×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

(الشال)إلهام قربوص

إلهام قربوص

قصتى القصيرة (الشال)
:::::::::::؛؛؛؛؛:؛:::::::::؛؛؛؛؛؛؛:::::::::::

كشرت الرياح عن أنيابها بكل ماأوتيت من قوة ،وبدأت تتجول بين الأشجار فتكسر منها الفروع وتقتلع الضعيف فيها ،وتجعل من الأتربةخيمة تنثرها على النوافذ والأبواب التى أوصدها أهل القرية مسرعين لتفادى هذا الطوفان من الأتربة .
لكن الله أرسل المطر كطير أبابيل تساقط قطراته سيلا رقراقا لينتصر على تلك الريح ويخمد هيجانها المدمر ؛فغاصت شوارع القرية فى بركة من الطين !
لكن "نعيمة"لايوصد لها باب تجلس كعادتها فى منتصف دارها ؛ترمق المارين ذهابا وإيابا لاتتكلم مع أحد حتى سلام الله لاترده على من يلقيه عليها !
تقلب النيران فى موقد مشتعل أمامها كاشتعال الحزن بقلبها
على فلذة كبدها وقرة عينها الذى قتل على يد"جاويش "النقطة بتهمة باطلة ملفقة له"سرقة ثمار الرمان "
من عزبة سليم باشا المجاور لزراعات القرية بضرب أفضى إلى الموت ودون فى شهادة الوفاة انتحار !
من يومها والشال الأسود لايفارق جبهتها معصوبا يتدلى طرفاه على ظهرها برباك موثوق جيدا
تميزت به دون نساء القرية صيفا وشتاء.
فى هذا البرد القارس والجو الماطرتترك دفء الموقد بناره المشتعلة التى تقارب السقف فيضىء ماحولها وأدخنته التى تهيج شعبها الهوائية فيسمع صوت سعالها القاصى والدانى .
خرجت من دارها لتأوى إلى شجرة عتيقة تتوسط الطريق الرئيسى تعصمها من النار المتأججة بصدرها والتى لاتستطيع مياه العالم أن تطفئها ،
تقوقعت كقنفد تتجول بعينيها الغائرتين فى كل الطرق المتشعبة الاتجاهات لتصل مجموعة القرى ببعضها وهى على تلك الحالة ...
رمقت دورية النقطة قادمة من بعيد ؛ازدادت دقات قلبها وبدأت تفتت عظام صدرها ويزداد ارتعاش أناملها.
وقف "جاويش"النقطة على الطريق الرئيسى ووزع "الشاويش"و""الخفراء النظاميين""؛ليطمئنوا على الحالة الأمنية بالقرية.
قفزت "نعيمة"من خلف الشجرة تنزع الشال من فوق رأسها وهى تهرول ناحيته.
لم يعير "الجاويش "اهتماما ؛ علها أقدام كلب حراسة ليلى أو ثعلب خارج من جحره ليلا.
وإذ ب"نعيمة"تطوح بالشال فى الهواء وكأمهر لاعب سيرك يجيد كل ألعاب الخدع طوقته بطرفيه حول عنقه وجذبته ناحيتها بكل ماأوتيت من قوة لتسقطه من فوق صهوة جواده وتستقبله بسكين مدبب حاد لايفارق جعبتها صوبته فى صدره قيستقر فى القلب ويلفظ آخر أنفاسه على يديها النحيلتين وتستحوذ على سلاحه الميرى"رشاش بورسعيد"
وتنطلق فى الزراعات تعدو بسرعة كجواد يحمل على ظهرهىأمهر الفرسان منتصرا فى أعتى المعارك الحربية .
عند عودة أفراد الدورية الليلية وجدوا "الجاويش"غارقا فى بركة من الدماء وبجواره شال أسود ملطخ بالدماء وبطين الشوارع انتشر الأفراد فى رحلة بحث عبر الزراعات والأزقة بحثا عن القاتل ...لكن لا جدوى.
حضر "الحكمدار"و"مأمور المركز"و"وكيل النيابة"
ولم يستدل على القاتل ..
أهل القرية كممت أفواههم بالحق المفتقد!
لم يتفوه أحد باسم صاحبة الشال.
"""""؛؛؛؛؛؛؛؛"""""""؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛"""""""""
بقلمى ::::::::::::::::::
***إلهام قربوص**
image
 0  0  181