×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
مديرة التخرير سعاد العتابي

قراءة نقدية بقلم: د. بوزيان موساوي في المجموعة القصصية “نزق ” للكاتبة السورية ريتا الحكيم

image

توطئـة:
image


1ـ الإصدار:

صدرت عن دار المختار للنشر والتوزيع لسنة 2017 مجموعة قصصية للكاتبة السورية ريتا الحكيم تحت عنوان ” نزق “، الكتاب من الحجم المتوسط ـ 128 صفحة ـ بدون تقديم، ويحتوي على خمسين قصة.
لم أحض بشرف التعرف إلى الكاتبة ريتا الحكيم شخصيا، والمجموعة التي نحن بصددها، هي أول كتاب أقرأه لها.. وهو عنصر ربما له أهميته لإضفاء مصداقية أكثر لهذا المقال بعيدا عن كل مجاملة.. مما يعني أني سأقرأ المتن Le corpus وليس الشخص/ الإنسانة الكاتبة.
وأجد نفسي محظوظا لأنني لن أتعامل كعسكري مرور مع سلامة اللغة وأبعاد انزياحتها في المجموعة القصصية التي نحن بصددها، لمعرفتي الجيدة، ولو عن بعد، بمصداقية ما تنشره دار المختار للنشر والتوزيع، وعلى رأسها الكاتب والمبدع والناقد الأستاذ مختار أمين بمعية الأستاذة سعاد العتابي، وبقية أعضاء فريق الدار…

ملحوظة لابد من إثارتها كمدخل/ عتبة قبل تناول تضاعيف قراءة المجموعة القصصية حسب ما يسمح به الحيز: إن كان تودوروف و رولان بارت وقبلهما فلاديمير بروب وبعدهم غاريماس وأحمد المديني وغيرهم..، يتبنون فكرة تعدد الأصوات في الأجناس الأدبية السرية كالحكاية، والمقامة، والرواية، والمسرحية، والقصة، والقصة القصيرة، إن نثرا أو شعرا.. فالكاتبة ريتا الحكيم أحدثت من خلال هذة المجموعة القصصية ثورة في نظرية التلفظ Théorie de l’énonciation و نظرية أفعال الكلام Les actes de parole لما جعلت من السارد والشخصية والبطل (أو اللا بطل) صوتا واحدا بصيغة الجمع كما سنرى: أنا، أنت، أنت، هو، هي، نحن…
أقرأ لكم هذا المقتطف من قصة “ما ورائيات” ( صفحة 47) من المجموعة القصصية ذاتها في نفس السياق:
“يعود إلى بداية الإنسان الأول، وأنا لم أر تحولا في سلوكي إلا بعد أن رحلت أنت وفي جعبتك أنا مع أني هناك، إلا أنني هنا أيضا. بما أنك بارع في الماورائيات، أرجوك أن تفسر لي هذه الظاهرة الغريبة، عين هنا، وأخرى هناك، قلب هنا، وآخر هناك…”

2 ـ حيثيات منهجية:

كتب الباحث فوزي سعد عيسى يقول: « إذا كانت جهود كثير من النقاد قد انصرفت إلى التنظير، فإن الحاجة ماسة إلى جهود مماثلة، بل مضاعفة، في ميدان النقد التطبيقي لأن عجلة الإبداع تسير بمعدلات سريعة وتتسع في مساحات مكانية واسعة في مصر والعالم العربي كافة».
والنقد التطبيقي في نظري قراءة تعتمد آليات علمية يفرضها جنس النص الأدبي، وميولات الكاتب، وزمن الكتابة، وزمن التلقي، وتفاعلهما، وانفعالهما مع المواضيع/ القضايا المطروحة داخل فضاءات جغرافية وزمنية، وثقافية / حضارية واجتماعية ونفسية معينة.
ويحق السؤال للضرورة المنهجية: ـ هل قصص الأديبة ريتا الحكيم مجرد وصف لما يكابده بلدها من مآسي ظرفية مصيرية جد حرجة؟… فرضية انطباعية كهذه، قد توجه القراء لانتظار مجرد وصف فوتوغرافي في قالب أدبي.. في هذا السياق كتب محمد نجم الحق الندوي، وهو يقرأ الاتجاهات الرمزية في أدب نجيب محفوظ، قال: ” من المعلوم أن الفنان الذي يصور لنا صورة فوتوغرافية للحياة ليس فنانا صادقا، وإنما يعتبر مؤرخا، أو مسجلا إحصائيا، إذ أن التصوير كلما اقترب من الفوتوغرافية، ابتعد عن دائرة الصدق الفني، وكذلك التسجيل، كلما لاءم الواقع وطابقه في صورة منسوخة بورق شفاف، أصبح بعيد كل البعد عن الخلق الأدبي، وهذا ما جعل أرسطو ينادي بأن الفن محاكاة منقحة للطبيعة تحاول التغيير والتشكيل بما يتلاءم مع الأحداث، إذ تقوم على تعديل الواقع… وتنقيح الحياة”…
لذا كان علي أن أستبعد هذه الفرضية، وأستحضر أسئلة محورية حول كفاءة الكاتبة من خلال قصصها على تمثل لحظتنا المعاصرة في تعقيدها التكويني، والتصويري، والتفاعلي معا، وكيف يتداخل فيها الحقيقي بالمحاكاة، والتشبيه، وكيف يخرج التشبيه من حدوده القصصية، والبلاغية إلى اليومي، والسياسي، والوجودي ـ الانساني عامة والعربي السوري خاصة ـ، ليبدو في صيرورة الحقيقي نفسه، وكأنه بذرة داخلية فاعلة من خلاله ، وليست خارجة عنه. .
لذا يصعب على أي قارئ متمرس التسلح مسبقا بآليات النقد التطبيقي كما أسس لها البنيويون أو على شاكلتهم الشكلانيون الروس، أو رواد الواقية، أو الواقعية الاشتراكية، أو أصحاب المنهج السيميائي ـ السيميولوجي ـ، أو المحسوبون على للبنيوية التكوينية… وحدها نظرية جمالية التلقي الحديثة النشأة والتميز، قادرة ولو نسبيا على جعل النصوص تبوح بأسرار أغوارها وجماليتها حسب نوعية زمن ومكان الكتابة / القراءة، وحسب نوعية المتلقي، ومدى إلمامه بآليات القراءة كما تبنتها مختلف التيارات والمذاهب والمدارس النقدية النظرية والتطبيقية المشار إليها سلفا.

3 ـ عتبة النص / المجموعة القصصية: نزق.
3 ـ 1 ـ تصنيف الكتاب:

وقبل القراءة السطرية الأولية والانطباعية للمجموعة القصصية التي نحن بصددها: “نزق “للكاتبة السورية ريتا الحكيم، كان لابد من تفحص محتويات الغلاف، والفهرس لكونها تشكل “عتبة النص” التي تطلعنا على معلومات قد يراها البعض هامشية، لكن ستكون لها دلالاتها ووظيفتها في تضاعيف هذا المقال كما سنرى، ونقصد اسم الكاتبة، وجنسيتها، وجنس المكتوب / المقروء، وتاريخ صدوره، وعنوان المجموعة القصصية، وعنوان كل قصة على حدة.
والملاحظة الرئيسة تكمن في اختيار ريتا الحكيم لجنس القصة القصيرة… وهو من أصعب الأجناس الأدبية النثرية/ السردية ـ ذات الأصول الغربية ـ. إذ يعتبر من الأجناس الأدبية الأكثر تعقيدا، من حيث التعريف، والتصميم، والكتابة، واختيارالركائز، والبناء المعماري، ونظريات التلفظ، واختيار المواضيع والقضايا، وتحقيق القيمة الفنية والجمالية التي تشكل أهم وأسمى عناصر آفاق انتظارات القارئ من العمل الأدبي عامة، والمجموعة القصصية القصيرة التي نحن بصددها هنا خاصة… والأكثر تعقيدا أيضا، لأن الفضاء/ المكان فيها، كما الزمن/ الزمان لا يكتفيان بتأثيث عوالم القصة، بل هما برمزيتهما وإيحاءاتهما، كائنان مؤثران على الشخصيات والأحداث والقضية (القضايا) المطروحة، ويتأثران بها بشكل حتمي في إطارعلاقة جدلية.. والأكثر تعقيدا في نفس السياق، كما أشرنا إلى ذلك سابقا يكمن مهارة استعمال تقنية تعددية الأصوات: ـ الأنا ـ الذات الفاعلة أو المفعول بها في القصة القصيرة عند ريتا الحكيم، “أنا” غالبا ما (ي) تكون بصيغة الجمع: “الأنا” ضمير مبهم قد يكون: أنا، وأنت، وأنتِ، وهو، وهي، ونحن… كما الحدث فيها، ليس مجرد مبرر للسرد والوصف والحوار، بل يخدم قضية مطروحة بعيدا عن أساليب المؤرخ والصحفي والسياسي والمواطن العادي… هي إذا عناصر تتفاعل وتتلاقح فيما بينها، مربط خيلها عقدة محبوكة باحترافية وجمالية، سواء كانت مأساوية، أو كوميدية، أو ميلودرامية، أو عبثية… القفلة وحدها تمكن من تقييم فعاليتها، إما باقتراح حل مفاجئ مريح، أو مستفز، أو محبط… أو حتى عبارة عن اقتراح مفتوح يطالب كل قارئ بإيجاد الحل الذي يناسبه كما تقاليد المسرح البرختي ـ نسبة للكاتب الألماني العالمي بريخت… والأكثر تعقيدا أخيرا شرط تواجد عنصر التكثيف في القصة القصيرة… والتكثيف لا يعني الكثافة، بل كفاءة القاص ـ ريتا الحكيم في سياقنا هنا ـ على توظيف هادف لأساليب لغوية وأسلوبية وبلاغية دقيقة وجميلة باختزال ما قد تحتويه رواية من مئات الصفحات، في أقل من صفحة أو ما يزيد بقليل…
3 ـ 2 ـ قراءة في العناوين:
عنوان المجموعة القصصية ـ نزق ـ، اسم نكرة بصيغة المفرد…. وكأنه يعني جموح.. لأن المفردتين في معجم اللغة تحيلان، مصدرا، على جموح/ نزق الفرس، وكناية، أو مجازا على: الخفة والطيش في كل شيئ… والمفردة ـ نزق ـ صفة مشبهة تدل على من طبعه حاد، وسريع الغضب… بهكذا عنوان تدعونا الكاتبة ريتا الحكيم للولوج لمقامات، ولمعالم، ولمتاهات لا نعلم كقراء كيف، وأين، ومتى، وعند من، سنكتشف مكامن الطيش والغضب: في أسلوب الكتابة؟ أم في فضاءات القصة؟ أم في الزمن؟ أم في سلوك شخصية أو شخصيات الخرافة؟ أو لربما في اختيار الحدث / القضية، وتعقيداته وحلها…؟. أو في كل هذه العناصر مجتمعة؟…
وبعيدا عن القراءة السطرية linéaire، وبواسطة مسح ـ طوبوغرافي ـ نزولا وصعودا balayage successif يمكن تصنيف عنواين قصص المجموعة لأربع حقول دلالية Champs sémantiques، اخترنا لها عناوينا تقريبية تفيد مقاربتنا، وتهدف إلى التعريف بعناوين المجموعة القصصية وتقريبها من القارئ.
ـ الحقل الدلالي الأول تحت عنوان: الوجود بقوة اللغة، أو النطق قسرا: و ضم عناوين قصص مثل:
اعترافات على حافة النزق. ص: 09، وإيحاء ص: 44، ومونولوج ص: 66، وهواجس معلنة ص: 62 ، وثرثرة ص:75، وعندما نطق الحجر ص: 86، ولغط ص: 108 إلخ…
ـ الحقل الدلالي الثاني تحت عنوان: مسخ الوجود كما في عالم كافكا العبثي الغرائبي: وضم عناوين قصص مثل:
ثورة المرايا ص: 18، وقيد حياتين ص: 42، وعندما تحولت لزرافة ص: 14، وعبث ص:110، وأطياف ص: 91، وتكوينات خفية ص: 05، ووجوه ص:29، وموت أخضر ص: 23 إلخ…
ـ الحقل الدلالي الثالث تحت عنوان: الوجود والعدم توأم من خلال حرقة أسئلة الكتابة، وضم عناوين قصص مثل:
حقائب غائبة ص: 114، ومن التراب إلى التراب ص: 33، وقرابين ص: 100، وموت أخضر ص: 23، ولا حصانة ص: 96، ونتوءات ص: 84، وانسلاخ ص: 12، وعندما سقط الحلم ص: 07 إلخ..
ـ الحقل الدلالي الرابع تحت عنوان: الوجود كتابة بأمل تفاؤل ثوري مغتصب، وضم عناوين قصص مثل:
ليلتي الأولى ص:66، وقرار صعب ص: 36، وبدائل ص: 32، وحرملك ص: 52، وتسريبات ص: 118، ووشاية ص: 39 ، ومعايير ص: 53، وخروقات ص: 81، برزخ ص: 27، وأطوار ص: 72، وإفراج ص: 51، وشرق غرب ص: 25، وشاهد عيان ص: 78، وهدنة مؤجلة ص: 20.
وقد نختزل عناوين الحقول الدلالية الأربعة السالفة الذكر أعلاه، وربما عنوان المجموعة القصصية كلها في عنوان واحد: هدنة مؤجلة كما عنوان القصة ص: 20…
لاحظتم ربما قرائي الكرام، وقراء الكاتبة الأديبة ريتا الحكيم، أني لم أختر عبثا عناوين الحقول الدلالية:
الوجود بقوة اللغة أو النطق قسرا، ومسخ الوجود كما في عالم كافكا العبثي الغرائبي، والوجود والعدم توأم من خلال حرقة أسئلة الكتابة، والوجود كتابة بأمل تفاؤل ثوري مغتصب… سؤال المكتوب والمقروء في ذات الآن حاضر طوال قراءتنا للمجموعة القصصية للمبدعة الكاتبة السورية ريتا الحكيم… عبر الذاكرة أولا، والمخيلة ثانيا، واللغة ثالثا، والبلاغة رابعا، والمعيش اليومي خامسا، والألم / الأمل سادسا، والسؤال الوجودي الأبدي سابعا…

4 ـ حرقة سؤال الكتابة في المكتوب/ المقروء:
نقرأ:
“أين هي الآن؟ لم لا تمارس طقوسها المعتادة؟ لم أنا قلق و متوتر هكذا؟ كل هذه الأسئلة أثقلت علي وحشرتني في شهقات غصت به حنجرتي..”، من قصة “قيد حياتين” ص: 43.
من يتحدث هنا؟ حسب القصة / الخرافة مجرد مراهق ذكر في مونولوج يدور حول مفاتن أنثى… لكن، وراء هذا الصوت، تختبئ الذات الساردة الأنثى/ المرأة / الكاتبة ريتا الحكيم لتحول السرد لخطاب، والخطاب لمونولوج، وفي الكواليس صنعت كتابة حرقة الأسئلة…
وقد يتساءل أحد القراء: و ما علاقة الخطاب في القصة بالسرد؟
الخطاب مجرد تمويه فني، لأنه في طبيعته سرد، لكن بتعدد الأصوات… فالكاتبة عبر قصصها تتقمص عدة أدوار، بصوت الأنثى أحيانا، وبصوت الرجال أحيانا أخرى، بلغة الشر وبلغة الخير، وبلغة اليأس، وبلغة الخلاص… تشاؤما تارة، وتفاؤلا تارة…
ولأن ريتا الحكيم واعية جدا بتحديات ورهانات كتابة القصة القصيرة، دعتنا عبر رسالة غير مباشرة ومشفرة للاحساس بمعاناتها ليس فقط بسبب ما تكابده من قهر في معيشها بل وحتى لما تسرد قصصها:
نقرأ:
“يتفوه بجمل قصيرة جدا لا تتعدى طول إصبعه الصغرى، بصمت، ثم يبدأ من جديد كمريض يعاني من قصور كلوي، وأنا أستمع لمواجزه في إيصال الشائعة على دفعات، لأفهم ما يريد، كان علي أن أربط الجمل كما ربطت اليوم سيارتي بشاحنة جاري لكي يقلني عند الميكانيكي لاصلاحها…”، من قصة “إيحاء” ص: 44 .
وتريدنا الكاتبة أن نصدق بأن السرد غائب بحضور الخطاب ولو كان حوارا مع الذات… لكن جمالية كتابتها تجعلنا ندرك سريعا ألا خطاب في قصصها.. الخطاب كما درسناه بين، والسرد كذلك بين، ولو أوهمتنا بعنوان ك “مونولوج” لإحدي قصصها ـ ص: 64 .
نقرأ:
“إلتقينا في أطلال حديقة الحي، مجرد حيز مكاني لا يشبه الحديقة في شيء، افترشنا الأرض فوق حجارة من مختلف الأحجام #…# . استأنست بوجوده وسط هذا الخراب، وسألته:
ـ من أين أنت؟ ولم أسمع جوابا؛ فسارعت بالرد عنه، لكسر جدار الصمت بيننا..”
هو فعل كتابة وليس “جدار صمت”، لأن ما من مخاطب أصلا غير الأنا، الذات الساردة، ومن ورائها الكاتبة المتخيلة لعالم افتراضي أو موازي هو أصلا من صنع ومضات كالصعقات الكهربائية تصيب الدماغ دون إحراقه…
والأغرب والأجمل في كتابة ريتا الحكيم، هي هذه المفارقة المقصودة: رغم إتقان الكاتبة لقواعد كتابة القصة القصير، فهي تجعل القارئ يبحث عن الزمن (الزمن الحقيقي / الزمن الافتراضي / زمن السرد…)، ولا زمن يلقاه غير زمن التلقي، ويبحث عن المكان.. ولا مكان غير فضاء القصة المؤثث بالدموع والأحلام، ويبحث عن الشخصيات، فلا يجد سوى أطياف أرواح منهزمة مغلوبة عن أمرها… ويبحث عن الحوار، فلا يلاقي سوى صمت بفعل كمامات فوق الأفواه…
للتذكير، “يتكون علم السرد، (كما كتب الدكتور الجيلالي الغرابي في كتابه علم السرد عن شركة دار الأكاديميون للنشر والتوزيع عمان الأردن) من أربعة مكونات، هي الفضاء أو المكان، والشخصيات، والزمان، والوظيفة السردية… تتكامل هذه العناصر، وتتلاحم حتى لا تتمايز بينها، فعلى المستوى النظري فقط، إنها أطراف تذوب في بوتقة واحدة، ويستوجب فهمها والوقوف على وظائفها، النظر إليها في إطارها الشمولي العام….
والأهم من ذلك ما كتبه عن زمن القصة:
يعتبر الزمان مكونا هاما من مكونات السرد، ويشكل طبيعة العمل، ويحددها، ويؤثر في بقية العناصر الأخرى، وينعكس عليها…
لذا نتساءل ونحن نعيش زمن الكتابة مع الأديبة ريتا الحكيم، وزمن السرد في قصصها، وزمن الحكايات فيها سردا ووصفا وحوارا، وزمن التلقي / القراءة هنا الآن معها افتراضا… ما كنه كل هذه الأزمنة المجموعة القصصية ـ نزق ـ … وتجيبنا ريتا الحكيم بصوت غير صوتها، وفي زمن خرافي يشبه زمنها، لكن من صنعها:
نقرأ:
“قاموس الأحاديث اليومية في بلدة لا يتقن سكانها مهمة سوى الإصغاء، لا بد أن يكون خاليا من علامة استفهام
ونحن كقراء، نقول: مجموعتك القصصية صاحبة الحرف الجميل مبدعتنا ريتا الحكيم: علامة استفهام كبرى تحمل هم وطن، وسؤال حداثة، وإشكالية كتابة…”
لقرائي الكرام، أتمنى قراءة ممتعة للمجموعة القصصية “نزق”، وتمنياتي بالتوفيق والتميز للكاتبة المبدعة ريتا الحكيم ولدار المختار للنشر والتوزيع، وتحايا عطرة للأساذة الكاتبة والمبدعة سعاد العتابي، والكاتبة الأستاذة ليلى المراني …
ولنا لقاء.
د. بوزيان موساوي .. كاتب من المغرب
 0  0  850