ألقاب أشهر الملوك في الحضارة الرافدينية.. بقلم الباحث: د. علي عنبر السعدي
ألقاب أشهر الملوك في الحضارة الرافدينية
بقلم الباحث: د. علي عنبر السعدي
الفحل - الملّاك – ابن المدينة – النشيط – ضياء المحاربين – المثقف .
عبر عصور طويلة في التاريخ، شاع استخدام الملوك لألقاب وصفات ذكرهم التاريخ بها حصرا، أو التصقت بسيرتهم.
أول الملوك الذين اتخذوا ألقاباً، هم ملوك بلاد الرافدين، وأشهرهم حسب التسلسل الزمني هم (الستة الكبار) كَلكَامش – شروكين - أو رنمو- حمورابي – سنحاريب – نبوخذ نصر.
كل هذه الأسماء، هي في واقعها صفات اتخذها هؤلاء القادة، للتعبير عن زمنهم، ولإضفاء هالة على شخصياتهم كي تمنحهم بعداً إنسانياً /عملياً، في الوقت عينه.
1- (كلكامش) كان فحل الجاموس عند السومريين حيث البيئة وفيره المياه العذبة، والأهوار دائمة الخضرة، هو رمز القوة والفحولة، وكانت قوته تظهر في قرنيه حيث النطحة القاتلة حين ينتابه الغضب (*).
(كلّة كَاموش) رأس الجاموس، هذا ما أطلق على ذلك الملك الأسطوري، فـ(كلّة – رأس (1) و(كَاموش – جاموس ) فحملت تلك الصفة من الايحاءات، مايلائم ملكاً مثله، إنه الفحل بقوته وجبروته، لكنه الأليف غير المفترس، إن لم يتعرض للأذى فيغضب، فيكون غضبه مدمراً، وهذا ما أراد أن يوحي به (كلكامش) للأصدقاء والأعداء معاً، وكان أول من اتخذ الخوذة ذات القرنين، التي ستنتقل إلى شعوب أخرى كثيرة كرمز للمحارب القوي كما عند الفايكنغ.
2 (شاروكَين)- الملك الجبار المنتصر في كل معاركه ال 36، وطوال سنوات حكمه ال 54- عاش يتيما لا يعرف له أباً، بعد أن رمته أمّه في النهر، فرّباه بستاني، مجهول النسب، فقيراً خرج من (الماء والطين) في بيئة تقدّس الماء كما تقدس الطيني باعتبارهما مصدر الخير والنماء ،لذا جاءت أساطير الخلق لتؤكد هذه القداسة حيث خلق الإنسان من ماء وطين المتوفران بكثرة في تلك الأرض المعطاء.
القمر في ليال صافية خالية من الغيوم معظم السنّة، كان مصدر الأنس والبهجة في بلاد جعلت من القمر، أغنية خالدة، أطلقوا عليه (سن) التي قد تعني (الضحوك أو المبتسم) لذا فلا غرابة أن يطلق البستاني على ذلك الملتقط الرضيع اسم (مو سن - قمر الماء).
يصبح ذلك الفتى ساقياً للملك، ثم يصل إلى الحكم بعد سلسلة من المعارك أظهر فيها قدرة قيادية وعبقرية عسكرية فذة، وما كان لوضعه كـ (لقيط) يشير إليه اسمه الأول (قمر الماء) أن يعيقه، لذا قابل ذلك بلقب آخر (ملك الطين (شاروكَين (2) أي تلك الحقول الخصبة، التي ستصبح رمزاً للمكانة والثروة (3)، لقد قالها بوضوح: إن كنت مجهول الأب، فأنا ابن هذه الأرض ومالكها وحامي وحدتها ومجدها، وليس من نسب أشرف من ذلك.
(*) - يروي سكان الأهوار من مربي الجاموس، إن الفحل حين يغضب، فإنه يكون شديد الخطورة، وقد يلجأ الى تدمير بيوت القصب في فورة غضبه، أو يقتل من يتصدى له.
-مازالت كلمة الفحل تطلق على الرجل القوي الشجاع أو الشاعر المجيد، كما استخدمت للقسم بالإمام علي المعروف بقوته وشجاعته (وعلي الفحل).
(1)- (كلّة) مازالت تستخدم في العراق بمعنى رأس – حيث يهدد الفتيان بعضهم بعضاً (اضربك كلّة أو أنطحك كلّة)
(2)-(كَين) مازالت تستخدم في أرياف جنوب العراق، بالمعنى ذاته (طين) فيقال (أكين التنور) أصنعه من الطين واصقله بالطين.
(3) - الأطيان مازالت تستخدم في مصر للإشارة إلى الأراضي الزراعية، أما في العراق ،فيسمى مالك تلك الحقول (الملّاك) وتلفظ باللهجة الشعبية (المّلاج) بالجيم المفخمة.
بقلم الباحث: د. علي عنبر السعدي
الفحل - الملّاك – ابن المدينة – النشيط – ضياء المحاربين – المثقف .
عبر عصور طويلة في التاريخ، شاع استخدام الملوك لألقاب وصفات ذكرهم التاريخ بها حصرا، أو التصقت بسيرتهم.
أول الملوك الذين اتخذوا ألقاباً، هم ملوك بلاد الرافدين، وأشهرهم حسب التسلسل الزمني هم (الستة الكبار) كَلكَامش – شروكين - أو رنمو- حمورابي – سنحاريب – نبوخذ نصر.
كل هذه الأسماء، هي في واقعها صفات اتخذها هؤلاء القادة، للتعبير عن زمنهم، ولإضفاء هالة على شخصياتهم كي تمنحهم بعداً إنسانياً /عملياً، في الوقت عينه.
1- (كلكامش) كان فحل الجاموس عند السومريين حيث البيئة وفيره المياه العذبة، والأهوار دائمة الخضرة، هو رمز القوة والفحولة، وكانت قوته تظهر في قرنيه حيث النطحة القاتلة حين ينتابه الغضب (*).
(كلّة كَاموش) رأس الجاموس، هذا ما أطلق على ذلك الملك الأسطوري، فـ(كلّة – رأس (1) و(كَاموش – جاموس ) فحملت تلك الصفة من الايحاءات، مايلائم ملكاً مثله، إنه الفحل بقوته وجبروته، لكنه الأليف غير المفترس، إن لم يتعرض للأذى فيغضب، فيكون غضبه مدمراً، وهذا ما أراد أن يوحي به (كلكامش) للأصدقاء والأعداء معاً، وكان أول من اتخذ الخوذة ذات القرنين، التي ستنتقل إلى شعوب أخرى كثيرة كرمز للمحارب القوي كما عند الفايكنغ.
2 (شاروكَين)- الملك الجبار المنتصر في كل معاركه ال 36، وطوال سنوات حكمه ال 54- عاش يتيما لا يعرف له أباً، بعد أن رمته أمّه في النهر، فرّباه بستاني، مجهول النسب، فقيراً خرج من (الماء والطين) في بيئة تقدّس الماء كما تقدس الطيني باعتبارهما مصدر الخير والنماء ،لذا جاءت أساطير الخلق لتؤكد هذه القداسة حيث خلق الإنسان من ماء وطين المتوفران بكثرة في تلك الأرض المعطاء.
القمر في ليال صافية خالية من الغيوم معظم السنّة، كان مصدر الأنس والبهجة في بلاد جعلت من القمر، أغنية خالدة، أطلقوا عليه (سن) التي قد تعني (الضحوك أو المبتسم) لذا فلا غرابة أن يطلق البستاني على ذلك الملتقط الرضيع اسم (مو سن - قمر الماء).
يصبح ذلك الفتى ساقياً للملك، ثم يصل إلى الحكم بعد سلسلة من المعارك أظهر فيها قدرة قيادية وعبقرية عسكرية فذة، وما كان لوضعه كـ (لقيط) يشير إليه اسمه الأول (قمر الماء) أن يعيقه، لذا قابل ذلك بلقب آخر (ملك الطين (شاروكَين (2) أي تلك الحقول الخصبة، التي ستصبح رمزاً للمكانة والثروة (3)، لقد قالها بوضوح: إن كنت مجهول الأب، فأنا ابن هذه الأرض ومالكها وحامي وحدتها ومجدها، وليس من نسب أشرف من ذلك.
(*) - يروي سكان الأهوار من مربي الجاموس، إن الفحل حين يغضب، فإنه يكون شديد الخطورة، وقد يلجأ الى تدمير بيوت القصب في فورة غضبه، أو يقتل من يتصدى له.
-مازالت كلمة الفحل تطلق على الرجل القوي الشجاع أو الشاعر المجيد، كما استخدمت للقسم بالإمام علي المعروف بقوته وشجاعته (وعلي الفحل).
(1)- (كلّة) مازالت تستخدم في العراق بمعنى رأس – حيث يهدد الفتيان بعضهم بعضاً (اضربك كلّة أو أنطحك كلّة)
(2)-(كَين) مازالت تستخدم في أرياف جنوب العراق، بالمعنى ذاته (طين) فيقال (أكين التنور) أصنعه من الطين واصقله بالطين.
(3) - الأطيان مازالت تستخدم في مصر للإشارة إلى الأراضي الزراعية، أما في العراق ،فيسمى مالك تلك الحقول (الملّاك) وتلفظ باللهجة الشعبية (المّلاج) بالجيم المفخمة.