المشاركة في المسابقة الشعرية
هذيانات ألقرمطي الأخير
الموصل قبل 2003م
(1)
تتنفس الافعى ..
وفيها / داخلي ..
المعنى يموت ..
كنت أخشى الإلتفات إلى اليسار
لان تاريخ الحكومة
لا يقيل جريمة الايحاء بالإشراق
من جهة الفقير..
أخشى الإلتفات إلى الوراء
كي أغمّض
عن مشاهد جبّة خضراء
تحترف أغتصاب الورد في عمر الطفولة ..
كنت أخشى الألتفات الى اليمين
أكره البوق/المروّج للخِصاء الفاتحين ..
كنت أخشى الإلتفات ..
(2)
تخشبّت عيناي
عند السور
نشوى
ترقب الدرب المؤدي
نحو (باب الطوب)/أسنان المدينة
وهي تأكل من جيوب القادمين
ترقب الشاي المهيّل
فوق تختٍ من زمان الأوس ..
في مقهىً تخشّبَ
مَن يصب الشاي فيه
على أفاريز (السَمَاوَر)
أنظر الأفكار
تمشي في الطريق
(ربما ستحبني ...)
(هل أشتري المعطف .....)
لا زال الشتاء يسوق قطعان الفراء
إلى محلات الملابس !!
(إبنتي كبرت وما في العمر عمر ...)
صوت شيخٍ هاتفٍ
للقهوة - العربية المضمون - دوماً
بعض هيل الهند
البنّ مِن كولومبيا
وألجوز
من قمم الشمال الانفصاليّ
السكر التركيّ
ياقة ثوبه - العربيّ - تحمل حرفاً صينياً
وكوفيّته الحمراء من صنع المجوس ..
صوت شيخٍ هاتفٍ
للقهوة - العربية المضمون - دوماً ..
يعزف المذياع ألحانٌ لفيروز الأصيلة ..
ربّما سرق البلاشفة الملاعينُ
الأغاني منذ خمسين سنة ..
مَن يصبّ الشاي
يُخبرني بأن الوضع اسوأ ما يكون
(بالأمس ..
قد أخذوا اليبيع الخبز ..
أخبرني اليبيع سكائر (الروثمان) عنه ..
حين عاد من احتجاز دام كرتوناً من التبغ العميل ..)
سيَحرِقون التبغ .. حتماً ..
(أسرةٌ في حيّ (باب البيض)
ماتت كلها ..
جاعوا .. وماتوا ..
كلّهم ......)
وانبّح خوفاً ..
حين مرّت عربة الإسعاف
من فوق الرصيف ..
(3)
أكمل الشاي وامضي ..
نحو جسر الامنيات الـ(لن تكون)
أطعم الخبز لبعض السمك الفاسد تحت الجسر ..
يَرفُض أن يذوق الخبز..
أقطع قطعة من عقليَ المأفون بالصورِ القديمة
يقْضم العقلَ ..
يفكّر ...
(عقلك المرهق ..
يا ولدي ..
لا يصلُح طعاماً للأسماك )
الموصل بعد 2003م
(1)
من خطاب القائد الأعلى لجيش النمل :
(لكم وعدي ..
بأن أغتال
مَن غالَ الأزاهير البريئة)
ثمّ تغتالَ الأزاهير البريئة من جديد ..
(لكم وعدي ..
أنني لن أبقي
جوعانا ولا عريان
في البرد الشديد)
سوف تقتلهم جميعا ..
(لكم وعدي ..
أن لونَ الأرض أخضر..)
مِن حَشيشٍ نابتٍ فوق قبور..
(لكم وعدي ..
أن ماء النهر يبقى ..)
من دماء الشهداء ..
(2)
وأستمرّ الشايُ ينساب ..
(لتأكيدِ انتماء الشعب ..
للهند البعيدة)
مثلما قال بن بيّاع البغال ..
وأستمرّ الشايُ ينساب ..
وأخبارُ المساء ..
(ثورة في السنغال)
(مقتل إثنين من الصينِ .. )
و (باريسُ حزينة ..)
ليس في الأخبار شيئا يستثيرُ الروح
إلا ضحكةً بفم المذيعةِ ..
تكسر المكياج ..
والمونتاج ..
والدوبلاج ..
والدوبلير ..
طيفاً .. كي تنوح ..
(2)
ويُصَب الدمُّ في الماءِ
وينساب امتلائي بالدموع ..
كَكوبِ شايٍ ..
من (أبو عمار)
صاحب (مقهى الأخوين)
في رأس التقاطع ..
لليمين ..
خلف واجهة المحلات التفوحُ
بطعم إفلاس الثقافة ..
قال لي ..
من عند دكّة صبَّ شاي الهند ..
- لَم يقرَب ولَم يهمس
كما إعتاد بأن يفعل
قال : (بالأمس قد قتلوا
اليبيع الخبز..
أخبرني اليبيع الخمر عنه ..
حين عاد من احتجازٍ
دام كرتوناً من الخمر
وبعض الحمّص
البلدي والدخّان
أخبرني بأن الخبز
-يقصد -
اليبيع الخبز دوماً ..
يَخدع الناس
يغشّ الوزن
يلمس أكفف النسوان ..
حين يبيع خبزاً ..
اليبيع الخبز ..
يبتزّ الأجير ..
يراوِدُ الأطفال ..
- يمنحهم سجائرَ او نقود -
لكي يبيع الخبز
كنتُ مغفلاً ..
لا أشتري من غيره الخبز ..)
وعدل فوطة التنظيف ..
واستطرق ..
(وكان نظامُنا السابق ..
لا يخطئُ أبداً ..
بائع الخبز
مرابٍ
وديوثٍ
وابن كلبٍ
قم نصلي العصر ..)
(3)
صلّيتُ
أنا واليصبّ الشاي ..
بيّاعِ السجائر ..
بائع الخمر ورائي ..
واليبيع الخبزَ كان هو الإمام ..
(ربّ إني أسألك ثورةً قبل الموت
أسألك ثورة توقف هذا الموت
أسألك أن تنزل ايةً ..
تُلغي الرئاساتِ الثلاثِ من الكتاب
وأن تَهدي الأساتذة الأفاضل ..
للِعراقِ ..
ربِّ إنّي اسألك ..
أن تختصر (نشرة الأخبار)
إلى خبرين ..
عَنِ الوردِ وعنِ المراءة ..
أو في حبِّ الشعر وحسب ..
الموصل بعد الهروب
(1)
من خطاب القائد الأعلى ..
ولكن بعد مدّة ..
(لكم وعدي ..
بأن أغتالَ
من غال الأزاهير البريئة)
..........
(لكم وعدي ..
أننّي لن أبقي جوعاناً ولا عريانَ
في البردِ الشديد)
.........
(لكم وعدي ..
أنّ لونَ الأرض أخضر)
......
(لكم وعدي ..
أن ماء النهر يبقى )
.........
.........
سعد خليل الجبوري : شاعر وروائي عراقي من الموصل .
www.kataranovels.com/novelist/سعد-خليل-الجبوري/
الموصل قبل 2003م
(1)
تتنفس الافعى ..
وفيها / داخلي ..
المعنى يموت ..
كنت أخشى الإلتفات إلى اليسار
لان تاريخ الحكومة
لا يقيل جريمة الايحاء بالإشراق
من جهة الفقير..
أخشى الإلتفات إلى الوراء
كي أغمّض
عن مشاهد جبّة خضراء
تحترف أغتصاب الورد في عمر الطفولة ..
كنت أخشى الألتفات الى اليمين
أكره البوق/المروّج للخِصاء الفاتحين ..
كنت أخشى الإلتفات ..
(2)
تخشبّت عيناي
عند السور
نشوى
ترقب الدرب المؤدي
نحو (باب الطوب)/أسنان المدينة
وهي تأكل من جيوب القادمين
ترقب الشاي المهيّل
فوق تختٍ من زمان الأوس ..
في مقهىً تخشّبَ
مَن يصب الشاي فيه
على أفاريز (السَمَاوَر)
أنظر الأفكار
تمشي في الطريق
(ربما ستحبني ...)
(هل أشتري المعطف .....)
لا زال الشتاء يسوق قطعان الفراء
إلى محلات الملابس !!
(إبنتي كبرت وما في العمر عمر ...)
صوت شيخٍ هاتفٍ
للقهوة - العربية المضمون - دوماً
بعض هيل الهند
البنّ مِن كولومبيا
وألجوز
من قمم الشمال الانفصاليّ
السكر التركيّ
ياقة ثوبه - العربيّ - تحمل حرفاً صينياً
وكوفيّته الحمراء من صنع المجوس ..
صوت شيخٍ هاتفٍ
للقهوة - العربية المضمون - دوماً ..
يعزف المذياع ألحانٌ لفيروز الأصيلة ..
ربّما سرق البلاشفة الملاعينُ
الأغاني منذ خمسين سنة ..
مَن يصبّ الشاي
يُخبرني بأن الوضع اسوأ ما يكون
(بالأمس ..
قد أخذوا اليبيع الخبز ..
أخبرني اليبيع سكائر (الروثمان) عنه ..
حين عاد من احتجاز دام كرتوناً من التبغ العميل ..)
سيَحرِقون التبغ .. حتماً ..
(أسرةٌ في حيّ (باب البيض)
ماتت كلها ..
جاعوا .. وماتوا ..
كلّهم ......)
وانبّح خوفاً ..
حين مرّت عربة الإسعاف
من فوق الرصيف ..
(3)
أكمل الشاي وامضي ..
نحو جسر الامنيات الـ(لن تكون)
أطعم الخبز لبعض السمك الفاسد تحت الجسر ..
يَرفُض أن يذوق الخبز..
أقطع قطعة من عقليَ المأفون بالصورِ القديمة
يقْضم العقلَ ..
يفكّر ...
(عقلك المرهق ..
يا ولدي ..
لا يصلُح طعاماً للأسماك )
الموصل بعد 2003م
(1)
من خطاب القائد الأعلى لجيش النمل :
(لكم وعدي ..
بأن أغتال
مَن غالَ الأزاهير البريئة)
ثمّ تغتالَ الأزاهير البريئة من جديد ..
(لكم وعدي ..
أنني لن أبقي
جوعانا ولا عريان
في البرد الشديد)
سوف تقتلهم جميعا ..
(لكم وعدي ..
أن لونَ الأرض أخضر..)
مِن حَشيشٍ نابتٍ فوق قبور..
(لكم وعدي ..
أن ماء النهر يبقى ..)
من دماء الشهداء ..
(2)
وأستمرّ الشايُ ينساب ..
(لتأكيدِ انتماء الشعب ..
للهند البعيدة)
مثلما قال بن بيّاع البغال ..
وأستمرّ الشايُ ينساب ..
وأخبارُ المساء ..
(ثورة في السنغال)
(مقتل إثنين من الصينِ .. )
و (باريسُ حزينة ..)
ليس في الأخبار شيئا يستثيرُ الروح
إلا ضحكةً بفم المذيعةِ ..
تكسر المكياج ..
والمونتاج ..
والدوبلاج ..
والدوبلير ..
طيفاً .. كي تنوح ..
(2)
ويُصَب الدمُّ في الماءِ
وينساب امتلائي بالدموع ..
كَكوبِ شايٍ ..
من (أبو عمار)
صاحب (مقهى الأخوين)
في رأس التقاطع ..
لليمين ..
خلف واجهة المحلات التفوحُ
بطعم إفلاس الثقافة ..
قال لي ..
من عند دكّة صبَّ شاي الهند ..
- لَم يقرَب ولَم يهمس
كما إعتاد بأن يفعل
قال : (بالأمس قد قتلوا
اليبيع الخبز..
أخبرني اليبيع الخمر عنه ..
حين عاد من احتجازٍ
دام كرتوناً من الخمر
وبعض الحمّص
البلدي والدخّان
أخبرني بأن الخبز
-يقصد -
اليبيع الخبز دوماً ..
يَخدع الناس
يغشّ الوزن
يلمس أكفف النسوان ..
حين يبيع خبزاً ..
اليبيع الخبز ..
يبتزّ الأجير ..
يراوِدُ الأطفال ..
- يمنحهم سجائرَ او نقود -
لكي يبيع الخبز
كنتُ مغفلاً ..
لا أشتري من غيره الخبز ..)
وعدل فوطة التنظيف ..
واستطرق ..
(وكان نظامُنا السابق ..
لا يخطئُ أبداً ..
بائع الخبز
مرابٍ
وديوثٍ
وابن كلبٍ
قم نصلي العصر ..)
(3)
صلّيتُ
أنا واليصبّ الشاي ..
بيّاعِ السجائر ..
بائع الخمر ورائي ..
واليبيع الخبزَ كان هو الإمام ..
(ربّ إني أسألك ثورةً قبل الموت
أسألك ثورة توقف هذا الموت
أسألك أن تنزل ايةً ..
تُلغي الرئاساتِ الثلاثِ من الكتاب
وأن تَهدي الأساتذة الأفاضل ..
للِعراقِ ..
ربِّ إنّي اسألك ..
أن تختصر (نشرة الأخبار)
إلى خبرين ..
عَنِ الوردِ وعنِ المراءة ..
أو في حبِّ الشعر وحسب ..
الموصل بعد الهروب
(1)
من خطاب القائد الأعلى ..
ولكن بعد مدّة ..
(لكم وعدي ..
بأن أغتالَ
من غال الأزاهير البريئة)
..........
(لكم وعدي ..
أننّي لن أبقي جوعاناً ولا عريانَ
في البردِ الشديد)
.........
(لكم وعدي ..
أنّ لونَ الأرض أخضر)
......
(لكم وعدي ..
أن ماء النهر يبقى )
.........
.........
سعد خليل الجبوري : شاعر وروائي عراقي من الموصل .
www.kataranovels.com/novelist/سعد-خليل-الجبوري/