أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

،تلوث المعرفة أسبابه وحلوله بقلم الهام غانم عيسى

،تلوث المعرفة أسبابه وحلوله

بقلم الهام غانم عيسى
إن بناء الإنسان وعقله وفكره من اهم وأقوى أعمدة بناء المجتمعات فاكلنا يعلم بأن الامم والشعوب والحضارات بنيت على أسس الإنجازات الفكرية والعقلية التي اتخذتها البشرية جمعاء واعتبرتها مصادر حقيقية حيث اعتمدتها في نظم التربية والتعليم والعلوم والصحة والطب والمعرفة إلا إنه في ظل هذا التطور التكنولوجي السريع الذي يشهده العالم اليوم أدى بشكل كبير على تطور آلية ونظم المعلومات وذيادة في حجمها وكمها وبات من السهولة بمكان الوصول إليها بالرغم مما تطرحه من معلومات لها سلبياتها ولها ايجابياتها فنجد من الصعوبة بمكانة التحكم بهافمنها بعيد كل البعد عن الأخلاق والمصداقية وبعيدا عن المهنيةواغلب الأوقات يفتقر إلى الموضوعية ويكون في بعض المواقع معلومات ومصطلحات هدامة للفكر والعقل والثقافة وذات تاثير سلبي على متلقيها ومستخدميها
إن ما يشهده العالم اليوم من التطور السريع لشبكة الأنترنيت والاتصالات وإمكانية وسهولة وصولها الغير محدودة إذ تطالعنا في كل يوم على شيء جديد ومعلومة جديدة ومصطلحات جديدة باتت في متناول الجميع إن هذا التطور السريع عبر مايضخه لعقل وفكر المتلقي تسبب في تلوث معرفي كبير وتسبب بايجادفجوة سلبية انعكست بالتالي على مستخدميها وتسببت في تلوث البيئة الفكرية التي تتنفسها العقول والتي ادت في يومنا الحاضرالى أمراض خبيثة في السلوك والعلاقات وطريقة التفكير والتعامل وغالبا تلك الملوثات الدخيلة ماتحتاج الى اجتثاثها من جذورها
هناك معلومات وحقائق تاريخية وحضارية وعلمية ودينية تعرضت إلى التزوير والتحريف والتشويه حيث خلقت حالة من الضياع والتشتت والتشرذم والانشقاق في الجسد الواحد وبذلك في بعض الاماكن فقدت وغابت الحقيقة وهذا مااثر وانعكس سلبا على فكر الإنسان وسلوكه وقيمه الإنسانية النبيلة التي بدورها تنعكس على الإنسان والمجتمع والبيئة
إن التلوث المعرفي تنطوي تحت مظلته قضايا الإنسان كاملة منها الثقافة والمعرفة والأخلاق والقيم والتربية والامن والجرائم والاقتصاد والحريات
إن من أخطر مصادر التلوث المعرفي القنوات الفضائية التي تبث التفرقة وتزرع الفتن من أجل مصالحها وخدماتها ايضا وسائل الاتصال الهواتف الذكية وشبكات التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت أيضا بعض الأماكن العامة كالتجمعات والمقاهي وبعض الكتب التي تحمل في توجهاتها وعبرها وجهة خاصة تتبناها أيضا هناك بعض اابرامج الإذاعية الموجهة تتبنى افكارا وتوجهات وسياسات وتوجهات ذات مصلحة واعتبارات وايضا التعليم الحديث ومايحمله من توجهات جديدة وفق رؤية جديده وأنظمة وتوجهات جديدة كما للبريد الشخصي ومدى تاثيرة على الفرد
هناك أيضا تلوث معرفي في المصطلحات السطحية التي دخلت بعيدة عن التفكير السليم والمنطق السليم وتخالف بذلك كل القيم الانسانية فهناك مخابر ومكتبات ومراكز لبناء المعلومات وتضع لها استراتيجيات وفق نظريات التأثير والتأثر لكل نوع من الجمهوروانحازاته ومواقفه فتختلف تاثير ات التلوث المعرفي من بيئة لأخرى تبعا لعواملها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والدينية
إن التلوث الإعلامي بتاثيره يعدمن أخطر الملوثات الفكرية والعقلية والمعرفية بخطورته المباشرة على المشاهد والمتلقي من خلال مايقدمه في وسائله من معلومات غالبا ماتكون جميلة المنظر لكن في داخلها تحوي سموم قد تقود الآخر الى التهلكة اوالضياع
أيضا نشير الى وسائل التواصل الاجتماعي وهي اليوم الاكثر والاوسع انتشارا وباتت الأكثر تأثيرا وذات قوة وفعالية حيث تتسم غالبا بالسطحية وتكون سهلة في إيصال المعلومة وهذا مايجعل القيم الفكرية عادية وبديهية ومالوفة عند المتلقي
أيضا تكرار المعلومات يساهم في التلوث المعرفي كما لتفسيرات قادة الراي لهذه المعلومات تثبت بأن هؤلاء لهم دور كبير في التلوث المعرفي وتلوث المعلومات سواء بقصد اوبدونه
علينا جميعا اليوم ان نعمل لحماية وجود الإنسان وتأمين متطالبات حياته
إن الكتب والمكتبة هم من اهم وأصدق المصادر الحقيقية للمعلومات وغالبا ماتكون خالية من الشوائب ونقية من تلوث المعلومات التي تضخ بغزارة وغالبا ماتكون هشة وغير حقيقية فتتصخم الأمور وبذاك يؤثر سلبا على النمو المعرفي والأخلاقي عند البعض ومن هنا يجب علينا الاهتمام بالبنية العلمية والتربوية والتشجيع على هذا البحث العملي وتطويره ودعمه
وهنا نركز على دور الأسرة في مراقبة أبنائها وتوعيتهم وبناء توجهاتهم بشك سليم ثقافي معرفي اجتماعي أخلاقي وديني وأن تعمل الأسرة على إعادة بناء داخلها من خلال تعميق ذيادة الرابطة واللحمة بين افراد الاسرة
كمايجب على الأسرةان تشجع أبنائها على متابعة تحصيلهم العلمي مؤكدة على التركيز على البحث العلمي ودعمه بكل المستلزمات التي تتيح له بناء ذاته أيضا المؤسسات التعليمية لها دور كبير في المدارس والجامعات وهنا تقع على مسؤليتها بناء النهج الصحييح والسليم عبر ايصال المعلومات من مصدرها الحقيقي بعيداعن الزيف
أيضا بناءالمنهج الصحيح والسليم وتدريب الأبناء على كيفية التعامل مع التقنيات الحديثة واستخدامها
image
 0  0  190