×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

البراغماتية و الديموغماتيةوغسل الأدمغة مستشارة قانونية تهاني العبيدلي

image
/1_T6G]


كثيرا ما يتردد هذين المصطلحين ( البراغماتية و الديموغماتية) في نقاشات الأشخاص وبخاصة السياسيين والاقتصاديين والبعض مقتنع انهما صفتين متناقضتين! فما معناهما تحديدا ؟
البراغماتية بشكل مختصر ومباشر الشخص الذي يسعى وراء مصلحته ومنفعته ويستخدمها ويتباهى بها الساسة الأمريكيين بشكل خاص وواضح و إيجابي واعتزاز بالنفس كونه يقيس حياديته وعدم انقياده لأيديولوجيا بعينها ولكن في حقيقتها هي صفة سلبية انانية يتصف بها الشخص للوصول الى أهدافه ومصلحته لذا البراغماتية صفة سياسات الدول التي تتبعها بطبيعة الحال وأما ( الدوغماتية) أو (الدوغمائية Dogmatic) نسبة الى أصل الكلمة اليونانية (Dogma) وهو مصطلح نفسي يعني توقع النفس وانكفاء الشخص على ذاته فتتضح على الشخص الدوغماتي وهو ان يرى صحة كلامه وافكاره ويعدم ما عداها فالدوغماتية صفة للجمود الفكري المتشددالمتعصب الأوحد و الشخص الدوغماتي حاد الطبع وعصبي كونه يدخل في سجالات مع الناس لفرض رأيه وإقصاء غيره بطريقة عدوانية عنيفة ويثير شحن النفوس عليه وعادة هو منبوذ اجتماعياً الا من أقرانه الذين بمثل أفكاره ومعتقداته الفكرية وتتضح تلك الصفة في الأشخاص المتشددين بشكل متطرف .
فالدغماتيين يتخذون آرائهم على انها حقائق ثابته! ومن يناقضهم او له رأي مخالفا لهم فهو عدوهم فالدوغماتي شخص عنيد متعنت لأفكاره وان لم تكن صائبة أو خائبة ولا تصلح حتى في مجال الاجتهاد وطامة كبرى ان كان قياديا له سلطة اتخاذ القرارات!
فهو لن يقبل تنفيذ أية خطط او حلول وان كانت باجماع الآخرين مادامت لا تتفق وأفكاره ومعتقداته ومع مرور الوقت ينفر الأشخاص من التعامل معه.
وان تعاملنا مع المصطلحين آنفي الذكر من ناحية التطرف الديني فان البراغماتية تخدم الدوغماتية بحيث تغليب مصلحة الفكر المتشدد المتطرف دينيا والتعصب له و هو طريق وأسلوب فكري ونفسي نحو غسل الأدمغة وقيادة الجماهير لاعتناق معتقد أو فكر يناهض ويخالف لما يؤمن به الأشخاص أو يعتقدونه و الغريب في الامر ان الدوغماتي الحدث أو الأمي أو متوسط العلم والثقافة قد يكون الأسهل في الأدلجة و الانقياد لغيره ويتعصب لآرائهم ويدافع عنها اذا تم إخضاعه لغسيل دماغ وخاصة ذوات الشخصية العاطفية وان كان كبيرا في السن
الشخص الدوغماتي يحتاج الى علاج نفسي وفكري لتقبل آراء ومعتقدات الآخرين وان يرضخ ويقبل بتنفيذها فيما لو كان آمرا أو مأمورا في الحالات العادية اما في حالات الانقياد الى المتطرفين دينيا فهو بحاجة الى الدعم النفسي والعلم الديني من متخصصين شرعيين وسطيين في الدين بجانب العقلاء المنطقيين لدحض افتراءات وكذب المتطرفين فكريا الشاذين عن الجماعه .
أما الشخص البراغماتي فضرره أقل فصفته نتاج تربيته وبيئته فالشخص ذَا المصلحة كالشخص الأناني والشخص البخيل والشخص الكذوب والشخص المنافق هي صفات يوصف بها الأشخاص في كافة المجتمعات والبراغماتي الذي يأثر مصلحته الشخصية على ما عداها هي احداها ويمكن تجنب هذا الشخص فيما لو تم اكتشافه ولكن المضحك في الامر إنه مبدأ وأساس سياسات الدول والكيانات المؤسسية والمجتمعية فالأشخاص الطبيعيين والمعنويين الى البراغماتية الايجابية بشكل عام والى البراغماتية السلبية بشكل خاص بمعنى انها صفة إيجابية بجانب سلبي .
 2  0  449