×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

Nariman Alloush قصة من طفولتي:

قصة من طفولتي:Nariman Alloush
image

حين كنت طفلة صغيرة، كان جدي يملك دكانا كبيرا للمواد الغذائية وكنت أقضي معظم وقتي معه.. كان موقع الدكان يستقطب جميع المارة من القرى المجاورة حيث كنت أقابل يوميا جميع أنواع الناس من جميع الفئات والمستويات..
كان جدي يضع انواع الشوكولا الغالية الثمن على الرف العلوي حيث لا يطاله الصغار بينما يضع الأنواع الرخيصة على رف منخفض يحتوي على شوكولا اونيكا وهالي وتشيبس جحا و.... هذا الرف مخصص للصغار أو ربما للفقراء...كنت قد حفظت جميع الأنواع التي يحتويها نظرا لقصر قامتي وصغر سني.. حاولت مرارا وتكرار أن أصل للرف العلوي وكنت أمد يدي يوميا لأقيس طولي وأحاول أن أقفز لأرى الشوكولا الشهية والتقط ما استطيع منها..
كل يوم تقف سيارة وينزل منها رجل وأحيانا زوجته.. ينتقي تشكيلة من تلك الأنواع دون أن يسأل عن ثمنها، يدفع ما يطلبه جدّي ويخرج.. الى أن جاء رجل طويل القامة وقف الى جانب الرف وبدأ بالتأمل.. انتظرت منه أن يفعل كما يفعل ذلك الرجل وغيره من الزبائن لكنه جلس القرفصاء وانتقى شوكولا أونيكا واتجه الى جدي ليدفع ثمنه لكنه صعق حين سمع أن الأونيكا قد زاد ٥٠ ليرة فاعترض وقال أن هذا لا يجوز فأجابه جدي وهل تستحق الخمسون ليرة كل هذا الاعتراض؟
أجابه الرجل: الفقراء أمثالنا تختلف لديهم كل الحسابات.. فأعاد الرجل الأونيكا الى الرف وبدأ بالبحث عن واحد أرخص ب ٥٠ ليرة..
حزنت على ذلك المشهد وبدأت أفكّر بالرجل.. وحين جئت مع أبي الى الدكان كي يشتري لي حملني الى الرف الأعلى كي أنتقي من انواع الشوكولا الغالية الثمن.. نظرت اليها نوعا نوعا ولم أشتهِ منها شيئا فطلبت من أبي أن يعيدني الى الرف السفلي لانتقي الأونيكا اللذيذة وما زال حتى اليوم نوع الشوكولا المفضل لدي..
image
 0  0  376