أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

ابتهال الشايب جزء من رواية (يزن)

ابتهال الشايب
جزء من رواية (يزن)
Message "إلي أين ذاهب أنا الآن؟"
سار يزن وهو لا يعرف ما الذي يفعله :"هل يوجد مخرج بسهولة من هذه الأرض ؟ إن وجد لكان جميع الموتى تركوا هذه الأرض وعادوا إلي الحياة ، لا يهم سأسير.. بالتأكيد ساجد شيئا ، أي شئ يخرجني من هذا الضياع ، أنا لا أريد المكوث هنا ."شهر بان الأشياء محبطة من حوله بشدة ، أحس بان الحياة تلك جافة عديمة الإحساس ..والموت أيضا ، والإنسان يعيش مأسوفا عليه يشفق علي حاله :" بالتأكيد هؤلاء الموتى تألموا كثيرا ..بالتأكيد تعبوا . ماذا فعل الإنسان لكي يموت أو يحيا ؟" هكذا فكر في ذلك وهو لا يميز الفرق بين معني الحياة والموت ، الموتى يتألمون من أشياء لا يعرفونها ولا يتذكرونها ، والأحياء أيضا من الواضح إنهم يتعذبون من أشياء ربما يدكونها جيدا . من الذي يتحكم في كل هذا ؟ من الذي يفعل بهم كل هذا ؟ بالتأكيد هناك احد يتحكم بالموت وبالألم وبالحياة ، بالتأكيد هناك احد احضر هؤلاء الموتى ألي هذه الأرض ، شخص قوي ..اقوي منهم وغير مرئي لأنهم لم يروا احد سواهم .: وتوقف عن السير :"ربما يكون مختبئا هنا أو هناك ، لكن من يستطيع حمل كل هذه الجثث دفعة واحدة ؟ خاصة إنهم متشابكين ببعضهم البعض وثقلهم يزيد أكثر عند التشابك :"هذا القوي هو الذي يفعل ذلك .:



لا يعرف يزن إذا كان هذا القوي إنسانا أم شيئا آخر ، لكنه يدرك تمام الإدراك بأنه هو من يعذبه ، وهو من بعث به وأرسله إلي هذا المكان ، وهو الذي أنساه معاني الحياة والكلمات والمرادفات ، وهو من جعله أبكم عن الكلام لا يعرف سوي الصياح والصراخ الذي يتبادله الموتى ليلتفتوا إلي بعضهم البعض ، لا يعرف ما الذي يرديه منه تحديدا ، الجانب الذي أسعده في ذلك انه اكتشف شيئا آخر ..أن هناك قويا . هذا الاكتشاف أعطاه بعض الأمل ، جعل الأشياء تتضح ألوانها قليلا في نظره ناظرا فيما حوله بخبث :" ربما سأعود إلي الحياة .
image
image
 0  0  491