×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

المقصلة الكاتبه امل رفعت

المقصلة
يُزهله الأدب الإنجليزي خاصة أدب الجرائم؛ أثر فيه ألفريد هتشكوك وأجاثا كرستي حد التماهي مع أحداث القصة أو الرواية البوليسية، التفكير في حل اللغز ينشط ذكاءه، اقتنى كل ما تقع عليه عينه لهما من كشكِ عم سالم أسفل منزله، شكل الكاتبان حياته، وبدلت أحداث أعمالهما القصصية لقبه "الغبي" أطلقه عليه والده بعد تكرار فشله في تحصيل المواد الدراسية، و رسوبه في المرحلة الإبتدائية باسمه حَسْن؛ علمته أجاثا أن يتتبع الخيط ليصل إلى المجرم في قضيتها، وعلمه هتشكوك أن يقاوم آفة النسيان بتتبع تاريخ كل مفقوداته من لعب ونقود و أوراق وكتب مدرسيه. لأبيه ضابط الشرطة مقولة مشهورة رددها مرارا وتكراراعلى مسامعه إلى أن انتقل إلى جانب زوجته في السماء"آفة العلم النسيان، والنسيان مرتبط بغبائك يا حسن" لم يحب حسن أن يسمع مقولة أبيه، فكيف لفاقد الشئ أن يعطيه وكيف يترك مسدسه الميري أمام أعين الصغار؟ تدرجه في التعليم حتى كلية الهندسة، أتى من تحديه للقبه المكروه... لم يسلم أيضا من لسان والدته حينما تنعته بالأهبل؛ يفتح فاهه بغباء عند تلقي أوامرها بشراء احتياجاتها، هل كان يعاندها عندما يسأل عم سالم عن كل جديد من كتب عمالقة حبه الأوحد في القراءة، ويشتري منه الكتب القديمة قبل شراء إحتياجات الوالدة؟ امتنعت بدورها عن إرساله لقضاء المشتريات للأبد بعد سكبها كوب من الشاي الساخن أحرق جبهته وألهب وجنتيه؛ الأبله يتوعد كل من يناديه باللقب المشؤم بعواقب وخيمة، يتخيل رأس أبيه كرة قدم يلعب بها مع أقرانه؛ يركلها بعنف ويسدد الهدف، أضحى أكبر هداف في شارعهم، يثير بذلك غيرة قرنائه الأغبياء ممن لا يقدروه حق قدره، خاصة صديقه اللدود المتدرج معه في سنوات الدراسة حتى الجامعة، وانتهت صداقتهما الحميمة البائسة عندما فضلته حبيبته عليه؛ وضع الأثنين تحت مقصلة النسيان حتى يهدأ باله ويستكين.
زوجته وزميلته في العمل تراه رجلا ذكيا لترقيه في وظيفته المرموقة بسرعة، وفي وقت قصير؛ فيكتسب غيرة زملاءه وحسدهم على سعادته في الحب والعمل، بالرغم من ذلك لا يقدر النعمة، ولا يشبع إحتياجاتها، ولا أنوثتها الفياضة، تتساءل في إحتقار لما تزوج واحدة بجمالها وعنفوانها وأنوثتها الطاغية؟ كل همه القراءة لساعات طويلة من الليل، ومن باب أولى أن يدغدغ مشاعرها، أو حتى يعمل وقت إضافي لتزداد رونقا وجمالا بشراء المزيد من أدوات التجميل الغالية والأزياء بمركاتها العالمية وجزم وشنط ومجوهرات؛ من وجهة نظره خيانتها مبررة مع زميل العمل الأكثر حقدا، لكنها غبية، فجريمة الخيانة مفضوحة، وغير محكمة. تداعب مخيلته ذكريات لعبة كرة القدم كلما شعر بنظرة تنعته بالدونية؛ يكمل اللعبة في خياله؛ فتزداد عدد الرؤوس التي يركلها ويضعها في متحفه التاريخي لكرة القدم؛ يُعد حسن ذاته المصونة الأذكى على الإطلاق، مما يجعلة جاهزا لإنتاج أول أعماله الروائية عن الجريمة الكاملة وغباء إداراة البحث الجنائي، بعد نجاحه في تأليف و إخراج ستة جرائم كاملة.
image
 0  0  290