أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

الفنان طارق الخزاعي مؤرخا ...المسرح العسكري

Hamlet Ali


أخواتي وأخواني الفنانيين العراقيين والعرب : أكتب موضوع وتأريخ مؤسسة فنية وثقافية اصبح ملكا للتأريخ لما له من أهمية في ذاكرة الأجيال العراقية وساهم في تأسيسه وأنطلاقه ونجاحه شباب رائعين كانت ثقافتهم وموهبتهم وفكرهم المتجدد أكبر من قادة الدولة والجيش وطنية وحبا وكانت فرصة فريدة أن يجتمعوا معا ليؤكدوا أبداعهم وحبهم للجيش والعراق وشعبه وعزائي هو قيادتهم الان لمؤسسات وجامعات فنية وثقافية ونيلهم شهادات عليا يفخر بها العراق ومؤساتهم ومنهم من أنطلق عربيا وعالميا في فضاء الفن والصورة والموسيقى والفكر الأنساني ومنح موهبته لتكون فرحا وعلما وأملا لطريق طويل حيث خلقت منه رمزا فنيا عاليا بغض النظر عن الزمن وحكامه فهي تبقى تجربة ذات بعد أنساني اضافت للحركة الفنية العراقية والعربية الكثير من الأنجازات ومن هنا أحي من ساهم وشارك في أقامة هذا الصرح الثقافي والفني الكبيربموهبته وحبه ونقائه وأعذر من كان جاهلا وساذجا وأنانيا غلب مصلحته وكسبه للمال ليهدم هذا الصرح العملاق الذي حضي بجمهور نادر وواسع ومؤثر بنتاجه .
أن من يضيف بالتعليق لهذه المقالة من منتسبي المسرح التي ضاقت الصفحات والذاكرة عن ذكرهم لهو خدمة للحقيقية لأن هناك من راسلني من دول عدة ليكتب دراسات عليا عن مسرح الحرب أو المسرح المقاتل أو المسرح العسكري لكونه ظاهرة نادرة ظهر في أمريكا وروسيا والصين وكوريا الشمالية والمانيا ودول عربية كمصر وسوريا وقد كلفت من بعض دول الخليج لأنشاء فرق مسرح لكني أعتذرت بحكم مشاغلي وأرتباطي بشركة عالمية مشهورة للأعلانات في السويد منذ 8 سنوات .
أمل أن أكون قد وفقت في قول الحقيقة والرد مكفول للجميع مادمنا نسعى الى منح تأريخ المسرح العسكري العراقي بما يليق به من سمعة حققها طيلة فترة تأسيسه التي أمتدت ثمانية سنوات .
طارق عبدالواحد الخزاعي
*** المسرح العسكري وتوهج موهوبيه في العالم ***
الحلقة الأولى
اليوم هو مرور 40 عاما على تاسيس المسرح العسكري العراقي الذي هز الوسط الفني الكسول مسرحيا وفنيا من عام 1980 وحتى عام 1990 حيث خلق بعقد من الزمن حركة فنية وثقافية وموسيقية قل نظيرها في مسارح العرب والعالم العسكرية من خلال أنجازاته الفنية والفكرية وظهور مبدعين في الساحة الفنية العراقية والعربية والعالمية لفترة تأريخية قصيرة كان ولازال له الأثر الفني بوجدان الشعب العراقي وشعوب العالم و رغم قلتهم فهم اضحوا نجوم تتلألأ بالتوهج والعطاء في كل بلد تحل فيه وهم المنطلقين من خيمة المسرح العسكري العراقي وقد كتبت عنه صحف عراقية وعربية وفرنسية بالذات .
من خلال مبادرة ورغبة من وزير الدفاع المرحوم عدنان خير الله وبمساندة من العقيد محمد يونس الأحمد وكلاهما محب للفن والثقافة وتطوير المقاتل ذهنيا وفكريا ليكون قدوة لشعبه ووطنه وجيشه وبحماس كبير من قبل المقاتل طارق عبدالواحد الخزاعي , اصدر أمرا بتأسيس المسرح العسكري ورشح النقيب خالد عبدالحميد الدوري آمر له وكان ضابط شعبة في التوجيه المعنوي وضابط دروع لاعلاقة له بفن أو ثقافة أو أنسان بقدر ماله علاقة بالدبابة التي قضى فيها من عمره عقد من الزمن وقد عانيت انا والمخرج وليد العبيدي من تدريبه على تقديم برنامج المجلة العسكرية وفشلنا الى حد الأستعانة بالمذيع بهجت عبدالواحد لتقديم البرنامج ومن ثم بذلنا الجهد الكبير معا لتدريبه فقد كان يتخوف ويتردد من الظهور أمام الكاميرا لكوننا نريد منح نكهة عسكرية للبرنامج ومن ثم وفقنا بذلك بعد تدريب مضني ولطيبته تم أختياره آمرا للمسرح معتمدين على خبرة وكفاءة المقاتل الفنان طارق عبدالواحد الخزاعي خريج معهد الفنون الجميلة- قسم المسرح - مديرا أدرايا ولكن المشكلة هي عدم وجود بناية تضم أكثر من مائة منتسب تم أختبارهم ونجاحهم من قبل لجنة شكلت قبل سنتين وأكثر برئاسة الفنان المسرحي سامي الحصناوي ولكن عزيمة المقاتل طارق الخزاعي أرشدته بالصدفة بعد بحث مضني لمناطق العاصمة بغداد الى مكان قرب جسر الصالحية كان مقرا لنادي نواب الضباط العراقيين وقبله كان نادي لضباط صف الجيش الأنكليزي ورغم قدمه فقد بذلنا جهدا أسثنائيا لنظافته ليكون صالحا ولو بشكل مؤقت وتمت الموافقة بعد فحصه على سحب المنتسبين له والمشكلة الأخرى هي عدم وجود غرفة جيدة تليق باأمرالمسرح الجديد لتكون مقرا لدوامه فتم صرف مبلغ رمزي من قبلي لتنظيف وترميم وصبغ الغرفة التي شارك معي في أنجاز تنظيفها المصور محمد نذير والأعلامي المقاتل عماد عبدالأمير و كانت مشجبا للسلاح واستراحة للحرس ومن ثم أقتنع الآمر بالدوام به وتم سحب الموهوبين من المقاتلين الجنود وضباط الصف للألتحاق به تباعا وتفاجأ المسحوبين للمسرح بأرتدائهم الملابس المدنية – اللون الرصاصي للبنطلون والقميص الأبيض – بدلا من الملابس العسكرية التي توحي بأننا جهاز أستخباري رغم عدم حمل السلاح للمنتسبين أطلاقا وراعيت درجة الأنضباط العسكري والخلقي لكل وجبة تلتحق بالمسرح .
من القول وللتأريخ أن الذين تم سحبهم هم من خيرة الموهوبين بالفطرة وممن أمتازوا بموهبة التمثيل والغناء والعزف الموسيقي حيث فتحت دورات لتعليمهم اصول الفن والتمثيل والموسيقى من قبل أصحاب الخبرة والشهادة فالموسيقار سليم سالم وهو خريج معهد الدراسات الموسيقية تولى رئاسة قسم الموسيقى ويساعده المقاتل فارس عودة السليم وقسم الديكور ترأسه المقاتل حسين غريب وهو فنان تشكيلي خريج معهد الفنون الجميلة يساعده الفنان المقاتل حسين كريم والفنان المقاتل نجم حيدر وصفاء محمد الذين كانا من خيرة مصممي الديكور في حين ترأس فرقة الفنون الشعبية الفنان المقاتل حسن سعدون ويساعده الفنان المقاتل فؤاد ذنون فيما ترأس قسم المسرح الفنان المقاتل طارق عبدالواحد ويساعده الفنان المقاتل محسن العلي في حين ترأس الشاعر المقاتل بشير العبودي قسم النصوص الشعرية والأدبية ويساعده الشاعر المقاتل أسعد الغريري ومن ثم الشاعر المقاتل كاظم السعدي وقسم الأزياء المسرحية والخياطة الذي يديره المقاتل عبدالرضا محمد ناصر بموهبة وكفاءة عالية الدقة ويساعده خياط وخياطة ونفذ كل تصميم الأزياء المسرحية بمهارة .
تم ألتحاق وجبة رائعة جدا من طلبة آكاديمية الفنون الجميلة بما فيهم فنانيين كبار لهم خبرة رائعة في المسرح والأذاعة والتلفزيون ومنهم الفنان : عبدالجبار كاظم وعماد بدن وصاحب نعمة وسامي محمود و سالم غرايبة و ريكاردوس يوسف ومحمود أبو العباس وعز الدين طابو وسعد هادي وأبراهيم التميمي وطه الويس ومحمود نجم وجسام فاضل وصلاح مونيكا وغيرهم وتم فتح دورات لصقل مواهب المقاتلين المتطوعين مع خريجي الأكاديمية عبر محاضرات وتمارين وتم فتح دورة للمبارزة وركوب الخيل لكافة منتسبي قسم المسرح مع فتيات خريجيات تم تعينهن ومنهم بشرى اسماعيل وثائرة عبدالجبار وأبتسام .
وقد أستعان بهم مخرجي المسلسلات التأريخية العربية والأسلامية بشكل دائم وبرز منهم ممثلين كبار وعملوا مع المخرج المصري الرائع صلاح أبو سيف والمخرج الأسباني : بنيتو رافائيل فرانشيسكو وأستعنت بالمنتخب العسكري للمبارزة في تنفيذ معارك فلم القادسية ومهما يقال عنه فهو فرصة جيدة للحصول على الخبرة الفنية من الكادر المصري.
بعد الدورات الفنية كان لابد لنا من تقديم أعمال فنية تليق بالمسرح العسكري الذي فكرنا بأن يكون متميزا عن باقي الفرق المسرحية للمواهب التي بدأت تنضج ثمارها وللكادر الذي يمتلك خبرة فنية تطورت بعد كل أنجاز بأدارة الفنانيين أنفسهم من المقاتلين الذين هم خريجي المعاهد والجامعات الفنية ولم يكن هناك تدخلا من دائرة التوجيه السياسي لعدم وجود أي ضابط مختص بعملنا أطلاقا بما في ذلك آمر المسرح المشغول ببرنامج المجلة العسكرية التلفزيوني , وقد كنت أحذر من قبل أن يفرض على من دائرة التوجيه المعنوي أحد الفنانين الكبار من المخرجيين سواء من أساتذتي في المعهد الذي تخرجت فيه بتفوق أو من الأكاديمية التي تربطني باأساتذتها رابطة حميمية ومع تلاميذها صداقة رائعة وكان حماس المخرج الأذاعي محسن العلي متوافقا مع تفكيري في عمل وأنتاج مسرحية متميزة بقدراتنا فقط لقربه أنذاك من الوسط الفني ومعرفته التامه بقدرات بعضهم , وكانت مسرحية : النائب العريف حسين أرخيص التي سافرت بنفسي الى محافظة الناصرية لجمع حوادثها وتفاصيل العملية التي فوجئت بأن الناس التي ساهمت أو شاهدت أحداثها من الذين بقوا قيد الحياة خائفين ومترددين جدا وكان يرافقني أبن الناصرية الفنان المخرج التلفزيوني أحمد فأرة الخزاعي ثم عدنا معا وتفرغت لكتابة حوادثها التي أعجبت المخرج محسن العلي ومن ثم الموسيقي سليم سالم والشاعر بشير العبودي وبدأت التحضيرات لكتابتها كنص أذاعي بأسم – نذر الكاع – أخرجه عبدالجبار سلمان باأبداع متميزوكتب أغانيه الخالدة بشير العبودي وألحانه المؤثرة سليم سالم وبصوت عذب للمطرب قيس محمد ومن ثم مسرحية حاول البعض الأستهانة بها بالبدء لكون المسرح العراقي لم يتعود على مشاهدة مسرحية بطلها عسكري وأجوائها عسكرية ومن ثم صفقوا لها بعد النجاح المفاجىء واذكر أن أكثر من عشرات النقود المسرحية كانت في صالحها .
image
 0  0  703