أسطورة لاجورونا كتب - دكتورة أفراح ملا علي
مقال.. أسطورة لاجورونا
كتب - دكتورة أفراح ملا علي
واحدة من أشهر الحكايات الخرافية بالمكسيك والتي بعد بحث مطول رأيت نفسي محاطة بعدد لا يستهان به من حكايات لاجورونا المتنوعة، وبين حكاية وحكاية كنت كما كالسمكة التي تعض بذيلها وتدور وتدور حتى توصلت إلى جزئية مهمة ومرعبة بالوقت نفسه.
بالحقيقة اكتب هذا المقال ودقات قلبي كالقنبلة الموقوتة التي سوف تنفجر بأي لحظة.
لاجورونا، وتعني باللغة الاسبانية الباكية، هي حكاية تنتشر في أمريكا اللاتينية وبطريقة شفهية تنطلق من المكسيك، كما يشاع، في حقبة التواجد والاستكشافات الإسبانية للعالم الجديد والقارة الجديدة.
يقال أن امرأة من الهنود الحمر كانت على علاقة رومانسية مع فارس اسباني، فكانت نتيجة هذه العلاقة 3 أطفال. وما بين الكذب و الخديعة والتواجد بالظلام قررت الهندية الحمراء مواجهة الفارس طالبة منه إشهار العلاقة نظراً لاحتياج الأطفال لوالدهم، فما كان من الفارس الاسباني إلا المماطلة، وقد يكون ذلك بسبب المستوى الاجتماعي الذي كان ينعم به وخوفه من خسارة رتبته العالية مجتمعياً.
وبعد تمرير الكثير من الفرص يتزوج الفارس الاسباني من شابة اسبانية ذات مستوى اجتماعي راقي هاجراً الهندية الحمراء مع أطفاله.
نوبة إحباط شديدة تحث الهندية الحمراء للذهاب إلى النهر وإغراق أطفالها والنحيب والصراخ بجنون، ومن ثم زهق روحها ندماً على ما فعلته.
ومنذ فترة الاستكشاف الإسباني لأمريكا وحتى يومنا هذا يظهر شبح بجانب الأنهار والمستنقعات بشكل امرأة.
البعض يقول أن لها وجه جمجمة وأحافير بغل! والبعض يقول إنها جميلة جداً تجذب الرجال لقتلهم.
وصولا إلى هذه الجزئية من الحكاية لا ترعبني إطلاقاً لأنني على علم ودراية أن أغلب مجتمعات الهنود الحمر لهم قصص غريبة عن روح أو شبح يحوم بجانب الأنهار والبرك والمستنقعات يبكي وينحب ويصرخ وعادة يكون شبح امرأة.
والميثولوجيا المكسيكية تثبت نظريتي بسردها العديد من الأساطير لألهة تبكي وتنحب وتنجب وتقتل! على سبيل المثال آلهة هنود حمر المكسيك (سيواكواتيل)، والتي تعني بلغة هنود حمر (الناهواتيل) المرأة الأفعى، هي آلهة الخصوبة والأرض والأم، وتحكي الأسطورة أن (سيواكواتيل) غطست بالنهر لتبكي وتنحب أبنائها الازتيكيين!
ولكن ما أثار الرعب بقلبي هو تواجد قصص عن لاجورونا بأسماء مختلفة حول العالم وليس فقط المكسيك، فهذا الشبح متواجد حيث يتواجد الماء! وتقريباً كل أمريكا اللاتينية تؤمن بوجود هذا الشبح المنتقم، ومنهم من يفزع أطفاله لكي لا يخرجوا ليلاً!
الحكاية لا تقتصر على المكسيك أو دول القارة الأمريكية مثل الأرجنتين، تشيلي، الإكوادور، السلفادور، البيرو، كوستاريكا، غواتيمالا، ولكنها تصل إلى إسبانيا!
فهناك شبح امرأة باكية تصرخ في ساعات متأخرة من الليل بجانب شاطئ (لابارثيلونيتا) الشهير في برشلونة! والتي يسردها أهل المدينة بأن هذا الشبح بالأساس لفتاة جميلة جداً أحبت رجلاً غنياً، وتوج هذا الحب بالزواج والأبناء ولكن الرجل هجر زوجته بعد مدة، فأغرقت أبناءها ليلاً بالبحر، و بعد إغراقهم وهي تجتاز الشارع الذي يقطع الشاطئ للعودة وهي بحالة هستيرية يرثى لها تدهسها سيارة وتموت بحينها.
يقسم أغلب من يسكن بجانب الشاطئ في برشلونة أنه يسمع في ساعات متأخرة ليلاً صراخ و بكاء لأمراه! وهي بدون شك لاجورونا!
وماذا عن عيشة قنديشة! جنية المستنقعات والبرك بالمغرب! ذات أرجل تشبه البغل! و جميلة تغزي الرجال لقتلهم! والتي سوف أتطرق لها في مقال آخر لكي لا ابخس حق جنية المغرب الشهيرة. و ماذا عن النداهة في مصر! وهي واحدة من أشهر الأساطير الريفية بمصر والتي يزعم الفلاحين أنها امرأة جميلة جداً تنادي الرجال وتجذبهم، منهم من يجن، والآخر يموت والبعض يختفي لأنها تأخذه إلى عالمها! وإنها قريبة دائماً من الترعات وأي مكان تتواجد به المياه!
وماذا عن الحورية لاجورونا التي تخرج من البحر صارخة وباكية بسبب قتل أحد الصيادين أبنائها في الفيليبين! و أن من يسمع صراخها يغرق أو يموت شخص يعرفه! وماذا عن المرأة ذات الفم الممزق باليابان! وغيرها وغيرها من الدول وصولاً إلى دولة الكويت فهناك شخصية الغولة وحمارة القايلة! وهي ذات أرجل شبيه بالبغال والحمير! فكان أهل الكويت قديماً يخيفون الأطفال لكي لا يخرجوا بالظهيرة وقت احتماء الشمس، ولكن هناك من يزعم أنه رأى حمارة القايلة والبعض يؤكد انه سمع أحد يناديه عند التفاته لم يجد أحد!
قد يحلل هذه الحكايات والأساطير المجتهدين بأنها وسيلة لحفظ المجتمع من الأمور السيئة التي قد تحيط به ولن أنكر ذلك، ولكن ما هو تفسيرهم عن تواجد استثنائي لكائن ما ورائي في كل بقعة من بقاع الأرض تقريباً؟ بمواصفات متشابهة!
دمتم بأساطير جميلة...
#مداد_ثقافة_روح
كتب - دكتورة أفراح ملا علي
واحدة من أشهر الحكايات الخرافية بالمكسيك والتي بعد بحث مطول رأيت نفسي محاطة بعدد لا يستهان به من حكايات لاجورونا المتنوعة، وبين حكاية وحكاية كنت كما كالسمكة التي تعض بذيلها وتدور وتدور حتى توصلت إلى جزئية مهمة ومرعبة بالوقت نفسه.
بالحقيقة اكتب هذا المقال ودقات قلبي كالقنبلة الموقوتة التي سوف تنفجر بأي لحظة.
لاجورونا، وتعني باللغة الاسبانية الباكية، هي حكاية تنتشر في أمريكا اللاتينية وبطريقة شفهية تنطلق من المكسيك، كما يشاع، في حقبة التواجد والاستكشافات الإسبانية للعالم الجديد والقارة الجديدة.
يقال أن امرأة من الهنود الحمر كانت على علاقة رومانسية مع فارس اسباني، فكانت نتيجة هذه العلاقة 3 أطفال. وما بين الكذب و الخديعة والتواجد بالظلام قررت الهندية الحمراء مواجهة الفارس طالبة منه إشهار العلاقة نظراً لاحتياج الأطفال لوالدهم، فما كان من الفارس الاسباني إلا المماطلة، وقد يكون ذلك بسبب المستوى الاجتماعي الذي كان ينعم به وخوفه من خسارة رتبته العالية مجتمعياً.
وبعد تمرير الكثير من الفرص يتزوج الفارس الاسباني من شابة اسبانية ذات مستوى اجتماعي راقي هاجراً الهندية الحمراء مع أطفاله.
نوبة إحباط شديدة تحث الهندية الحمراء للذهاب إلى النهر وإغراق أطفالها والنحيب والصراخ بجنون، ومن ثم زهق روحها ندماً على ما فعلته.
ومنذ فترة الاستكشاف الإسباني لأمريكا وحتى يومنا هذا يظهر شبح بجانب الأنهار والمستنقعات بشكل امرأة.
البعض يقول أن لها وجه جمجمة وأحافير بغل! والبعض يقول إنها جميلة جداً تجذب الرجال لقتلهم.
وصولا إلى هذه الجزئية من الحكاية لا ترعبني إطلاقاً لأنني على علم ودراية أن أغلب مجتمعات الهنود الحمر لهم قصص غريبة عن روح أو شبح يحوم بجانب الأنهار والبرك والمستنقعات يبكي وينحب ويصرخ وعادة يكون شبح امرأة.
والميثولوجيا المكسيكية تثبت نظريتي بسردها العديد من الأساطير لألهة تبكي وتنحب وتنجب وتقتل! على سبيل المثال آلهة هنود حمر المكسيك (سيواكواتيل)، والتي تعني بلغة هنود حمر (الناهواتيل) المرأة الأفعى، هي آلهة الخصوبة والأرض والأم، وتحكي الأسطورة أن (سيواكواتيل) غطست بالنهر لتبكي وتنحب أبنائها الازتيكيين!
ولكن ما أثار الرعب بقلبي هو تواجد قصص عن لاجورونا بأسماء مختلفة حول العالم وليس فقط المكسيك، فهذا الشبح متواجد حيث يتواجد الماء! وتقريباً كل أمريكا اللاتينية تؤمن بوجود هذا الشبح المنتقم، ومنهم من يفزع أطفاله لكي لا يخرجوا ليلاً!
الحكاية لا تقتصر على المكسيك أو دول القارة الأمريكية مثل الأرجنتين، تشيلي، الإكوادور، السلفادور، البيرو، كوستاريكا، غواتيمالا، ولكنها تصل إلى إسبانيا!
فهناك شبح امرأة باكية تصرخ في ساعات متأخرة من الليل بجانب شاطئ (لابارثيلونيتا) الشهير في برشلونة! والتي يسردها أهل المدينة بأن هذا الشبح بالأساس لفتاة جميلة جداً أحبت رجلاً غنياً، وتوج هذا الحب بالزواج والأبناء ولكن الرجل هجر زوجته بعد مدة، فأغرقت أبناءها ليلاً بالبحر، و بعد إغراقهم وهي تجتاز الشارع الذي يقطع الشاطئ للعودة وهي بحالة هستيرية يرثى لها تدهسها سيارة وتموت بحينها.
يقسم أغلب من يسكن بجانب الشاطئ في برشلونة أنه يسمع في ساعات متأخرة ليلاً صراخ و بكاء لأمراه! وهي بدون شك لاجورونا!
وماذا عن عيشة قنديشة! جنية المستنقعات والبرك بالمغرب! ذات أرجل تشبه البغل! و جميلة تغزي الرجال لقتلهم! والتي سوف أتطرق لها في مقال آخر لكي لا ابخس حق جنية المغرب الشهيرة. و ماذا عن النداهة في مصر! وهي واحدة من أشهر الأساطير الريفية بمصر والتي يزعم الفلاحين أنها امرأة جميلة جداً تنادي الرجال وتجذبهم، منهم من يجن، والآخر يموت والبعض يختفي لأنها تأخذه إلى عالمها! وإنها قريبة دائماً من الترعات وأي مكان تتواجد به المياه!
وماذا عن الحورية لاجورونا التي تخرج من البحر صارخة وباكية بسبب قتل أحد الصيادين أبنائها في الفيليبين! و أن من يسمع صراخها يغرق أو يموت شخص يعرفه! وماذا عن المرأة ذات الفم الممزق باليابان! وغيرها وغيرها من الدول وصولاً إلى دولة الكويت فهناك شخصية الغولة وحمارة القايلة! وهي ذات أرجل شبيه بالبغال والحمير! فكان أهل الكويت قديماً يخيفون الأطفال لكي لا يخرجوا بالظهيرة وقت احتماء الشمس، ولكن هناك من يزعم أنه رأى حمارة القايلة والبعض يؤكد انه سمع أحد يناديه عند التفاته لم يجد أحد!
قد يحلل هذه الحكايات والأساطير المجتهدين بأنها وسيلة لحفظ المجتمع من الأمور السيئة التي قد تحيط به ولن أنكر ذلك، ولكن ما هو تفسيرهم عن تواجد استثنائي لكائن ما ورائي في كل بقعة من بقاع الأرض تقريباً؟ بمواصفات متشابهة!
دمتم بأساطير جميلة...
#مداد_ثقافة_روح