أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

المعراج إلى القدس: رحلة في بطون القصيدة.. دراسة نقدية في قصيدة"ياقدس" للأديب: مختار أمين بقلم الناقدة: سامية البحري

image




دراسة نقدية : قصيدة: "يا قدس" للكاتب/ المبدع مختار أمين أنموذجا
بقلم الأستاذة سامية البحري
المعراج إلى القدس: رحلة في بطون القصيدة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القصيدة: للشاعر مختار أمين
يا قدسُ
يا قدسُ يا مدينةَ السلامِ
ملكتِ حواسَ البشرِ
والقلبُ فيكِ هام
جئتُكِ راكعا ..
منتظرَ البركةِ
وحضنِ الالتحام
شامخةً تقفين في هيبةٍ
رافضةً كل الاستسلام
يعزيكِ العالمُ يا أبيةٌ
والولَدُ ولدُكِ يولدُ
كي يثأر للغدرِ
لينال الوسام
وسامَ الشرفِ للإنسان
الدفن في ثراكِ
في هيام
واستشهادٌ مجيدٌ
يرفعُ رايةَ الإسلام
ما الغدرُ إلآ وكنتِ أنتِ
حاصدةٌ وعدوانٌ غاشمٌ
فاقَ الملام
على أرضكِ بَرَكَ الكبْرُ
واستحالَ الاقتحام
كوني أنتِ أنتِ
عاليةَ النجمِ
تُنيري الكونَ للأنام
وأنا سأسجدُ على ترابكِ
لا أبالي للأكاذيبِ والأوهام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تصديريقول رامبو: "إن اكتشاف ما لا يعرف، يفترض أشكالا عديدة"
مدخل: من هنا نبدأ، ومن هنا نقلع في فضاء القصيدة "يا قدس"، فعالم الشعر فيها جديد، لم يحدّد بعد، لحظة كشف،
تكسر حدود العقل، وتتحدّاه، ولهذا لابد له من الارتفاع على الشروط الشكلية ليحلق في فضاء رحيب .
هكذا هو نص "يا قدس" يباغتك ويتحدّاك، ثم يملك منك القلب والروح، تهتف وأنت تلجه:
جئتك، شعاري القرطاس والقلم، أسجد بين الحروف، لا أبالي ـ إن أريقت روحي ـ على "جدارية القدس"
أتناول القصيدة بالاستناد إلى لحظتين، لحظة تشكل جسد القصيدة ولحظة ولادة المعنى.
1 ـ لحظة تشكل جسد القصيدة :
أ ـ في موسيقى النص:
للموسيقى وقع جليّ في النص الشعري، فقد كانت ولا تزال محور الكتابة الشعرية، منذ الجاهلية، مرورا بعصور التجديد
وصولا إلى الموشحات والمخمسات والرباعيات والمواويل والمزدوجات حتى نحط الرحل عند الشعر الحديث وقصيدة النثر.
وموسيقى الشعر ـ بداهة ـ أسبق من العروض وقد عبّر عن هذا صلاح الدين الصفدي قائلا:
"إنّ العروض كان في الوجود بالقوّة، إلى أن أظهره الخليل بن أحمد"
ومن هنا نلج عالم الإيقاع في نصنا هذا، فنتوقف عند القافية.
ـ في القافية:
لقد اشتغل الشاعر في قصيدته هذه على نظام القافية، فوظف طاقات القافية لتنغيم الخطاب واكسابه شحنة إيقاعية
ومن أمثلة ذلك مجيء الكلمات التالية:
السلام / الالتحام / الاستسلام / الوسام / الاسلام
على نسق واحد، في التعريف مع اختلاف في عدد المقاطع بين المقاطع الطويلة والقصيرة
نستثني من ذلك كلمتين:
هام / هيام ـــــــــــــــــــــ الاشتراك في التنكير والتقارب في الدلالة فهما ينتميان إلى نفس المعجم
(العشق، الوجد، الصبابة)
وبناء عليه، تساهم القافية في تشكيل ملامح الايقاع الخارجي للقصيدة وابراز غنائيتها، وقد لعبت دورا فاعلا في
تأطير الجملة الشعرية وتأسيس الدلالة في النص.
ـ في الحروف:
نلحظ التجاور الحرفي بين جملة من الألفاظ، لاشتغالها على حروف ذات مخارج صوتية واحدة ومثال ذلك:
المجموعة الأولى:
السلام ــــــــــ الاسلام ـــــــــــــ الاستسلام
يتردد حرف "السين" وهو حرف صفيري، يحدث نغمية ، وينساب في الأذن كلحظة همس بين عاشقين، تأبى "الاستسلام" وتطلب "السلام" وكل ذلك يتوحد في دائرة المصطلح الأوسع وهو"الاسلام"
فيرسم الشاعر شعارا يتوحد مع مقصدية القصيدة: لا للاستسلام/ نعم للسلام/ تحت راية الاسلام
المجموعة الثانية:
الالتحام ـــــــــــــــــ الاقتحام
يتردد حرف "الحاء" وهو حرف حلقي، يخرج من الأعماق فيعبر عن قوة الرسالة التي تحملها اللفظة، التي تتطلب الوحدة والانسجام من اجل هدف واحد، هو هدف المقاومة
ألا يتطلّب "الاقتحام" "الالتحام" وإلا فشل المشروع الثوري البديل؟
وهنا يقدم الشاعر بديلا موضوعيا، فيتحول الشعار الذي رسمه ، من النظري إلى التطبيقي.
ويصبح النص الشعري وسيلة للنظر في الواقع، ومحاولة اقتراح الحلول، وهذه هي وظيفة النص الحديث، الذي يجب أن يقطع مع النص القديم الذي يدور في بوتقة الذات، ولايغادرها، إذ نرى الشاعر القديم إما عاشقا/ مشتاقا /
أو راثيا / ملتاعا/ أو مادحا / ممجدا/ أو ثالبا/ شاتما ...إلى غير ذلك من الصور.
نقطة الالتقاء: حرف "الميم"
تتوحد المجموعتان في دائرة حرف "الميم" وهو حرف شفوي، يحتاج إلى اطباق الشفتين فيصل كصوت إلى الأذن ليرسم قبلة على ضفاف الروح، إنها روح "أولى القبلتين"
ب ـ في هندسة القصيدة:
يتشكل نصنا هذا في هيئة جسد، تسكنه الروح، فيتراءى لنا وقد تركب من : راس+ جذع+أطراف
وسنحاول أن نثبت رؤيتنا هذه انطلاقا من الرسم البياني التالي:
الرأس: ـــــــــــــــــــــــــ يا قدس، يا مدينة السلام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ النداء
الجذع:ــــــــــــــــــــــــــــــــ ملكت.....البشر+ القلب هام + جئتك راكعا
ـ صورة العاشق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ شامخة + أبية + رافضة
ـ صورة المدينة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ الولد يولد+ يثأر +استشهاد
ـ صورة المناضل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الخبر
الطرف: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كوني أنت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الأمر
داخل هذا التشكيل نعثر على خلط بين تفعيلة "مستفعلن + فعول" وهو ما أدى إلى مزج بين الغنائية والسردية، إذ أن تفعيلة البسيط مناسبة للغناء، أما تفعيلة الطويل فمناسبة للسرد.
وربما التجأ الشاعرإلى البحور المركبة، بعد إعادة تشكيلها، لاعادة تشكيل معاني القصيدة ضمن النفس الاحتفالي، والنسق التصويري.
إن الايقاع الخارجي، يمتد ويتقلص، حسب موقعه من النص، فنراه يقصف السمع ويمازج الروح، ثم يحط منتشيا بدفء البياض، يغفو في عيون "القدس" التي مزقتها مخالب الغدر، فنصغي إليها وهي تنادي:
من يضيء روحي المنكسرة على عتبات التاريخ؟
فيعذّبني النداء وترتجف أناملي فوق أسطر القصيدة، فألجها علّي أنفض بعض العتمة على المعاني الساكنة كالجواهر في بطون القصيدة.
2 ـ لحظة ولادة المعنى: في بطون القصيدة:
أ ـ قراءة في العنوان:
يباغتنا العنوان بجملة نداء، كأرقى ما يكون النداء "يا قدس" ويوظف الشاعر "الياء" وهي أداة تحتمل القريب والبعيد وسياق القول يشي بالقرب والتوحد، فهي بعيدة في المسافة، قريبة في الوجدان، تقطن الروح والقلب معا
فيهتف الشاعر "ملكت حواس البشر" فيرسم حبا كونيا، فلا يستحوذ على هذا "المحبوب" الذي يعي أنه من حق "الكل" لأنه يجمعنا ويوحدنا، وهو "المحبوب" الوحيد الذي يحق لنا أن نتشارك في حبه ونجلس إلى موائد هيامه لنتقاسم هذا الوجد وهذا الوله.
إنها لحظة موشاة بحنين أبدي إلى مكان مقدس في الذاكرة العربية.
ـ في دلالة العنوان:
القدس: أكبر المدن الفلسطينية، وهي محور الصراع العربي الاسرائيلي يرجع تاريخها إلى اكثر من خمسة آلاف سنة، ضاربة بجذورها في التاريخ.
خضعت هذه المدينة لأشكال مختلفة من النفوذ، من العصرالفرعوني /اليهودي / البابلي / الفارسي / اليوناني / الروماني / ...فهي حضن الحضارات المختلفة، أرض الأنبياء والحكماء.
وفي سنة 621م / 10ه شهدت القدس زيارة الرسول( صلى الله عليه وسلم) فقدأسرى به ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى ثم صعد إلى السماوات العلى.
من هنا ندرك لماذا وظف الشاعر النداء في العنوان إذ النداء يفترض مساحة صوتية كبيرة، أثناء اطلاقه وهو يخرج من الأعماق مشحونا بكل الآهات والآلام، وفي تلك المساحة الصوتية تسكن كل هذه الحقبة التاريخية.
فكأنه وهو يطلق صوته ( يـــــــــــــــــــــــــا قدس) يستحضر كل هذا التاريخ و كل هذه الوقائع ليسكبها على الورق، لكن يخفيها في أحضان الكلمات، فتتفجر تباعا كبركان، لحظة مداعبة القصيدة
ندرك إذن في ضوء ما تقدم أن هذه القصيدة تعيش داخل مدارات القضية العربية المركزية، لذلك وردت مليئة بالتّحفز والترجرج منذ العنوان، تخرج من رحم هذه المدينة ومن أجلها تولد.
ب ـ في رحم القصيدة: تشكّل "النطفة" وتكوّر "الجنين"
ـ رأس القصيدة وطرفها:
ـ باب الإنشاء:
أستهل الخطاب بجملة نداء، تعرف المدينة " يا قدس= يا مدينة السلام" وهو السطر الذي يصنع القصيدة،إذ عقد صلة بين القدس والسلام وهو المعنى المأمول/ المنشود، الذي يتناقض مع الواقع / الموجود.
الموجود: ـــــــــــــــــالقدس= التطاحن = الموت =الخراب = العدم
المنشود: ــــــــــــــــالقدس =السلام =الحياة = البناء = الخصوبة
فالقصيدة ترسم العالم البديل وتطوقه بالحلم والخيال وسيلتها التخييل.
يعاضد النداء ، اسلوب الامر، "كوني أنت.."ارتقى إلى معنى التمني، إذ الخطاب موجه من العاقل إلى غير العاقل لرسم المشهد المامول لهذه الصورة البديلة.
ـ مكونات الصورة:
"عالية ـــــــــــــــ النجم" التعبير بالترادف، فالنجم رمز العلو فهو يحتل كبد السماء، وهذا يكثف المعنى ويؤكد أنه لا بديل لهذه الصورة المأمولة بالنسبة للشاعر، ثم يضيف فعلا دالا على النور" تنيري" ومن هنا نلحظ الاشتغال على معجم الضياء ( النجم / تنيري/ ..) الذي يتقابل مع العتمة، فلا مجال للعتمة في هذا الموضع من الحلم ف"القدس"
تنشر النور في الكون، فتتحول إلى كوكب منير.والتفريط فيها يدخل الكون في عالم مظلم.
ـ القفلة: في الجملة الشعرية:
أنا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سأسجد على ترابك
أنا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لا أبالي للأكاذيب والأوهام
الخطاب المباشر والتقريري، يعلن عن رغبة دفينة، وقد استعمل التسويف القريب، لتأكيد الحلم / الأمل في السجود على التراب= تراب القدس تحديدا، هذا الحلم شبيه بحلم العودة، الذي يسكن كل من غادر أرضها وأطرد وشرد.
والتراب رمز التكوين / الخلق / الموت، منه خلقنا وإليه نعود.
لحظة من التجلي يعيشها الشاعر، تتجاوز الذات، لتحتضن الجمع، فالشاعر يعبر عن حلم مشترك، وفي اللحظة القصوى للتحدي يعلن الشاعر أنه لا يكترث لمشروع زائف كان قد خطّط العدو لتنفيذه، ذاك العدوالغاشم/ الصهيوني المستبد الذي عمل على نشر الأراجيف وتزوير التاريخ، مدعيا أن القدس هي حق مشروع للصهيونية، وأنها تدعى "أورشليم"
ـ جذع القصيدة:
باب الخبر:
اشتغل الشاعر على الجملة الخبرية، ليصور جملة من المعطيات، فتبدأ الحركة هادئة إذ تكثر الايحاءات على البواطن
( الحواس / القلب / هام / حضن )ثم تعلو فتطغى الصيغ الدّالة على الثبات ( شامخة / رافضة )وتتلاحم الحروف، ( الحرف العاطف: الواو /حروف التعليل: كي + لام التعليل) مع بقية المكونات للاعداد لتصاعد الحركة الصاخبة، كما يسهم المعجم الموظف: معجم الموت ( يثأر / الدفن / استشهاد ) في تحفيز الدلالة نحو مقصدية القصيدة، وتنتهي صاخبة لتصنع التحدي والتجاوز
يصبح هذا النظام الذي يحكم جذع القصيدة، نظاما داخليا يفرز بدوره، تناغما ايقاعيا يسم بنية القصيدة، ويجنّبها الاتكاء على الايقاع الخارجي، الذي تتأسس عليه القصيدة الكلاسيكية
ـ تداعي الصور في القصيدة: تتشكل القصيدة في جملة من الصور من أهمها:
ـ صورة الشاعر العاشق:
وتتجلى من خلال سيطرة معجمي العشق ( القلب / هام /..) والعبادة ( راكع / أسجد /..)
فالعشق هو ضرب من العبادة، والعاشق إنما هو متعبد في محراب معشوقته لاسيما إذا كانت هي الوطن والوطن المطلق، وطن العروبة المقدس
ـ صورة المدينة المقدسة:
إن المدينة تجلت رمزا متعدد الابعاد، فهي شامخة، أبية، مستعصية على الاعداء، ترفض الاستسلام، تتحدى كل عدوان، لا تهب نفسها لمغتصبها، فيولد من رحمها المناضل الشريف.
وتتداخل صورة المدينة مع صورة المرأة العربية المناضلة، الشريفة الطاهرة التي تبدع في المقاومة وتجعل من رحمها موطنا لتخصيب البطولة، يخرج من رحمها الابطال، فتهبهم شهداء في سبيل الكرامة والشرف.
ـ صورة المقاوم/ المناضل:
بنيت هذه الصورة على جملة من المقابلات بين ( الولادة والموت) فالولادة لا تكون في سبيل الحياة، والوظيفة الأساسية هي الثار لمعانقة الموت، عن طريق الشهادة، فالموت ليس نهاية الحياة بل هو بداية الحياة الحقيقية.
فالشاعر يدعم المقاومة ويزكيها ويرى فيها جملة من البطولات تتوحد فيها جملة من المفاهيم:
الوطن / الحب / التضحية/ الشرف / الكرامة / الهوية/
3 ـ لعبة التلقي:
على ضوء ما تقدم يمكن أن نجزم أن القصيدة تتجاوز بصفة نهائية الشكل الشعري القديم وتخلق شكلها الخاص، معتمدة على ايقاعها الخاص، محاولة أن تسجل مأساة فلسطين والعرب عموما في نبرة وجدانية واضحة تلتحم مع نفس ثوري.
نرى أن الشاعر / المبدع ـ في مجالات مختلفة ـ يوظف طاقاته التعبيرية ليدعم من ورائها التجربة الشعرية الجديدة
دون الاكتراث لشكل القصيدة من حيث هي شعر حر أو قصيدة نثر، فالنقد تخطى هذا الجدل وانخرط في جدل أوسع وهو القصة / القصيدة أو "الأقصودة" كما يحلو للبعض ـ رغم أني لا أستأنس بهذا اللفظ ولا أسكن إليه ـ
ويكفي أن أقول أن "شكسبير" قد أطلق الشعر الأنجليزي من قيود القافية و " والت وامن" الأمريكي قد أطلقه من قيود العروض.
ـ الخـــــاتمة:
إن قصيدة "يا قدس" للشاعر/ المبدع مختار أمين، ضاربة في العمق، متأصلة في جذورها العربية ، معبرة عن مشغل حقيقي للفكر والشعر على حد السواء وهو القضية الفلسطينية.
أستطاع المبدع أن يتجاوز الخطوط وأن يتحرر من عبودية النظام العروضي الخليلي ليؤسس لنظام يتفرد به، يتأسس داخل نغمية تصنعها القافية، وتعاضدها الجملة الشعرية وتؤيدها الأساليب.
أغادر "يا قدس" ولا أغادرها، أنغرس فيها شجرة زيتون، تحتمي بظلها أحلامي المتناثرة هنا وهناك، بعيدا حيث قبة الصخرة، أرسل ثغري، بشوق رضيع إلى ثدي أمه، فتتورد حلمتها على شفتيه وبروح العنيدة ألتقط حصاة من طريقي
الموجعة، وألقي بها على سيرة بني صهيون، وأقف ووجهي خلفي، وأنا أترنم على أنغام فيروز:
لأجلك يا مدينة الصلاة أصلي ــــــــــــــــــــ يا مدينة الصلاة أصـــــــــــلي
عيوننا إليك ترحل كل يوم ــــــــــــــــــــــــــــ كل يوم ــــــــــ كل يوم
أشكر الأستاذ المبدع صاحب الروح العالية والأخلاق الفاضلة ، صديقي وأخي مختار أمين
مع تحياتي وتقديري
الاستاذة سامية البحري
تونس في 24 أفريل 2016
ذات فجر فيروزي
 0  0  3197