش دخلت المصنع اللي بتشتغل فيه، هو فضل مستنيها طول اليوم تخرج و لما اتأخرت راح لراجل قاعد على مكتب جنب باب المصنع و سأله عنها و اتفاجأ إن الراجل عارفه و بيسأله انت عبده افندي، عرف بعد كده إن ده حمدي افندي الباشكاتب اللي قرا الجواب لسعدية ، وعرف ان سعدية سافرت طنطا و مش هترجع عشان ما تقابلوش تاني ، وإن حمدي افندي هو اللي نصحها بكده عشان خايف عليها ، عبد الحليم بطريقته الجميلة قال للراجل "ليه مش حرام عليك" حمدي افندي كان راجل عاقل و كبير وفاهم قاله
"يا ابني الحب من غير أمل وفيه فوارق كتير مش ممكن يعيش.. هى لو سافرت هتنساك بعد سنين لأنها بتحبك.. لكن لو انت نسيتها ممكن تموتها.. انت ما تعرفش يعني ايه أول حب في قلب بنت زي دي"
عبد الحليم بيقول انه يومها بكى ودموعه نزلت وكان حاسس إن هى كمان بتبكي، وإن دموعهم التقت بدون فوارق ولا ناس ولا حمدي أفندي.. الدموع دي كانت دموع أول حب في حياة عبد الحليم حافظ.. وطلعه على عينينا بعد كده وبكانا كلنا، بيقول سعدية كانت اول حب في حياتي إنما أنا متأكد إني الأول والأخير في حياتها.
#شاهيناز_الفقي
image
image
 0  0  318