×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

السجن

=======بسمة الصباح ====
-----------السجن-----------
يقال بأن السجن عقوبة ترهق الروح والجسد خاصة من يمتلك حرية في آفاقه تسافر به في جمال الدنيا فيطوف العالم بخياله ويرسم بآماله عالما من الحياة كما ترغبه النفس ويرغبه العقل ليخرج من ضيق اليوم فكيف إذا كان السجن مصنوعا من قضبان تزرعها الهموم والآهات بحثا عن السعادة والرزق وكافة متطلبات الدنيا فتضيق النفس بالحياة وتصبح سجنا -فتصغر الحياة لدرجة إنها لا تتسع لوجوده أو لصرخة يطلقها علها تخفف من وطأة الضيق ----كيف يدخل الإنسان سجن نفسه وهو يمتلك كل وسائل الراحة والرفاهية كيف يعيش قلقا وتوترا فيغوص في بئر سجنه فلا يرى سوى ألمه وحزنه بالرغم من بصر وبصيرة وفكر وحوار يشحن في داخله طاقة من الجلد والصبر والتحمل كيف يقبع في السجن ومفاتيح الخروج في فلكه إنه الشخص الذي دخل دوامة القلق والتوتر ---إنه حارب وصد وهجم وجرح وحزن وفرح وتألم وابتسم إنه مجمل التناقضات النفسية التي تحفر في خلايا صدره أخاديد صغبرة مملوءة بغبار وحصى تصل في نهاية الأمر إلى سد جميع منافذ الهواء فيسقط صريعا أو أسيرا" وهو أشد فتكا من السجن لأنه أصيب من عدو وأي عدو أكثر شدة من همٍ وغم يتراكم بقوة وجسارة وفي كل مرة ينالك سهم من سهامه المبرمجة ----حتى يقودك أسيرا مقيدا معلولا متخبطا فتبقى رهينا حتى يأتي فرج من ذاتك بلملمة ما بقي لك من قوة فكر تستعيد فيها جزءا من قوتك أو أن تخرج ميتا فتمشي منفردا تغني صوتك المأسور أو تصمت ضعفا أو أن تتصالح مع العذاب والهم فتصبح لذتك في العذاب سرور ------حياة فيها بشر متلونة في كل شيء حياة فيها صرخات ومواويل وأغاني وكل أغنية وموال للدنيا هي رؤية وفكر سواء كانت سلبية أو إيجابية -هي صرخة ندم أو ألم أو فرح تزيد في النفس هما وحيرة وقلقا حتى تسقط الورقة فيسقط الفرد وتبقى مدونة على جدار الزمن عبارة هنا كان إنسان وما بين مولده ومماته رحلة من الحيرة والقلق رحلة ضاع فيها العمر بحثا عن الوهم رحلة لم يدرك معنى الرضا
------------صباح النور
---------المحامية رسمية رفيق طه
 0  0  448