أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

سفرة للرطبة،Noora Qaissi

Noora Qaissi


كان عمري فقط ست سنوات من اخذنا بابا سفرة للرطبة، ورغم صغر سني لكن اتذكر تفصيلتين بوضوح جدا كانها حدثت للتو ..
المساطب المستديرة من السمنت والحديد والتي تغطيها مظلة كاستراحة في الطريق وسط الصحراء وملمسها..
والتفصيلة الثانية التي تبدو اكثر وضوحا كلما تقدم بي العمر، هو منظر السماء في تلك اليلة.
كانت السماء تبدو قريبة جداً بنجومها المزدحمة، وقفت على اطراف اصابعي لكنني لم افلح بالوصول اليها، حاولت رفع اخي الذي يصغرني بعامين عمر ليلتقط واحدة، لكننا سقطنا سوية، كنت نحيفة جداً بينما كان عمر سميناً.
لم ابكي ولم يبكي هو لانني كنت مشغولة بالفرحة لقرب تحقيق حلمي بامتلاك نجمة، طلبت من ابي ان يرفعني لالتقطها لكنها ماتزال بعيدة.
حاول ابي عبثاً ان يفهمني ماراه قريبا، ليس الا وهم، وشرح لي كثيراً عن اافضاء والمسافة، لكنني لم اكن اريد ان اسمع، صعدت على سقف السيارة وقفت على اطراف اصابعي قفزت مرة واثنتين، حاولت كثيراً وكل قفزة كانت تسمب معها شيء من الحماس والفرح الذي اجتاحني حين رايت منظر السماء اول مرة.
اصابتني خيبة الامل، لان ما حاول ابي اقناعي به صحيح، وانني يجب ان اكتفي بالنظر لما احب امتلاكه واختصار وقت الحصول عليه.
هيبة منظر السماء تلك الليلة انستني حزني، السواد الحالك المشبوب بالكثير الكثير من النقاط المضيئة، انستني كل تفاصيل سبقتها، ولم يعلق في ذاكرتي الا سرحاني لعد النجوم وروعة فوضى انتشارها...
*الصورة علمود تقرون ولايكات ومن هالسوالف وعلمود اقوللكم صبغت شعري اسود
image
 0  0  326