أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

أهمية البحث العلمي في عملية التنمية

لقناة الدروب / أ. رية إسماعيل


اهمية البحث العلمي في عملية التنمية .......

التاريخ يخبرنا أن الدول التي كانت تحتل الصدارة بالبحث العلمي هي الدول الإسلامية في الوقت الذي كانت أوربا غارقة في فترة مظلمة و معارك دامية بين شعوبها حتى عصر النهضة الذي جاء لينقذها من ظلمات الجهل والحرمان إلى الوقوف على العتبات الأولى في سلم الرقي و امتلاك ناصية العلم وتسخير الطاقات لأجل الإسراع بالنهضة التكنولوجية وبلوغ ذروتها في العصر الحالي.

انعكست الموازين بعدما وقعت الدول الإسلامية بأيدي المستعمرين فحل التخلف فيها وبدأت عصور التأخر عن الركب في المقابل بدأت أوروبا عصر النهضة وبدأت المراكز العلمية بالبحث والتنقيب وكرس العلماء جهودهم للحصول على التراث العربي ونقله إلى أوربا من خلال حملات منظمة من المستشرقين الذين جاؤوا للبلاد الإسلامية لنقل ما تحتويه من كنوز معرفية إضافة إلى ذلك بدأت الثورة الصناعية في أوربا وإنشاء الجامعات لأجل دعم الصناعة بالطاقات البشرية وبدأ التنافس بين الأمم الكبرى خاصة بعد اكتشاف أمريكا وظهور روسيا كطرف منافس .

إن الذي يبحث في تاريخ البلاد الأوربية وعوامل نهضتها يجد أن الحكومات التي تعاقبت عليها هي التي شجعت البحث العلمي وإنشاء المراكز البحثية وإعداد ميزانية خاصة لها والتعاقد مع الباحثين من أجل تطوير تلك المراكز.

اضافة الى تطوير رسالة الجامعات إذ لم تعد مقصورة على الأهداف التقليدية من حيث البحث عن المعرفة و القيام بالتدريس بل امتدت لتشمل جميع نواحي الحياة العلمية و التقنية و التكنولوجية الأمر الذي جعل من أهم واجبات الجامعات أن تتفاعل مع المجتمع للبحث في حاجاته و توفير متطلباته.....

بينما في جامعاتنا وعلى الرغم من اقتناع هذه الجامعات بأهمية نتائج البحث العلمي المنجز في مراكز البحث أو في المختبرات الجامعية و دور ذلك في الابتكارات التكنولوجية فإنه ليس هناك استراتيجيات فاعلة للبحث العلمي أو سياسة بحثية لربط جهود الجامعات في مجال البحث العلمي بالمتطلبات الاقتصادية و الاجتماعية ......

و الملاحظ من خلال تطور النمو الصناعي في البلدان العربية أن هذه البلدان ما تزال تستورد التقنية من الدول المتقدمة صناعياً إضافة إلى أن الأبحاث العلمية في هذه البلدان تتسم بالتقليد و المحاكاة و تفتقر إلى الابداع و الابتكار و هو ما أدى إلى عزل أنشطة الجامعة البحثية عن أنشطة القطاعات الصناعية كما أن ضعف القدرات و البنى التحتية الداخلية في البلدان العربية يحول دون تبني الأنماط التي ابتكرتها الدول المتقدمة صناعياً الأمر الذي يجعل البحث العلمي لا يواكب حاجات القطاعات الصناعية و متطلباتها بهذه الدول .
ان أهم ما يجب الاهتمام به من قبل الدول العربية هو بناء مجتمع معرفة قائم على البحث العلمي في كافة مجالاته مما ينصب في تنمية الفرد وبناء الشخصية الحضارية التي من شأنها التنافس بما تمتلكه من قدرات خلاقة مع ما هو موجود في دول العالم .
ومن الوسائل التي تحقق ذلك .......
العمل على خلق مجتمع واع ومدرك للتحولات التي تجري في العالم وهذا لا يتم إلا من خلال بناء الأسرة المثقفة الواعية والتي يلعب الأبوان - وخصوصا الأم - دورا هاما فيها .

كذلك توفير المراكز العلمية والبحثية والجامعات بما يتناسب مع عدد السكان ورصد الميزانية اللازمة لها من خلال تخصيص مبلغ من الناتج القومي ينفق وفق خطة مدروسة ومعدة مسبقاً لاستمرارية الجامعات في عملها أولا واستحداث مراكز وجامعات جديدة تواكب التطور العلمي والتكنولوجي.

وربما يعد تثمين الاختراعات وتشجيع العلماء والمبتكرين ورصد مكافآت قيمة لهم مقابل ما يقدمونه من ابحاث وابتكارات ربما يعد من العوامل التحفيزية على تفعيل فضاء البحث العلمي لدي الدول العربية ..........
 0  0  2167