×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

"طب الحروب" وازمة كورونا كوفيد 19 مستشارة قانونية تهاني العبيدلي الشمري

"
طب الحروب" وازمة كورونا كوفيد 19
مستشارة قانونية تهاني العبيدلي الشمري

ايا كان فيروس كورونا (كوفيد 19) نوع من الفيروسات او هو غاز السارين Sarin السلاح الجرثومي الفتاك المتحول من سائل الى رذاذ على الارض مفعوله ٣- ٤ أشهر الى حين ينتهي تركيزه وينتهي فقد حصد الكثيرين من ارواح البشر بطريقة مباشرة بتعرض الشخص وإصابته او بمخالطة شخص مصاب وما نحن بصدده في هذا المقال هو مقدار التضحية بأرواح البشر ومتى يصبح الطبيب أمام خيارين لجسدين ممددين على سريرين يعيشان على التنفس الصناعي أحدهما مسن كبير والآخر شاب في مقتبل العمر وعلى الطبيب وقف جهاز التنفس الصناعي لحاجته الملحة لحالة طارئة فأيهما أحق بالعيش و كيفية الاختيار وبناء على ماذا يتم الاختيار اى النظريات العلمية ام العدالة ام العاطفة ام حقوق الانسان في العيش ام ماذا؟ قد يقول شخص الشاب أولى بالعيش من الكهل الطاعن في السن ولكنه شاب متهور لا مستقبل يفيد البشرية فيه والكهل هو دكتور فاضل يدرس في الجامعة ويخرج أجيال ولنصعبها قليلا لو كان الطبيب الذي عليه ان يختار ليعيش شخص واحد فقط لشاب لديه اسرة مكونة من زوجة وطفلين في مقتبل العمر وبين رجل طاعن في السن ويعاني من الأمراض ولكنه والد الطبيب الذي عليه ان يختار بينهما فكيف سيكون الاختيار ؟
انها معضلة إنسانية واخلاقية سيعيشها الطبيب طوال حياته مؤنبا نفسه يتآكله الضمير وان تمسك بمبرر شرعي انه مجاز من الدولة للموت الرحيم لهذا وذاك هل وكلنا ملاك الموت لنقتص من هذا وهذاك و ايضا هي معضلة وأزمة سياسية مجتمعية مشروعه بقانون ولوائح ينظمها وصادرة من الدولة
و"طب الحروب " يطبق في الحروب كما في الحربين الاولى والثانية فالمصاب الذي فقد احد أعضاءه يضحى به كونه اصبح عالة وحمل ثقيل على الجيش وعلى الأطباء الذين يتولون رعاية الجرحى في الحرب فكثير من البشر تم التضحية بهم في الأزمات والحروب ولا يتم التطرق اليها وان تم التطرق فيكون بتحفظ بالغ فهي فضيحة اخلاقية سياسية دينية مجتمعية إنسانية بكل المقاييس وتفضح الجانب الهمجي للإنسان التي كان عليها في العصور البدائية من البقاء للأقوى حتى ان الكثيرين يستشهدون برحمة الحيوانات التي تفوقت على رحمة البشر لبعضهم البعض في كثير من المواقف الموثقة بتسجيلات مرئية.
فيروس كورونا الذي أقتحمنا على حين خلق الكثير من الظروف الاستثنائية منها ما هو منطقي و مقبول ومنها ما هو منطقي ولكن غير مقبول ومنها ماهو لا منطقي ومستحيل ان يكون مقبولا وهو الخيار بين من يجب علاجه ومن يستحسن معالجته ومن يبقى حيا يواجه مصيره المحتوم بلا رعاية طبية كم هو صعب وأمر جلل ان ترضخ وتقبل بموت إنسان مقابل منح فرصة لشخص افضل منه بمنظور ضيق وقاصر تحكمه المصلحة ، ان فيروس كورونا شجع الأنانية في سياسات بعض الدول وتجرأ بان فرض تلك الأنانية على سياسات بعض الدول وهادي بعض الدول التي صرحت بكل جرأة واستسلام بان انتهت الحلول البشرية وبقيت الحلول الإلهية كأمل أخير ومنها إيطاليا وأما المملكة المتحدة فقد دعت الناس لأن يوادعوا أحبابهم فمصيرههم المحتوم والمقدر بالموت قادم وماهي الا تواريخ قريبة لتوابيتهم التي اخذوا يجهزونها و يتم إبلاغ السلطات وحاليا الجيش هو المناط باستلام التوابيت ودفنها دون مراسم الدفان المعهودة وها هي بعض الدول العربية الذي اجتاحها الفيروس كورنا وصرحت باستسلامها وعدم مقدرتها على احتواء الفيروس فأدرجت من الدول الموبوءة وبعض الدول لازالت تخادع ولم تصرح بإعداد المصابين والوفيات على الرغم من تداول الشعب لفيديوهات يُبين حجم الكارثة فاضطرت معها الدول الى إيقاف الرحلات المغادرة والقادمة من تلك الدول الواهمة والكاذبة.
وبرغم التحليلات العلمية لتزايد الحالات المصابة بكورونا فما زال الوضع القائم ضبابيا وغير واضح فالسيناريوهات تقدم توجهين اما بازدياد الحالات بصورة معقولة وواقعية ومن ثم انحسارها وتوجه بتطرف ازدياد الحالات وهو يعني انتشار الفيروس وعدم قدرة الدولة على احتواءه وهاهي الصين تقدم خدماتها وخبراتها في كيفية التعقيم وطرق احتواء الفيروس وأساليب حماية الناس من الموت المحتوم فمحنة فيروس كورونا تتطلب التعاضد والتكاتف فيما بين الدول للقضاء على الفيروس وانقاذ البشرية .
image
 5  0  349