أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
مديرة التخرير سعاد العتابي

مقدمة كتاب (قراءات نقدية في ديوان "نار حطبها ثلج") للشاعرة سماح بني داود بقلم: مصطفى بوغازي


image


ماذا يفيد الكاتب مبدعا.. إن لم تكن ظلال ما ابدعا
وماذا يفيد الحرف صادحا.. إذا ما شغل الاقلام ووقعا؟


تهانينا للشاعرة سماح بني داود ولجميع الاقلام المساهمة في هذا الاصدار عن دار هاوار بكردستان العراق والذي تشرفت وشرفوني بتقديمه.

على سبيل التقديم لقراءات في ديوان "نار حطبها ثلج

من الإجحاف بمكان أن اعتبر هذه الكلمات بمثابة “شهادة ميلاد” مبدعة في الحياة الثقافية والأدبية بتونس والوطن العربي، فميلادها يتجاوز هذه السطور بكثير زمنا وحجما، فهي مبدعة مارست هذا الفعل بأشكال متعددة ورؤى مختلفة، وبأنماط شكلت انعكاسا لرصيد من المعارف والتجارب تشفعها موهبة متأصلة مشبعة بحس فني دافق، لم يعد يسعها وعاء واحد لفيضها الغامر وعطائها الوافر، بمقوماتها التي ترتكز على قاعدة صلبة، واستعداداتها التي يحدوها طموح لا يعرف المستحيل، وبواعث يحفزها وعي مثقفة للخروج على المألوف بما هو أبداع وإمتاع يتغذي من مكامن النفس الإنسانية ودواخلها، تبدع سماح بني داود وهي تأخذ بأيدينا إلى عوالمها المتعددة، بين ألوان قزحية وحروف شاعرية وسرد ممتع، فتكون بذلك قد وسعت من ظلالها في ساحات الإبداع .
لا يختلف اثنان في الجزم بأن ديوان "نار حطبها ثلج" قد يكون الإصدار الثالث أو الرابع للشاعرة فهو يقف على تجارب ونضج كبيرين، والحقيقة غير ذلك فقد استند على رصيد كبير لموهبة جادة استعملت خامات أخرى، فكان النص الشعري منحنى آخر في تجربتها ووعاء إضافيا، يدعم أشكال الإبداع والتعبير عندها، نعم منجزها هذا هو باكورة أعمالها الشعرية والذي ولد كبيرا متخطيا مرحلة الحبو، ملفتا أنظار النقاد والعارفين بخبايا النص الشعري بحداثته، مفتوحا على حيرة السؤال وجمال الصورة، وعمق الفكرة ودلالة المعنى، وسعة الخيال والبعد الفلسفي، فكان محل قراءات كثيرة تناولت جوانب متعددة في نصوصه، من زوايا فكرية ورؤى مختلفة من لدن كتاب ونقاد في الوطن العربي على اختلاف بيئتهم وخلفيتهم الفكرية والأكاديمية، ومما لا شك فيه أن هذه القراءات ستكون فسيفساء تشكل لوحة تعكس الأبعاد الحقيقية والقيمة الإبداعية لمنجز شاعرتنا سماح بني داود "نار حطبها ثلج"، وفي سبيل هذا التقديم أجد نفسي لا أستطيع أن أتجاوز سقفا وضعته، ولا أراني أبلغه أذا تعلق الأمر بتشريح خبايا النص الشعري، لأترك المجال لكوكبة من الأسماء في عالم الإبداع والنقد، تتبعت هذا الأثر برصيدها المعرفي والأكاديمي والإبداعي، ووسمته بحضور حروفها المضيئة، وجهدها الصادق المنزه لرسالة المعرفة والأدب، وإنارة درب المبدعين في سبيل الارتقاء بالكلمة والأذواق، فهنيئا للشاعرة بهذا الاحتفاء في حضرة إبداع يحتفي بالإبداع من خلال هذا الكتاب الذي نضعه بين أيدي القراء، وكل آيات الشكر لهذه الأقلام التي أخذت على عاتقها تسليط الضوء على نصوص ديوان "نار حطبها ثلج" من جهة، ومن ناحية أخرى فهي تقدم للقارئ وجبة متنوعة وإضافة للطالب والباحث، كما تضع كتابا جديدا على رفوف المكتبة العربية، تضافرت فيه الجهود وصدقت النيات وعظمت الغايات، لأحبة الحرف: خالد بوزيان موساوي (المغرب)، حسن سليفاني (العراق)، رفيق طيبي(الجزائر)، علي لفتة سعيد (العراق)، حميد المختار (العراق)، نوران فؤاد (مصر)، مهند الشاوي (العراق)، ايمان الدرع (سوريا) حسناء بن نويوة (الجزائر)، الطيب صالح طهوري (الجزائر)، البشير الجلجلي ( تونس)، في ديوان "نار حطبها ثلج" كان لسماح بني داود شاعرية الكلمة، وكان للأقلام على صفحات هذا الكتاب ظلال المعاني و المقاصد، وأبعاد الظاهر والمتخفي ومساحة للمباح والمسكوت عنه، وفسحة لأن نجتمع كلنا في محراب الحرف لنضيف حجرا في صرح الكلمة.

image

مصطفى بوغازي كاتب وإعلامي
 0  0  402