×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
مديرة التخرير سعاد العتابي

حبيبتي بوصلة الجهات.. شعر: د. عبد المجيد المحمود/ سوريا



image

هناكَ يا حبيبتي...هناكَ خلفَ النَّافذة...على تلالِ الأقحوانِ
قمرٌ لنا...
نعسانُ المقل
يَعصبُ رأسَهُ بغصنِ زيتونٍ شهيِّ الأمنياتِ
نديِّ اللمساتِ
مقهورِ الأمل
هناكَ يا حبيبتي...على حجرٍ عتيقِ الوجدِ و الهوى
يقفزُ عمرُنا
قفزَ الحجل
نسيناهُ رغمًا عن أنوفنا...و رغمًا عن قلوبِنا و عيونِنا
زرعونا بالشَّوكِ
بالنَّارِ بالخجل
هناكَ يا حبيبتي...مالتِ الشَّمسُ لتهمسَ في أذانِنا
أتذكرينَ شِعرَها
و رقصةَ الجبل؟!
الوردةُ الحمراءُ التي أحضرتُها لكِ في مغيبِ العِطرِ
لم تزلْ جذلى
و حبِّي لم يزل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هناكَ يا حبيبتي...هناكَ ما وراءَ البحرِ لم يزل
لنا قاربٌ
ممزَّقُ القلوع
و أغنياتٌ سكبناها على طريقِ النَّحلِ و الورود
بها هامتْ
ملايينُ الجموع
تَلِفَ الهوى الملقى على شرفاتِ أوراقِ الجوى
و نمتْ طحالبُ النسيانِ
ما بينَ الضُّلوع
تلكَ السنابلُ حينَ وشوشناها حبَّنا الثلجيَّ
مادتْ بها الأرض
فنادَتْ بالرُّجوع
كيفَ امتطينا لجَّةَ الهجرِ الموشَّى بالجراحِ؟!
وكيفَ لمْ ترهقْنا
أصفادُ الدُّموع؟!!
هناكَ يا حبيبتي الأولى و حبيبتي الأخيرةُ
لم تزلْ يدي مبتورةَ الرعشاتِ
على خفقِ الشُّموع
و لمْ أزلْ أغزلُ أقمارَنا و نجومنا البيضاءَ
أرجوحةً لكِ و قصيدةً ببراءةِ الفُلِّ
في تلكَ الرُّبوع
هناكَ لمْ يسعفْني قلبي و مضيتُ إلى الطَّريقِ
بدونِهِ...و تركتُهُ على كتفِ الزَّنابقِ يبكي
ثمَّ يغفو كالرَّضيع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هناكَ يا حبيبتي...على الأفقِ المزروعِ بالفراشاتِ
و بالشَّمسِ الرَّقيقةِ
و النَّسائمِ الوادعاتِ
و بالقصائدِ الحبلى بألوانِ الرَّبيعِ و دردشاتِ الليلِ
بينَ آمالِ الهوى
و قسوةِ الآهاتِ
و بعنوةِ اللوعةِ في الياسمين الذي تعربشَ دربَنا
و سرى إلى الأوصالِ
سلسبيلًا من فراتِ
لكِ التِّينُ و التُّفاحُ و لونُ الكرومِ النائماتِ في خدرِ
الجبالِ... و طنينُ النَّحلِ
في أذنِ الحياةِ
لكِ القصبُ الممتدُّ من نايِ الفؤادِ إلى سهولِ الفجرِ
إلى ندى الصبحِ الطَّريِّ
في عُمْرِ الجهاتِ
أنتِ على بعدِ ذراتِ الضَّوءِ في ناظريَّ المرهقينِ
عودُ زنبقٍ باكٍ
على دربِ الشَّتاتِ
ما بيننا تنأى سهوبٌ منَ الأحلامِ و الرُّؤى الموجعاتِ
و كواكبُ من حروفِ الشِّعرِ
في أيدي الجُناةِ
و أنا هنا لا عينَ لي تبكي...لا قلبَ يخفقُ في ضلوعي
أنا كلِّي هناكَ
رهينُ الذِّكرياتِ
 0  0  340