افراح شوقي بعض من أيامي مع الشهيدة اطوار بهجت..
افراح شوقي
بعض من أيامي مع الشهيدة اطوار بهجت..
كان ذلك عام 1997 عندما زارت اول مرة مجلة الف باء حيث اعمل، فتاة نحيلة جدا ... حالمة متوهجة الوجه ،علامتها الفارقة التي عرفت بها فيما بعد هو كتبها الثقافية والروايات التي كانت تحملها بيدها ، وخطواتها السريعة نحو رئيس التحرير لتسلمه المادة الصحفية وترحل ، تكررت زيارتها للمجلة وبدأت تًنشر لها بعض المواد الثقافية، عرفت فيما بعد انها مازالت طالبة ، تدرس اللغة العربية في كلية الاداب جامعة بغداد، وهي اصغر صحفية تدخل المجلة حتى الان ، قارئة نهمة، عادة ماتدور احاديثنا الدسمة والسريعة قرب المصاعد في الممر، عن الكتب والاصدارات والبرامج الجديدة، لازلت اتذكر سيل الاحلام التي تدور برأسها ورغبتها بتحقيقها وان لاوقت لديها لتضيعه، وانها عازمة على القراءة والشعر حتى تصبح شاعرة معروفة.. كانت تحمل روحا فكاهية ، تداعب الجميع بحب كبير مكنتها من احتلال قلوبهم بوقت قصير.
جرفت الصحافة اطوار قليلا وصارت تقدم بعض البرامج الثقافية في قنوات العراقية والشباب ، وتنشر في ذات الوقت بضع قصائد تكتبها ، اتذكر اني حاولت تجربة مجال تأليف الشعر ، فكتبت بضع ابيات نثرية وطلبت رأيها...قالت بأستحياء وادب جم.. :"جميل ماكتبته، وافضل بكثير مما ينشر لبعض ممن يسمون انفسهم شعراء.. لكنه ليس شعراً) . في احد المرات رجعنا سويا الى البيت ، حيث تسكن قريبا من الحي الذي اعيش فيه، كانت حريصة ان تجلب لاختها ايثار ماتحبه، وعرفت حينها انها المعيلة لعائلتها بعد رحيل والدها وهي في عمر السادسة عشر، ربما هي المسؤولية المبكرة التي واجهتها جعلتها تعي معنى العمل الجاد والدؤوب كي تنجح وتكمل مسيرة والدها.
اصدرت اطوار ديوانها الشعري الاول بعنوان ( غوايات البنفسج)، من القطع الصغير، وكان اسعد يوم عندها، تحاول ان تجمع ملاحظات النقاد والاساتذة الكبار لتصحح بعض مافيه، وتعدهم ان كتابها الجديد سيكون افضل ..وبعدها صدر لها روايتها (عزاء ابيض) ...وكانت تستعد لاصدارها الشعري الثاني (على جناح ليلكة)..
كل من عرف اطوار يدرك حجم مشاريعها وابداعها المتقد، هي لاتهدا قبل ان تحقق النحاج بكل مسار تتخذه، . اضطرتنا الظروف للابتعداد قليلا بعد عام 2003 وعرفت انها عملت مراسلة في قناة الجزيرة الفضائية، ومن ثم انتقلت الى قناة العربية في وقت كانت فيه اخبار العراق ساخنة و تتسابق عليها كل الفضائيات ووكالات الانباء..
قلت لها كما الاخرون ، انتبهي لنفسك يااطوار الوضع صعب .. ضحكت وكانت بأجمل صورة في اخر مرة التقيتها فيها بعد ان ارتدت الحجاب، (لاتخافي علي )...
وهذا كان اخر لقاء.. لافجع كما الاخرون بخبر عاجل على التلفزيون يقول (اغتيال الصحفية اطوار بهجت في سامراء مع اثنين من زملائها ) .. الخبر صدمة مروعة رحت ابحث عمن ينفي الخبر، اتصلت بصديقتي الاعلامية ميسم سعدي، فكانت تبكي بكاءا مراً وتقول اي افراح ... راحت اطوار قتلوها....
لحظتها دارت برأسي صور كتبها بين ذراعيها وضحكاتها وسترتها الحمراء الجديدة وهي تحاول ان تبدو بها سمينة قليلاً .. ورباط شعرها الذي زادها جمالاً وعيناها الخضراوان التي تغزل بها الاصدقاء.. ووو
فراشة غضة رحلت فداء للعراق .. وفداء للصحافة ..وللحقيقة .. ولاشيء يغلو عليك ايها الوطن ..
رحمك الله يااطوار .. ذكراك ستبقى عامرة في النفس رمزا للشجاعة والحقيقة
بعض من أيامي مع الشهيدة اطوار بهجت..
كان ذلك عام 1997 عندما زارت اول مرة مجلة الف باء حيث اعمل، فتاة نحيلة جدا ... حالمة متوهجة الوجه ،علامتها الفارقة التي عرفت بها فيما بعد هو كتبها الثقافية والروايات التي كانت تحملها بيدها ، وخطواتها السريعة نحو رئيس التحرير لتسلمه المادة الصحفية وترحل ، تكررت زيارتها للمجلة وبدأت تًنشر لها بعض المواد الثقافية، عرفت فيما بعد انها مازالت طالبة ، تدرس اللغة العربية في كلية الاداب جامعة بغداد، وهي اصغر صحفية تدخل المجلة حتى الان ، قارئة نهمة، عادة ماتدور احاديثنا الدسمة والسريعة قرب المصاعد في الممر، عن الكتب والاصدارات والبرامج الجديدة، لازلت اتذكر سيل الاحلام التي تدور برأسها ورغبتها بتحقيقها وان لاوقت لديها لتضيعه، وانها عازمة على القراءة والشعر حتى تصبح شاعرة معروفة.. كانت تحمل روحا فكاهية ، تداعب الجميع بحب كبير مكنتها من احتلال قلوبهم بوقت قصير.
جرفت الصحافة اطوار قليلا وصارت تقدم بعض البرامج الثقافية في قنوات العراقية والشباب ، وتنشر في ذات الوقت بضع قصائد تكتبها ، اتذكر اني حاولت تجربة مجال تأليف الشعر ، فكتبت بضع ابيات نثرية وطلبت رأيها...قالت بأستحياء وادب جم.. :"جميل ماكتبته، وافضل بكثير مما ينشر لبعض ممن يسمون انفسهم شعراء.. لكنه ليس شعراً) . في احد المرات رجعنا سويا الى البيت ، حيث تسكن قريبا من الحي الذي اعيش فيه، كانت حريصة ان تجلب لاختها ايثار ماتحبه، وعرفت حينها انها المعيلة لعائلتها بعد رحيل والدها وهي في عمر السادسة عشر، ربما هي المسؤولية المبكرة التي واجهتها جعلتها تعي معنى العمل الجاد والدؤوب كي تنجح وتكمل مسيرة والدها.
اصدرت اطوار ديوانها الشعري الاول بعنوان ( غوايات البنفسج)، من القطع الصغير، وكان اسعد يوم عندها، تحاول ان تجمع ملاحظات النقاد والاساتذة الكبار لتصحح بعض مافيه، وتعدهم ان كتابها الجديد سيكون افضل ..وبعدها صدر لها روايتها (عزاء ابيض) ...وكانت تستعد لاصدارها الشعري الثاني (على جناح ليلكة)..
كل من عرف اطوار يدرك حجم مشاريعها وابداعها المتقد، هي لاتهدا قبل ان تحقق النحاج بكل مسار تتخذه، . اضطرتنا الظروف للابتعداد قليلا بعد عام 2003 وعرفت انها عملت مراسلة في قناة الجزيرة الفضائية، ومن ثم انتقلت الى قناة العربية في وقت كانت فيه اخبار العراق ساخنة و تتسابق عليها كل الفضائيات ووكالات الانباء..
قلت لها كما الاخرون ، انتبهي لنفسك يااطوار الوضع صعب .. ضحكت وكانت بأجمل صورة في اخر مرة التقيتها فيها بعد ان ارتدت الحجاب، (لاتخافي علي )...
وهذا كان اخر لقاء.. لافجع كما الاخرون بخبر عاجل على التلفزيون يقول (اغتيال الصحفية اطوار بهجت في سامراء مع اثنين من زملائها ) .. الخبر صدمة مروعة رحت ابحث عمن ينفي الخبر، اتصلت بصديقتي الاعلامية ميسم سعدي، فكانت تبكي بكاءا مراً وتقول اي افراح ... راحت اطوار قتلوها....
لحظتها دارت برأسي صور كتبها بين ذراعيها وضحكاتها وسترتها الحمراء الجديدة وهي تحاول ان تبدو بها سمينة قليلاً .. ورباط شعرها الذي زادها جمالاً وعيناها الخضراوان التي تغزل بها الاصدقاء.. ووو
فراشة غضة رحلت فداء للعراق .. وفداء للصحافة ..وللحقيقة .. ولاشيء يغلو عليك ايها الوطن ..
رحمك الله يااطوار .. ذكراك ستبقى عامرة في النفس رمزا للشجاعة والحقيقة