االمخرج محمد فرحان بعد تخويلنا ومناقشتنا مع الاخوه الاكاديميين صدر ما يلي الأمم المتحدة وتظاهرات تشرين في العراق لقاء في وثيقة أ.د.قاسم حسين صالح
الأمم المتحدة وتظاهرات تشرين في العراق
لقاء في وثيقة
أ.د.قاسم حسين صالح
تنويه
في (17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019) تم تحقيق لقاء بين وفد يضم متظاهرين من ساحة التحرير والنجف والناصرية وأكاديميين، وبين ممثلية الأمم المتحدة في العراق . جرى اللقاء في مبناها الواقع بالمنطقة الخضراء امتد لساعتين في حوار صريح .وبوصفنا رئيس الوفد فقد قدمنا ورقة طلبنا تقديمها الى السيد الأمين العام لتعتمد وثيقة تاريخية مقدمة من نخب عراقية تناشد الأمم المتحدة لممارسة دورها الآنساني النبيل أزاء ما يجري من احداث خطيرة في العراق.
*
السيدة ممثلة الأمم المتحدة في العراق جنين بلاسخارت المحترمة
جزيل الشكر لمنحنا فرصة اللقاء بأكبر منظمة عالمية مسؤولة عن امن وسلامة الشعوب وحقوق الانسان وحرية التظاهر والتعبير عن الرأي.
ان وفدنا هذا يحمل مناشدة انسانية تتلخص بإيقاف نزيف الدم في العراق. فما يحدث في بلدنا هو في حقيقته حرب لأنه لم يحصل في أي بلد نظامه ديمقراطي ان يبلغ عدد ضحايا التظاهرات اكثر من ثلاثمئة شهيدا واثني عشر الف مصابا استخدمت فيها القوات الامنية الحكومية الرصاص الحي والمطاطي وقنابل مسيلة للدموع قاتلة استهدفت رؤوس الشباب،من طرف ثالث ايضا باعتراف وزير الدفاع العراقي ،كان اخرها تفجيرات ساحة التحرير مساء( 15نوفمبر 2019 )راح ضحيتها خمسة شهداء واكثر من 160 مصابا ،فضلاً عن اختطاف واغتيال وتعذيب العشرات من الناشطات والناشطين .
اننا قلقون جدا ً من وقوع مجزرة كارثية لأسباب سياسية تتلخص بدستور كتب في اجواء غير صحية نفسياً واجتماعيا وسياسياً (2005) وولادة نظام محاصصي مشًوًه وفاشل في 2003، ولأسباب سايكولوجية اجتماعية نوجزها بالآتي :
1- ان العراقيين هم الشعب الوحيد بالمنطقة الذي خبر اقصى انواع العنف في السبعين سنة الاخيرة في ثلاثة حروب كارثية حمقاء (ايران, الكويت،اميركا )، ورابعة طائفية اوصلت الفرد العراقي الى ان يقتل الآخر لأسباب مخجلة وسخيفة، اقبحها انه يقتله لمجرد ان اسمه علي او عمر او رزكار .
2- ان الذين استلموا السلطة ( بالأحرى سلًمت لهم ) تحكمت بهم سايكولوجيا الضحية,بوصفهم ضحايا النظام الدكتاتوري لهم الأحقية في الاستفراد بالسلطة،فاعتبروا العراق غنيمة لهم وتقاسموا مؤسسات الدولة بين عوائلهم واقربائهم ,واشاعوا التعصب للهويات الفرعية التي حرّضت على الكراهية والحقد والانتقام والحروب القاتلة.
3- ان ما حصل في 1 اكتوبر / تشرين 2019 تفسّره نظرية سايكولوجيا الانسان المقهور. فعلى مدى ستة عشر عاما عانى الفرد العراقي الحرمان والاغتراب والأستهانة وهدر الكرامةوالشعور بانعدام وجود معنى للحياة والفقر.. فصار معبئا بالكبت لينفجر في حالة تشبه انفجار البركان في جبل.
4- وما يحصل تفسره ايضا نظرية صراع الآجيال,فجيل السلطة مرتبط بالماضي بعقائد وفكر دوغماتي ومنتج للأزمات ليشغل الناس عن التفكير ببؤس الحاضر، فيما جيل الشباب متطلع للمستقبل بعقل منفتح،وانهما جبلان لا يلتقيان.
السيدة الفاضلة :
ان العراقيين تظاهروا من عام 2007 وما بعده وقدموا الشهداء واوصلتهم السلطة الى حالة العجز ليتفاجئوا الان بجيل من الشباب والاحداث يطالبها بالإصلاح. والمشكلة ان احزاب السلطة لا يمكن ان تقوم هي بإصلاح نفسها والتضحية بامتيازاتها وما كسبته من ثروة فاحشة , ولن يصدّق احد من العراقيين ان تقوم الحكومة الحالية بإصلاحات جدية،وان غطرستها ستدفعها الى استخدام اقسى انواع العنف ضد من يحاول النيل من الذين يعتبرهم المتظاهرون هم المسؤولون عن اذلال وهدر كرامة الناس وما اصاب الوطن من خراب وايصال اكثر من سبعة ملايين عراقي الى ما دون مستوى خط الفقر، وهدر ونهب مليارات الدولارات تكفي لبناء دولة خرجت من حرب كارثية.
وعليه فأن الطريق الأفضل للإصلاح والذي يجنب سفك الدماء يبدأ بتعديل قانون الانتخابات وتعيين مفوضية مستقلة واصدار قانون جديد للأحزاب واجراء انتخابات تعتمد مبدأ الانتخاب المباشر من الشعب لرئيس السلطة التنفيذية (رئيس الجمهورية او رئيس مجلس الوزراء) وتحديد مدة زمنية مناسبة لتعديل الدستور تكون تحت اشراف الامم المتحدة .
ان التظاهرات اتسعت لتشكل حركة احتجاج عامة تمثل مختلف الشرائح الاجتماعية ،اثبت الشباب فيها انهم يمتلكون وعيا احتجاجيا وانهم اصبحوا اكثر قدرة على تحقيق اهدافهم بحصولهم على دعم المرجعية في النجف بتصريحها الأخير بان (الحكومة انما تستمد شرعيتها من الشعب وليس هناك من يمنحها الشرعية غيره) وان العراق لن يكون بعد الاحتجاجات كما كان قبله.
السيدة ممثلة الامم المتحدة:
بوصفي سيكولوجست مؤلف لأربعين كتابا،واحد ابرز خمسة سيكولوجيين عرب فائزين بجائزة الراسخون في العلوم النفسية، فإننا نشير الى ان ما يحصل الان ناجم في احد اسبابه الى ضعف النظام الديمقراطي والجهل بقوانين علم النفس وطرائق تسيير الجماهير..وننبه الى حقيقة سيكولوجية اجتماعية هي ان العقل في التظاهرات الجماهيرية يتراجع لصالح الانفعال.
ونظرا الى ان المتظاهرين لم يحصلوا من الحكومة على تحقيق اي اصلاح عملي برغم ما قدموه من تضحيات،وانها تراهن على الملل وامطار الشتاء والاستمرار في استخدام القوة مقابل اصرار المتظاهرين على ديمومة التظاهرات المدعوم بتأييد المرجعية والمنظمات الدولية،فان التصعيد قد يحصل في اية لحظة يندفع فيها الشباب والمراهقون نحو الخضراء،لتتولى حمايات المسؤولين تصفية من بقي منهم..وبتنبهنا هذا فان الامم المتحدة ستكون مسؤولة بعد ايصال رسالتنا هذه اليها.
ان وفدنا هذا على يقين بأن مجيء حكومة كفاءات في انتخابات ديمقراطية ستجعل العراق بلداً يضاهي اليابان،لأنه ينفرد بامتلاكه ثلاث ثروات : تحت الارض وفوقها وفي العقول..ونتطلع الى ان يكون للأمم المتحدة دور فاعل في تحقيق هذا الحلم العراقي والدولي ايضا.
نرجو من جنابك الكريم ايصال ورقتنا هذه الى الأمين العام للأمم المتحدة، وان تقوم بإجراءات تعيد للدعم الدولي هيبته.
وقد حدد المشاركون عددا من مطالب المتظاهرين تلخص اهمها باقالة او استقالة الحكومة الحالية،وتشكيل حكومة كفاءات من المستقلين،ومحاكمة الجناة والقناصين، وتحسين العلاقة بين الأمم المتحدة والمتظاهرين يعيد الثقة بها مع الشارع العراقي.
من جانبها،اكدت الأمم المتحدة وقوفها مع المتظاهرين السلميين،وادانتها الانتهاكات والقتل وعمليات الاختطاف والتعذيب،وأنها دعت الحكومة العراقية وجهات اخرى فاعلة لأحترام حقوق الأنسان التي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة ،ونبهتها ان من واجبها اجراء تحقيق شفاف في قتل المتظاهرين السلميين،معترفا بأن ألأمم المتحدة لا تملك تفويضا يجبر السلطات العراقية لتنفيذ ما تطلبه..مضيفا بأن الأمم المتحدة تساهم الآن في تعديل القوانين العراقية مستعينة بخبراء دوليين في كتابة الدساتير وقوانين الانتخابات،وستبذل كل جهودها لتحقيق نظام ديمقراطي يحترم حقوق الانسان.
وانتهى اللقاء بالموافقة على اصدار هذه الوثيقة التي حملت اسماء موقعيها من المتظاهرين الشباب والأكاديميين.
17 تشرين ثاني / نوفمبر /2019
لقاء في وثيقة
أ.د.قاسم حسين صالح
تنويه
في (17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019) تم تحقيق لقاء بين وفد يضم متظاهرين من ساحة التحرير والنجف والناصرية وأكاديميين، وبين ممثلية الأمم المتحدة في العراق . جرى اللقاء في مبناها الواقع بالمنطقة الخضراء امتد لساعتين في حوار صريح .وبوصفنا رئيس الوفد فقد قدمنا ورقة طلبنا تقديمها الى السيد الأمين العام لتعتمد وثيقة تاريخية مقدمة من نخب عراقية تناشد الأمم المتحدة لممارسة دورها الآنساني النبيل أزاء ما يجري من احداث خطيرة في العراق.
*
السيدة ممثلة الأمم المتحدة في العراق جنين بلاسخارت المحترمة
جزيل الشكر لمنحنا فرصة اللقاء بأكبر منظمة عالمية مسؤولة عن امن وسلامة الشعوب وحقوق الانسان وحرية التظاهر والتعبير عن الرأي.
ان وفدنا هذا يحمل مناشدة انسانية تتلخص بإيقاف نزيف الدم في العراق. فما يحدث في بلدنا هو في حقيقته حرب لأنه لم يحصل في أي بلد نظامه ديمقراطي ان يبلغ عدد ضحايا التظاهرات اكثر من ثلاثمئة شهيدا واثني عشر الف مصابا استخدمت فيها القوات الامنية الحكومية الرصاص الحي والمطاطي وقنابل مسيلة للدموع قاتلة استهدفت رؤوس الشباب،من طرف ثالث ايضا باعتراف وزير الدفاع العراقي ،كان اخرها تفجيرات ساحة التحرير مساء( 15نوفمبر 2019 )راح ضحيتها خمسة شهداء واكثر من 160 مصابا ،فضلاً عن اختطاف واغتيال وتعذيب العشرات من الناشطات والناشطين .
اننا قلقون جدا ً من وقوع مجزرة كارثية لأسباب سياسية تتلخص بدستور كتب في اجواء غير صحية نفسياً واجتماعيا وسياسياً (2005) وولادة نظام محاصصي مشًوًه وفاشل في 2003، ولأسباب سايكولوجية اجتماعية نوجزها بالآتي :
1- ان العراقيين هم الشعب الوحيد بالمنطقة الذي خبر اقصى انواع العنف في السبعين سنة الاخيرة في ثلاثة حروب كارثية حمقاء (ايران, الكويت،اميركا )، ورابعة طائفية اوصلت الفرد العراقي الى ان يقتل الآخر لأسباب مخجلة وسخيفة، اقبحها انه يقتله لمجرد ان اسمه علي او عمر او رزكار .
2- ان الذين استلموا السلطة ( بالأحرى سلًمت لهم ) تحكمت بهم سايكولوجيا الضحية,بوصفهم ضحايا النظام الدكتاتوري لهم الأحقية في الاستفراد بالسلطة،فاعتبروا العراق غنيمة لهم وتقاسموا مؤسسات الدولة بين عوائلهم واقربائهم ,واشاعوا التعصب للهويات الفرعية التي حرّضت على الكراهية والحقد والانتقام والحروب القاتلة.
3- ان ما حصل في 1 اكتوبر / تشرين 2019 تفسّره نظرية سايكولوجيا الانسان المقهور. فعلى مدى ستة عشر عاما عانى الفرد العراقي الحرمان والاغتراب والأستهانة وهدر الكرامةوالشعور بانعدام وجود معنى للحياة والفقر.. فصار معبئا بالكبت لينفجر في حالة تشبه انفجار البركان في جبل.
4- وما يحصل تفسره ايضا نظرية صراع الآجيال,فجيل السلطة مرتبط بالماضي بعقائد وفكر دوغماتي ومنتج للأزمات ليشغل الناس عن التفكير ببؤس الحاضر، فيما جيل الشباب متطلع للمستقبل بعقل منفتح،وانهما جبلان لا يلتقيان.
السيدة الفاضلة :
ان العراقيين تظاهروا من عام 2007 وما بعده وقدموا الشهداء واوصلتهم السلطة الى حالة العجز ليتفاجئوا الان بجيل من الشباب والاحداث يطالبها بالإصلاح. والمشكلة ان احزاب السلطة لا يمكن ان تقوم هي بإصلاح نفسها والتضحية بامتيازاتها وما كسبته من ثروة فاحشة , ولن يصدّق احد من العراقيين ان تقوم الحكومة الحالية بإصلاحات جدية،وان غطرستها ستدفعها الى استخدام اقسى انواع العنف ضد من يحاول النيل من الذين يعتبرهم المتظاهرون هم المسؤولون عن اذلال وهدر كرامة الناس وما اصاب الوطن من خراب وايصال اكثر من سبعة ملايين عراقي الى ما دون مستوى خط الفقر، وهدر ونهب مليارات الدولارات تكفي لبناء دولة خرجت من حرب كارثية.
وعليه فأن الطريق الأفضل للإصلاح والذي يجنب سفك الدماء يبدأ بتعديل قانون الانتخابات وتعيين مفوضية مستقلة واصدار قانون جديد للأحزاب واجراء انتخابات تعتمد مبدأ الانتخاب المباشر من الشعب لرئيس السلطة التنفيذية (رئيس الجمهورية او رئيس مجلس الوزراء) وتحديد مدة زمنية مناسبة لتعديل الدستور تكون تحت اشراف الامم المتحدة .
ان التظاهرات اتسعت لتشكل حركة احتجاج عامة تمثل مختلف الشرائح الاجتماعية ،اثبت الشباب فيها انهم يمتلكون وعيا احتجاجيا وانهم اصبحوا اكثر قدرة على تحقيق اهدافهم بحصولهم على دعم المرجعية في النجف بتصريحها الأخير بان (الحكومة انما تستمد شرعيتها من الشعب وليس هناك من يمنحها الشرعية غيره) وان العراق لن يكون بعد الاحتجاجات كما كان قبله.
السيدة ممثلة الامم المتحدة:
بوصفي سيكولوجست مؤلف لأربعين كتابا،واحد ابرز خمسة سيكولوجيين عرب فائزين بجائزة الراسخون في العلوم النفسية، فإننا نشير الى ان ما يحصل الان ناجم في احد اسبابه الى ضعف النظام الديمقراطي والجهل بقوانين علم النفس وطرائق تسيير الجماهير..وننبه الى حقيقة سيكولوجية اجتماعية هي ان العقل في التظاهرات الجماهيرية يتراجع لصالح الانفعال.
ونظرا الى ان المتظاهرين لم يحصلوا من الحكومة على تحقيق اي اصلاح عملي برغم ما قدموه من تضحيات،وانها تراهن على الملل وامطار الشتاء والاستمرار في استخدام القوة مقابل اصرار المتظاهرين على ديمومة التظاهرات المدعوم بتأييد المرجعية والمنظمات الدولية،فان التصعيد قد يحصل في اية لحظة يندفع فيها الشباب والمراهقون نحو الخضراء،لتتولى حمايات المسؤولين تصفية من بقي منهم..وبتنبهنا هذا فان الامم المتحدة ستكون مسؤولة بعد ايصال رسالتنا هذه اليها.
ان وفدنا هذا على يقين بأن مجيء حكومة كفاءات في انتخابات ديمقراطية ستجعل العراق بلداً يضاهي اليابان،لأنه ينفرد بامتلاكه ثلاث ثروات : تحت الارض وفوقها وفي العقول..ونتطلع الى ان يكون للأمم المتحدة دور فاعل في تحقيق هذا الحلم العراقي والدولي ايضا.
نرجو من جنابك الكريم ايصال ورقتنا هذه الى الأمين العام للأمم المتحدة، وان تقوم بإجراءات تعيد للدعم الدولي هيبته.
وقد حدد المشاركون عددا من مطالب المتظاهرين تلخص اهمها باقالة او استقالة الحكومة الحالية،وتشكيل حكومة كفاءات من المستقلين،ومحاكمة الجناة والقناصين، وتحسين العلاقة بين الأمم المتحدة والمتظاهرين يعيد الثقة بها مع الشارع العراقي.
من جانبها،اكدت الأمم المتحدة وقوفها مع المتظاهرين السلميين،وادانتها الانتهاكات والقتل وعمليات الاختطاف والتعذيب،وأنها دعت الحكومة العراقية وجهات اخرى فاعلة لأحترام حقوق الأنسان التي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة ،ونبهتها ان من واجبها اجراء تحقيق شفاف في قتل المتظاهرين السلميين،معترفا بأن ألأمم المتحدة لا تملك تفويضا يجبر السلطات العراقية لتنفيذ ما تطلبه..مضيفا بأن الأمم المتحدة تساهم الآن في تعديل القوانين العراقية مستعينة بخبراء دوليين في كتابة الدساتير وقوانين الانتخابات،وستبذل كل جهودها لتحقيق نظام ديمقراطي يحترم حقوق الانسان.
وانتهى اللقاء بالموافقة على اصدار هذه الوثيقة التي حملت اسماء موقعيها من المتظاهرين الشباب والأكاديميين.
17 تشرين ثاني / نوفمبر /2019