×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

اللَّيْل لونا قصير/ القميص الزهري / 2014

اللَّيْل
شعّ في الليلِ نور حسبته سهما، أتى ليُرعب سَكِينتي في غيرِ موعد،حسبته لا يجرؤ على استباحة وحدتي، كبرق استطاع أن يوقظني من غفوتي، ففي لحظة رأيت جسدي يسبقني. واقفةً كنت في ظلمة الليل، أدركت في سكونه أنه لم يدقّ سوى بابي ،هو الذي عشقته فيما مضى...
ما باله اليوم؟
ألم يتذكر أننا قضينا لياليَ لا تُنسى؟
ألم يتذكر أسراري و معي بكى؟
ألم أقل له إني اعتزلت لياليه، ولم أعد أصدّق حتى ظلامه الأسود. طويت صفحات من حيرتي، وما أردت أن ألومه يوما، وتركت اللوم لأهله. حزني شديد، ما من كلمات عتاب تعيد آمالاً شاركتك إياها، رضيت أن أواسيك في الليالي الموحشة،
آنستك في وحدتك عندما هجرك الجميع سعيا وراء أحلامهم وسط أسرّتهم الدافئة رضيت أن أصدقكك، ففي سكونك بحثت عن كلمات ووعود لا يشوّهها ضجيج النهار،صدّقت وآمنت، فضّلت أن أغفو على أن ينتباني الحلم في عز يقظتي ويقضي على قلبي. قضيت سنين تائهة في لعبة اسمها الوهم، قضيت سنين وقلبي يتحكم في عمري. اعتزلت وفضّلت أن أعيش في وحدتي و رضيت ، لماذا تدق بابي؟هل افتقدت تعذيبك لي؟ ماذا تريد مني؟
أنا هجرتك.
أنا تناسيّتك.
أنا لا شيء،
لا تستغلّ طيبتي، لم يعد جسدي يحميني، لم يعد قلبي يواسيني. حزني بات كبيراً، وما عدت أ ستطيع تحمّلا لمزيد. إن أردت أن تأتي فاعلم أني سأذهب معك لأدفن نفسي في ظلام، وأبقى وأبقى إلى أن يفتقدني الجميع ولو للحظة، عندها لن ينفع الندم
وما همّ الندم ؟
وما همّ البكاء؟
وما همّ الهموم ؟
هي أحلام من الماضي لم تبصر النور يوما وأخذت معك أسرار لياليّ بعد أن دُفنت في الظلام قبل أن يطل النهار لفجر جديد. سألت نفسي من سيفتقدني أكثر أنت أم هو؟ و يبقى سرّك حرقة في القلب ، فأسراري دُفنت معك، ولم أحظِ منك بسرّ واحد...

لونا قصير/ القميص الزهري / 2014
ص‏
image
 0  0  473