×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

اسطورة مجدة الحوسني

image
أسطورة مجدة
للحياة طعم حي حينما تعش مرتاح البال, ولا يلهمك جيشان الهوى لتقع في سجن الأوهام ,من يدري كيف يكون غدا لهو من الآلام ,وما خبائه القدر من سهام, لا لا تنعت القدر بأنه شخص مشوم, وإنما هوه ليس إلا رسول يرسل لكل ذي حق حقه ,فلا ينقص ولا يزيد منه شيء, هذا ما علمتني أمي إياه, عندما كنت صغيره في السنة الأولي من عمري, قالت لي عندما كنت في مثل عمرك تماما, حينما أحاطت بها مطبات الحياة من نعومة أظفارها ,وحاصرتها أشباح القضاء من كل حد وصوب, وهي لا تزال لم تتعلم من الحياة سوي القليل, ولكنها تعلمت في ساعة واحدة كل تقاسيم الحياة ,بكل ملامحها, البريئة منها بعد الكئيبة, قبل الحزينة من بين المفرحة ,وكبرته بها لحظات الحياة, لتكبر جثة هشة لا يعلم أحد ما تحتويه في داخلها من غبار ودمار, نشئت جسد نحيل بأعباء الحياة, التي لا تعلم من أي باب قد تسللت هي إليها, لتخيم على سكونها, جالست نفسها كبرت وهي تتسلق تفاهات الحياة ,عفوا!!! مأزق الحياة الشاردة خطوة خطوة ,ولم تدرك ما هو المصير, مجدة أبنتي بماذا تفكرين الأن؟؟؟!! مجدة أبنتي بماذا تحلمين الأن؟؟؟!! والي متي ستظل كل الأسئلة تتوغل الى أدغال عقلي المكبوتة وأنتئ تتحدثين معي يا أمي في الصميم, لتناجيه لتوقظه من غفلات الحياة ,وتنير دربه بشمعة أوشك الموت أن يسلب ما بقي لها من عمرها, وهي لا تزال صغيره وردية في ريعان الطفولة البريئة الخجولة ,مجدة أبنتي دليني على معانيك العظيمة التي لا تنسي من ذاكره الزمان الصامد ,مجدة الم تدلي على أنك المجد والرفعة, لما أراكي مكنوسة الجبين بين اليدين من صراعات الحياة اليوم, والم أعهدك بأنك يد مدت إلي كل من يطلبها ولم ترضي بخذلان العطاء, لم أراكي قد خمرتها بهذه القيود المرتجفة, مجدة لقد علمت بأنك شاذة لا يشابهك أحد من بني البشر ,نعم أنتئ غريبة حقا ,فبسمتك الهاربة من أحضان شفتيك الوردية, أراها ألان قد ركنت في ركن بعيد غريب لم أراه من قبل, لقد سلبت منك دون رئفة, وبشوشة الوجه المنيرة الذهبية, ذهبت مع أدراج الرياح العاصفة, ونظراتك الخجولة الغريبة بهمساتها, لقد لفت علي عنقها الحجاب المبلول بأسرار لم أعهدها في حياتي أي إنسان قط ,مجدة أبنتي سأقولها لك الأن وانا يتيمة الأم منذ المهد , لقد علمتني الحياة بأن أكون دائما سعيد ,وأن أرسم بألوان قوس قزح السبعة حياتك معي, مجدة أخبرينى بماذا تفكرين الأن, مجدة بماذا تحلمين الأن, يا أبنتي مات من مات اتعلمين كيف مات, أن التذكر في الماسي يزيد مره هذه الحياة, فدعيني أعيش ما بقي من عمري قبل الشتات, وتلذذي معي بحلاوة أوصافك قبل أن تتبخر مع نيران الذاكرة الساهية, مجدة ابنتي ها أنتئ تقفي الان بعد كل لعنات الحسد والعين وقفت الا مبالين أمام العواصف القوية, لتعلمين الجميع بأنك أسم على مسمي, لا يرضي بالخسران والهزيمة, وتظلين نور لك ولي ولكل من يحبك لا ينطفئ على مر العقود والقرون.
 0  0  720