×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

يقظان الجريان للأغنية أركان ثلاثة كما هو معلوم هي : الشاعر والملحن والمغني.. وانا أضيف المتلقي والنقد فتصبح الأركان خمسة.

يقظان الجريان


للأغنية أركان ثلاثة كما هو معلوم هي : الشاعر والملحن والمغني.. وانا أضيف المتلقي والنقد فتصبح الأركان خمسة. وانا هنا لا أعني المنتَج الهابط بل الفن الراقي وبهذا يكون الخمسةُ مبدعين إن هم أحسنوا الصناعة.. ولكن أحيانا تظهر بعض الهفوات عند كل منهم وهي بالتفصيل كما يأتي :
١ – الشاعر : قد يأتي الشاعرَ ضعفٌ في بعض المواقع في القصيدة أسبابها أحد ما يأتي :
١ – ضعف الخزين اللغوي الذي يؤدي إلى استخدام الكلمة في غير محلها او لغير دلالتها، مما يضعف الصورة جماليا ، ويبعد المعنى عن القصد.
٢ – يعتقد بعضهم أن ما يفهمه هو يفهمه غيره.
٣ – دخول الشاعر في حالة من عدم القدرة على التعبير، مما يوقعه في خانة الهلوسة، بسبب إعجابه بصورة يتخيلها هو جميلة، ويظن أنه استطاع إيصالها...
٢ – الملحن : يعمد بعض الملحنين إلى تغيير بعض الكلمات او الأبيات، أو يحذف كلمة او أكثر، أو يضيف كلمة أو أكثر، وبذلك يربك المعنى ويغير الدلالة. وهذا له أسباب نورد بعضا منها :
١ – تصعب أحيانا عليه الصياغة اللحنية لكلمة ما أو جملة ما.
٢- قد لا يفهم معنى ودلالة كلمة ما.
٣- قد يكون لديه جملة موسيقية تعجبه أو لحن في ذهنه قبل حصوله على الكلمات ويرغب بفرضه على الجملة الشعرية.. وهذه أخطر ما يفعل..
وقد حدث أن الكثيرين منهم غيروا وبدلوا دون فهم لما يفعلون، مثال ذلك :
قصيدة للشاعر ابي فراس الحمداني لحنها رياض السنباطي وغنتها سيدة الغناء العربي ام كلثوم.. القصيدة تقول :
أراك عصيَّ الدمع شيمتك الصبرُ أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمرُ
بلى أنا مشتاق وعندي لوعة ولكنّ مثلي لا يُذاع له سرُّ
القضية هنا : غير الملحن أو المطربة أو كلاهما كلمة بلى إلى كلمة نعم والذي غيرها يجهل أنه قلب المعنى إلى الضد.. وتفصيل ذلك هو أن السؤال ( أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمر) سؤال منفي ويسمى ( الاستفهام الإنكاري ). وجواب الاستفهام المنفي إيجابا يجب أن يكون( بلى)، أما سلبا فيجب أن يكون نعم... المعنى إذا سألك أحدهم اما لك بيت؟ وأجبت ببلى فأنت تعني أن لك بيتا، أما إذا أجبت بنعم فأنت تعني : ليس لك بيت فانظر الفرق..
٣- المطرب : للغناء قواعد معروفة تبدأ باللفظ ومعرفة مخارج الحروف وتنتهي بمعرفة الأنام والإيقاع.... ولكن بعضهم يمد حروفا ويضغط غيرها وربما يبتلع أخرى، مما يؤدي إلى عدم وضوح اللفظ وبالتالي عدم وصول المعنى.. ثم إن بعضهم همه الأول والأخير هو المزايدة على غيره من المطربين، فيختار الطبقات العالية والصراخ ليبين المساحة الصوتية التي يمتلكها ولا يمتلكها غيره.
٤- المتلقي : الكثيرون من المتلقين يجهلون قواعد الشعر والموسيقى والتلحين وبهذا تضعف لديهم حاسة التذوق الفني، لذا فجملة موسيقية أو جملة شعرية او صرخة من مطرب تؤثر في تقبله للأغنية او القطعة وحكمه عليها..( وليس من المنطقي أن نطالب الناس بتعلم كل شيء). وأحيانا تؤثر فيه حالته النفسية والعاطفية ، وربما بعض ما يمر به من ظروف مختلفة لا نريد التوسع في طرحها ومناقشتها..
٥- الناقد : أما بعض هؤلاء فتتحكم بهم عوامل عدة منها :
١-حب واحچي واكره واحچي..
وقد قال الشاعر :
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المَساويا
٢- الجهل بقواعد الشعر والموسيقى والغناء..
٣- على ناقد الأغنية ان يفهم الشعر والموسيقى والغناء جميعا ككل واحد، أما ان يكون متخصصا بالشعر وحده أو الموسيقى وحدها فهذا عيب يمنعه من مزاولة النقد...
٤- إعجابه بشخص شاعر او ملحن أو مطرب يمنعه من رؤية الحق..
٥- خوفه من أحد الثلاثة او تملقه إياهم يحيد به عن الحق..
وهناك المزيد، ولكن.. لله في خلقه شؤون.....
image
 0  0  1477