قصيدة نثرية في ثنايا الألم.. بقلم: د.عبد المجيد المحمود
مُستصرِخاً روحَهُ..ناءَ الوجعُ على كاهِلَيهِ
في وحْشَةِ الوحدةِ...
يحاولُ اصطيادَ راعِدَةٍ من أمَل
يسكبُ رَغامَاً ساخِطاً...
على شُرُفاتٍ باتتْ تضيِّعُ ملامحَ القمر
الرَّفَثُ آخرَ الحزنِ يُسقِطُ جلالةَ الصَّبرِ
يُحيلُ صداعَ الليلِ الآبقِ إثماً وغَواية
مستنفراً هذا الوهنَ النَّائمَ في كهوفِ الخوفِ
يُقْبلُ على مقابرِ الخَواءِ...
برِفقَةِ سنينٍ آفِكَة
----------------------------------
وجَعٌ أفَّاقٌ يحتالُ على قلوبِنا
يُؤَلِّبُ دقائقَ الليلِ علينا
تستعرِضُ أمامَ آهاتِنا قدْرتَها على القهرِ
يَخِزُ شوكُها أنفاسَنا فيستمرِئُ الحزنُ ساحاتِنا
مُشْعِلاً في الوحدةِ مارِجاً من ألم
فتغدو أعصابنا مَرْخاً
تُوقدُ منها نيرانُ الأرق
أحداقُنا تنتظرُ فجرَ الأفق
تسعى بمِرْيَةٍ نحو راحةٍ مُراوِغَة
---------------------------------------
البردُ يلسَعُ حيثُ لا رفيق
الألمُ المَزيرُ يُمْعِنُ في مَكْرِهِ
مُتمَلِّقاً أرواحَنا الهاربةَ في عزلةٍ باردة
مُتَّكِئاً على أغصانِ أفكارِنا
يشربُ آهاتِنا خمراً معتَّقاً
ويسكرُ ساخِرَاً من مَيْنِ أحلامِنا
فمن سيوقِظُنا من سُرياليةِ أحزاننا؟
من يُوقِظُنا من هروبِنا الدَّائمِ نحو العَتْمِ؟
من ولَعِنا المائقِ بالشَّجن؟
لنستعيدَ باستحياءٍ تَهْجِئَةَ الفرح
----------------------------------------
#د.عبد المجيد أحمد المحمود#
شرح بعض المفردات الصعبة:
راعدة: سحابة ذات رعد ـ رَغامًا: ترابًاـ الرفث: الفحش في القول و التصريح بالكلام القبيح ـ المارج: الشُّعْلَةُ الساطعةُ ذاتُ اللَّهَب الشَّديد ، أَو هو اللَّهَبُ المختلِطُ بسواد النَّار.
مَرْخ: ( النبات ) شجر من العِضاه من الفصيلة العِشاريّة ينفرش ويطول في السَّماء ، ليس له ورق ولا شوك ، سريع الاشتعال يُقتدح به :- في كلّ شجر نار ، واستمجد المَرْخ والعَفار [ مثل ]: يُضرب في تفضيل بعض الشيء على بعضه .
المَزير: الشديد ـ مَيْن: كّذِب ـ المائِق: الأحمق.