ملتقى الأدب الوجيز في تونس الأدب الوجيز ينشد الابتكار ويتجاوز السائد/ مصطفى بوغازي

ملتقى الأدب الوجيز في تونس
الأدب الوجيز ينشد الابتكار ويتجاوز السائد

كتب/ مصطفى بوغازي
انطلقت بالعاصمة التونسية أمس 28 من شهر مارس فعاليات الملتقى العربي للأدب الوجيز من تنظيم الرابطة العربية للفنون والإبداع برئاسة الروائية التونسية فتحية الهاشمي والحركة اللبنانية للأدب الوجيز برئاسة الدكتور أمين الذيب وبحضور لمبدعين من لبنان والجزائر والمغرب بالإضافة إلى البلد المضيف، حيث افتتح الملتقى بكلمة ترحيبية للروائية فتحية الهاشمي مثمنة هذا الفعل التأسيسي لحركة الأدب الوجيز وانتقال موجتها نحو المغرب العربي، وتتمحور فكرة هذه الحركة في تفعيل الواقع الفكري والأدبي الذي يقوده مجموعة من المهتمين بالأدب الوحيز باعتباره يتجاوز الأشكال والقوالب الجاهزة نحو ديناميكية فعالة نحو التطور والحركة الدائمة، فمعايير العصر تحتم مواكبة الراهن وتلبية الأذواق التي تحكمها أطر اجتماعية وثقافية وسياسية فرضها الواقع بقوة وعليه لا يمكننا أن نسلخ من واقع وهذا لا يعني أنك لا تقف على عتبات غيرك لترى الأفق فتلبية متطلبات الواقع المستجد يجب علينا أن نذهب إلى المجهول لتأسيس واقع يتواءم وراهنه فالأدب الوجيز من خلال شعر وقصة الومضة يذهب إلى التكثيف في المعنى والترميز وإحداث صدى الدهشة لدى المتلقي وبسرعة تكتنف معنى الومضة وهذا انعكاس لواقع يسير بسرعة ولا يمكنه باية حال أن يعود إلى زمن القصيد الطويل والجلسات التي تأخذ من رصيد الوقت ما يضفي إلى ملل المتلقي بدل أن ينفتح فكره على الإمتاع والإبداع والابتكار من خلال ومضات تختزل في المعنى المكثف دون إطناب وبإيقاع بارتباط الذاكرة مع الخيال والمعرفة لإنتاج لغة تنتج لغة تتخطى المألوف والسائد، فالجمهور أصبح يملك ما يمكنه من استيعاب الومضة والتي لا يمكن أن تكون موجهة للنخبة كما يعتقد البعض، هذا ما يمكن تلخيصه في محاضرات ومداخلات اليوم الأول مع الاستماع إلى نماذج من شعر الومضة لبعض الشعراء.