×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

تهاني العبيدلي المتجدده اختارت لقناة الشمس الطفله بائعة اللقيمات

الطفلة بائعة اللقيمات
اود مشاركتكم احدى القصص الحقيقية والمؤثرة والملهمة في نفس الوقت وتبين قيمة العطاء لوجه الله وقعت أحداثها في الجمهورية السودانية في الخرطوم
قصة حقيقية لاحد المعلمين بمنطقه ريفى المناقل كان يُدَرِّس فى مدرسه للبنات فى الصف الثالث ابتدائي ، وفي كل يوم كان يرى خارج الفصل جنب الشباك بنت مسكينة وجميله تكسوها البراءة وتبيع اللقيمات لامها فى الصباح ، وقد بلغت سن المدرسه لكنها لم تدخلها بسبب الوضع المادى لأسرتها ، فلديها اربعة اخوه صغار ووالدهم متوفى وهي تسهم مع امها فى مصاريف معيشتهم ببيع اللقيمات عند المدرسه ، فساعدت إخوتها بأن يدخلوا المدرسه ويكملوا تعليمهم ،

كان الاستاذ يشرح للطالبات درساً في الرياضيات وبائعة اللقيمات تتابعه من شباك الفصل وهي بالخارج ، ثم سأل الأستاذ الطالبات سؤالاً صعباً وخصص له جائزة ، ولم تجيبه أي طالبه ، وتفاجأ ببائعة اللقيمات تؤشر باصبعها من خارج الشباك وتصرخ : استاذ استاذ استاذ ، فأذن لها المدرس بالإجابة .. وأجابت وكانت اجابتها صحيحه ...

منذ ذلك اليوم راهن عليها الأستاذ ، فتكفل برعايتها وبكل ما يلزمها من مصروفات مدرسيه على نفقته ومن مرتبه ، واتفق مع مدير المدرسة على ان يتم تسجيلها كطالبة بالمدرسة وتشارك بالإختبارات دون دخول الفصل لعدم قدرتها على تحمل مصاريف المدرسه ، وأن يجعلها تبدأ من الصف الثالث كمستمعه لتتعلم ولو الشيء البسيط من التعليم ، واتفق مع جميع مدرسي المواد الأخرى على أن تظل الفتاة تسمتع من الشباك إلى كل الحصص وهي خارج الفصل ، فاجمعوا على الموافقة على مغامرته واخبر هو والدتها بذلك ، وفرض المدرس على الفتاة أن تترك بيع اللقيمات وتتفرغ للتعليم ويتولى احد اخوتها البيع بدلاً منها ،
وكانت المفاجاه عندما ظهرت نتائج الإختبارات ، فقد كانت هي الاولى على المدرسه ، وسارت على هذا النهج برعاية الأستاذ وإشرافه اليومي عليها الى ان اوصلها إلى صف الأول متوسط ،

وهنا فارق الاستاذ السودان للعمل بالخارج ، ولم يكن هناك تلفونات فى ذلك الوقت لكي يواصل متابعة أخبارها ، وقد كبر احد اخوتها وعمل بعربه كارو لبيع الماء وبقى يصرف عليها ، وانقطعت صلتها بالأستاذ لمدة اثنى عشر عاما ،

وبعد غياب إثنا عشر عاماً عاد الأستاذ إلى السودان ، وكان لديه زميل بالدولة التي كان يعمل فيها ، وزميله هذا لديه ابن بجامعة الخرطوم كلية الطب ، وطلب زميله منه ان يرافقه للجامعه ، واثناء دخوله الجامعه مع صديقه مكث بعض الوقت فى الكافتريا ، فاذا بفتاة على قدر من الجمال تحدق فيه بشوق وقد تغيرت معالم وجهها عندما رأته ، وهو لم يعلم لماذا تحدق فيه بهذا التأثر ؟ فسال ابن صاحبه إن كان يعرف هذه الفتاة وأشار إليها خفية ، فأجابه : نعم بالطبع إنها بروفيسور تُدَرِّس طلاب كلية الطب دفعة السنة السادسة والأخيرة ... ثم سأل الطالب الأستاذ : هو انت بتعرفها يا عمو ؟ قال : لا ولكن نظراتها لي غريبه ،
وفجأة وبدون مقدمات جرت الفتاة نحوه واحتضنته وعانقته وهي تبكى بحرقة بصوت لفت أنظار كل من كان بالكافتيريا ، وظلت تحضنه لفترة من الزمن دون مراعاة لأي اعتبار ، وظن الجميع أنه والدها ، وأجهشت بالبكاء حتى أغمي عليها ... وتم اسعافها ... وبعد فترة صحت من نوبة الإغماء وتمالكت اعصابها ونظرت إليه وقالت له : ألا تذكرني يا أستاذي ؟ انا البنت اللي كانت حطام إنسانه وحضرتك صنعت منها إنسانه ناجحه ، أنا البنت اللي حضرتك كنت السبب في دخولها المدرسة وصرفت عليها من حر مالك حتى وصلت إلى ما وصلت اليه وذلك بفضل الله ثم رعايتك واهتمامك وموقفك الإنساني الفريد ، انا ابنتك فلانة (بائعة اللقيمات) ...
ودعته واللذين معه ومجموعة من الزملاء الى منزلها واخبرت امها واخوتها بالأستاذ الإنسان الذي وقف معهم وكان سببا في تغيير مجرى حياتهم ،
واحتفلت به الاسرة احتفالا كبيرا وكانت مناسبة فرح كبيرة ، وألقى الأستاذ كلمة قال فيها :
لأول مرة أحس اني معلم وإنسان ،

جميلة القصه ومؤثرة الخير لاينسى مهما طالت السنين وصاحب المعروف يظل ذكره ولو غاب عن العين .
image
 0  0  333