×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
ناريمان علوش

"سوريا بعد الحرب، "فوضى" أم "قيم جديدة؟"

هي قاعة صغيرة مختبئة بين أزقة الحمرا كحرف أبجدي أبى أن يسرح على شوارع فسيحة وواسعة كي لا تدهسه قطارات السرعة في عصرنا التكنولوجي المبرمج، فاختار ذلك الزقاق الملتوي الى عمق العقل كي يكون مصب الفكر والأدب و ملاذا للثقافة وملجأً للباحثين عنها. إنّها قاعة "ألف" التي تحتضن تحولات السير من شوارع التكنولوجيا الى أحرف الأبجدية.
نظم منتدى تحولات الذي يرأسه الكاتب والإعلامي سركيس أبو زيد اليوم الواقع في ٢٥-٩-٢٠١٧ بحضور نخبة من الاعلاميين والمثقفين، ندوة بعنوان " سوريا بعد الحرب، فوضى أم قيم جديدة؟" مع الأديبة السورية كلاديس مطر و الروائية سلوى البنا التي افتتحت الندوة بانتمائها الفلسطيني السوري وبحروف تبلسم الروح وتزرع الأمل في القلوب حيث قدّمت خطة إحياء سوريا بحروف أبجدية شعرية وليس بقواعد ونظم قانونية.. ترى الروائية ان سوريا ما زالت بألف خير وأن كل ما خلّفته أعاصير الحرب من دمار سيُعاد بناءه وجميع الجروح ستلتئم ولكن كل ذلك لن يتم الا بمفعول الحب.. حب الوطن.. فهو القطعة الخشبية التي ستوصل الشعب والوطن الى بر الأمان.
أما الأديبة كلاديس مطر فقد غلّفت غصّتها وأحاطتها بأطر وأنظمة قانونية وخطّة استراتيجة على سوريا اتباعها حتى تنهض من جديد، وليس كي تعود الى طبيعتها بل لتكون أقوى مما كانت عليه في السابق.
بدأت الأديبة السورية بتمشيط ذاكرتها على أرصفة وطنها ما قبل الحرب.. عادت الى عام ٢٠١٠ حيث كان الأمان والسلام يخيمان على كل ركن من سوريا وقد استعانت ببعض الأرقام والاحصائيات التي تعكس وضع سوريا الاقتصادي والناتج القومي والناتج المحلي الذي تجاوز ال ٦٤ مليار بين عائدات النفط وايرادات تصدير الكهرباء والكم النقدي الأجنبي الداخل الى الاراضي السورية عبر السياح حيث بلغت نسبة السائحين آنذاك ١٠ مليون نسمة.
كل ذلك الأمن والأمان والاستقرار والاكتفاء الذاتي كان قبل أن تشن الحرب هجومها الدامي وتفتك بجسد سوريا لتفكك أعضاءه ويتحول كل عضو منه الى جسد مستقل بحد ذاته وذلك بدافع الدفاع عن نفسه وأرضه وبيته وبالتالي أدى ذلك الى تفكك الأنظمة والقوانين.
أما عن أسباب الحرب فقد نسبتها الأديبة الى عوامل عديدة عدا عن المؤامرة التي أحيكت ضدها ومن تلك الأسباب:
- تفشي بذرة الطائفية.
القرارات الادارية الارتجالية اي سوء ادارة بعض المشاكل.
الشائعات المدسوسة التي تحرّض الشعب.
الإعلام الذي أشعل فتيلة الحرب.
تضارب المصالح الدولية التي دفع ثمنها الشعب.
الحدود المفتوحة التي ادت الى دخول ارهابيين من كل حدب وصوب واصبح من الصعب سد تلك الثقوب التي يتدفقون منها.
البلبلة التي ضعضعت المزاج العام للناس فأدت الى انخفاض نسبة الانتاج.
تصدّع القيم والمبادىء لدى البعض...
أما الحلول للخروج من تلك الفوضى هي معالجة المشكلة من الجذور وكانت اقتراحاتها عديدة لمحاربة الارهاب الذي يخطط ويصمم على تدمير المجتمع، أولا عبر مصارحة الحكومة لشعبها عن الحقيقة التي حصلت والتي أودت بسوريا الى هنا ومن ثم وضع الحلول.
التعامل مع جميع المواطنين بنظام مدني.
جعل الأهداف الفردية بموازات الأهداف العامة( أهمية حق المواطن من المأكل والمشرب نفس أهمية القضية الفلسطينية)
فالمواطن الجائع لن يستطيع التفكير ولا العطاء ولا البناء..
-اكتفاء الناس يؤدي الى الابداع، فسوريا ليست مجرد أرض، سوريا كيان من لحم ودم، وهجرة مواطنيها منها يعدمها.
-عدم اقحام الدين في السياسة كي لا يتلوث، فالدولة الحكيمة هي الدولة البعيدة عن الانظمة الدينية.
-تحويل الدولة الى دولة علمانية مئة في المئة.
-الغاء مادة الدين من المنهاج الدراسي لجميع الصفوف واستبدالها بمادة الأخلاق.
-اقامة مشاريع عمرانية وتشغيل اليد العاطلة عن العمل.
واخيرا وجود شرطة حقيقة تطبق القوانين وتفرض العقوبات، كما طالبت بغربلة القيم بعد ٧ سنوات من الحرب من اجل البقاء على قيد الحياة.
اختتمت الندوة بأسئلة من الحضور وتمنيات ان يعود النبض والحياة الى تلك الأرض وشعبها.
image
image
image
image
image
بواسطة :
 0  0  339