أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

أَلْمُجَامَلَاتُ...لِمَاذَا؟! [٨] نـــــــــزار حيدر

أَلْمُجَامَلَاتُ...لِمَاذَا؟!
[٨]
نـــــــــزار حيدر
أَمّا في التَّجرِبة العراقيَّة، فاسمح لي، عزيزي القارئ عزيزتي القارئة، أَن أَعود بكم قليلاً الى الوراء وتحديداً أَيام [المعارضة العراقيَّة] وعلى وجه الخُصوص في الأَعوام (١٩٩٤-١٩٩٦) عندما شبَّ الاقتتال الكُردي الكُردي بأَعنفِ أَشكالهِ، اذ كان الأَوّل من نوعهِ داخل المُدن، عندما أَقامَ المجتمع الدّولي منطقةً آمنةً في شمال خط العِرض (٣٦) والذي شمِلَ المحافظات الكرديّة الثّلاث [السُّليمانيَّة، أَربيل ودهوك] أَمّا خارج المُدن وعلى قِممِ الجبال وسفوحها فيعودُ الاقتتال الكُردي الكُردي الى قبل هذا التّاريخ بعقودٍ طويلةٍ وبما كان يُطلق عليهِ بالاقتتال بين البيشمرگة والجحوش! وهي التّسمية التي يُطلقُها الكُرد على القوّات الكرديّة التي تقاتلهُم الى جانب قوّات نِظامُ الطّاغية الحاكم في بغداد!.
وإِنّما وددتُ أَن أَسرِدَ قصّة ذلك الاقتتال الذي كنتُ شاهداً حيّاً عليهِ عشتُ لحظاتهُ وتعرَّضتُ بسببهِ الى الموتِ المحتَّم لولا لطفُ الله تعالى، كوني أَحد أعضاء لجنة فكّ الاشتباك أَوّلاً ثمَّ عضو لجنة تبادل الأَسرى! لأبيّن طريقة العراقييّن في تعاملهِم مع الأَزمات العامّة! والتي تُنتج، الطّريقة، أَزمات ممتالية وتستنسخ المشاكل المُزمنة! من جانبٍ، ولتوضيحِ فكرةٍ في غاية الأَهميّة الا وهي أَنّ ما نراهُ اليوم من أَزماتٍ تعصف بالعراقِ بعد انتقال قِوى المُعارضة ذاتها الى السُّلطة في بغداد، مردَّها طريقة التَّعامل الخطأ وغير السّليمة مع الأَزمات، والتي تستصحبها القِِوى السّياسية من مرحلةٍ لأُخرى ليستنسِخوا بالتّالي نهر الدَّم المسفوك ظُلماً وعُدوانا على مذبحِ مصالحهِم الحزبيّة الضّيِّقة وأَنانيّاتهم التي لا حدودَ لها، من جانبٍ آخر!.
فعندما حصلت أَوَّل مُواجهة مسلّحة بين عناصر الحزبَين الحاكمَين (پارتي ويكيتي) عام ١٩٩٤ في ناحية (قلعة دزة) التّابعة لمحافظة السُّليمانيّة التي يُسيطر عليها اليكيتي [حزب مام جلال] والقليل من الحركة الاسلاميّة بزعامة المرحوم [ملّا عُثمان عبد العزيز] نقل لنا الخبر (المؤلم) كاك مسعود بارزاني، وقد كُنّا في إِجتماعٍ مشتركٍ للهيئة الرِّئاسيّة [الثّلاثيّة] والمجلس التنفيذي [٢٥ عضوٍ كنتُ أَحدهم] للمؤتمر الوطني العراقي الموحد في مقرّهِ الرَّسمي في مصيف (صلاح الدّين) [والذي كان قد تشكَّل عام ١٩٩٢ كجبهةٍ سياسيَّةٍ تضمُّ كلّ القِوى السّياسيّة المعارِضة لنظام الطّاغية الذّليل صدّام حسين بكلِّ إِتّجاهاتها وخلفيّاتها الفكريّة والأيديولوجيّة لتوحيدِ خطابِها السّياسي والجهادي (النِّضالي) ضدّهُ!] نقل الخبر قائلاً؛ لقد وقعَ اليوم حادثٌ مؤلمٌ تَمثَّل باشتباكٍ مسلَّحٍ بين عناصر الحِزبَين الحاكمَين! وأَضاف؛
إِنّهُ أَمرٌ مرفوضٌ بكلِّ المقاييس! وَنَحْنُ في الحزبِ الدِّيمقراطي مصمِّمون على تجنُّب إِراقة حتّى قطرة دمٍ واحدةٍ من أَبناءِ شعبِنا! [الكُردي] حتّى لو اقتضى الأَمرُ أَن نترُكَ المُدن ونعودُ الى الجبل!.
بَعْدَ ذلك تطوَّر الاقتتالُ الكُردي الكُردي تارةً بين الحزبَين الحاكمَين وأُخرى بين الاتّحاد الوطني والحركة الاسلاميّة، وهكذا، حتّى جرت الدِّماءُ أَنهاراً وتمَّ تدمير أَلبُنى التَّحتيّة لمحافظات الإقليم! إِستُخدِمت فيه أَقذر الأَساليب والوسائل غير الانسانيّة لتصفيةِ [رِفاق السّلاح والمصير والهدف] الواحد ضدَّ الآخر، منها على سَبِيلِ المثالِ لا الحصرِ إِجبارِ الأَسيرِ من أَحد الطَّرفَين المُتقاتلَين على شربِ البنزين لتُطلق على بطنهِ النار بعد أَن تمتلئ بهِ! وهكذا! مِن دونِ أَن يتركَ أّيّاً من القادةِ المدينة ويعودُ الى الجَبلِ لتجنُّبِ إِراقةِ الدَّمِ الكُردي كما وعدَ!.
فيما كانَ يعمدُ الطَّرف المنتصِر الى تفجيرِ كلِّ المباني التي تحمل لون الطَّرف الآخر [الأَخضر لون الاتّحاد الوطني والأَصفر لون الحزب الدِّيمقراطي] كلَّما سيطرَ على المناطق الخاضعة لَهُ!.
وبعد إِقتتالٍ قاسٍ دام أَشهر قرَّرت قيادة الحزبَين الحاكمَين الجلوس الى طاولةِ المُفاوضات بوساطةِ أَطرافٍ وطنيّةٍ وإِقليميّةٍ ودوليَّةٍ صديقةٍ! وبطريقةِ تبويس الِّلحى والمُجاملات طبعاً كعادةِ العراقييّن! من دون البحثِ في أَصلِ المشكلةِ والغَوصِ في عمقِها الحقيقي! ولذلك ظلَّت النّتائج طلاءٌ يُطلي المفاوضات ليس إِلّا!.
وعلى أَثر مفاوضاتٍ ماراثونيَّةٍ! أَعلنَ الحِزبان بأَنَّهما توصَّلا الى إِتّفاقٍ إِستراتيجيٍّ أَطلقوا عليهِ وقتها صفة [التّاريخي] مدَّتهُ [١٠] أَعوام!.
فماذا حصلَ بعد ذلك؟!.
غَداً باْذنِ الله سنُسجِّل بقيَّة القِصَّة للتّاريخ!.
*يتبع
٦ شباط ٢٠١٧
لِلتّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1
(804) 837-3920

 0  0  370